النشيد الوطني لجمهورية الجزائر

تتميز كل دولة من دول العالم بهويتها الفريدة التي تميزها عن غيرها، وتظهر هذه الهوية من خلال علمها ونشيدها الوطني. فليس هناك دولتان تمتلكان نفس العلم أو النشيد الوطني. في هذا المقال، سنتناول النشيد الوطني الجزائري.

النشيد الوطني الجزائري

سنستعرض بصورة عامة النشيد الوطني الجزائري من خلال النقاط التالية:

  • تعتبر الجزائر بلد المليون شهيد، حيث قدمت تضحيات جسيمة ودماء غزيرة في سبيل التحرر من الاستعمار الفرنسي.
  • استمر الاحتلال الفرنسي للجزائر لأكثر من 130 عامًا، بينما سعى للاستيلاء على هويتها العربية.
  • بعد حصول الجزائر على الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، تم تأليف النشيد الوطني المعروف باسم “قسما” عام 1963.
  • يفتتح النشيد بالقسم بالتضحيات والدماء التي سالت على أرض الجزائر لتحقيق الحرية والاستقلال.

قصة النشيد الوطني الجزائري

إليكم القصة وراء النشيد الوطني الجزائري:

  • بدأت أحداث نشيد الجزائر الوطني في عام 1956.
  • طلب الناشط السياسي الثوري عبان رمضان من الشاعر مفدي زكريا كتابة نشيد وطني جديد.
  • عرف مفدي زكريا بلقب شاعر الثورة الجزائرية، حيث كتب العديد من القصائد التي عبرت عن مقاومة الاستعمار.
  • كان هدفه من تأليف النشيد التعبير عن هوية الشعب الجزائري وثورته.
  • تم إضافة الكلمات للنشيد في غضون يومين، حيث ابتدأ بعبارة (قسماً بالنازلات الماحقات).
  • بعد كتابة الكلمات، انتقل مفدي زكريا إلى تونس لنشر النشيد بين صفوف المقاتلين في جبهة التحرير.
  • عندما علمت فرنسا بالنشيد، طلبت حذف المقطع الذي يحتوي على عبارة (يا فرنسا).
  • إلا أن المجاهدين الجزائريين رفضوا هذا الطلب بسبب عدم اعتراف فرنسا بالجرائم التي ارتكبتها في حقهم.

مراحل تلحين النشيد الوطني الجزائري

تمت مراحل تلحين النشيد الوطني الجزائري كما يلي:

  • بعد تأليف النشيد، بدأ الشاعر مفدي زكريا البحث عن لحن يناسب مضامينه الثورية.
  • قدّم زكريا القصيدة إلى صديقه الفنان الجزائري محمد التوري، الذي قام بوضع لحن ابتدائي للنشيد.
  • سُجل هذا اللحن في منزل زكريا بحي القبة بالعاصمة الجزائرية، لكن لم ينل إعجاب جبهة التحرير لعدم تضمنه الوتيرة الحماسية المطلوبة.
  • بالنسبة للحن الجديد، فقد صممه الموسيقار التونسي محمد التريكي وسُجل في مقر البعثة التعليمية الجزائرية بتونس.
  • لكن تم رفض لحن محمد التريكي لأنّه احتوى على لحن خاص لكل مقطع، مما جعله يبدو كخمسة أناشيد في نشيد واحد.
  • هذا دفع مفدي زكريا للإنتقال إلى القاهرة للبحث عن لحن يتناسب مع روح النشيد، ونجح موسيقار محمد فوزي في تلحينه.

اللحن النهائي للنشيد الوطني الجزائري

تم اختيار اللحن النهائي للنشيد الوطني الجزائري كالتالي:

  • بعد محاولات متعددة لاختيار لحن مناسب يعبر عن مضمون النشيد، انتقل زكريا إلى القاهرة مرة أخرى.
  • تبرع الموسيقار المصري محمد فوزي بتلحين النشيد الوطني، وقدم اللحن كهدية للشعب الجزائري.
  • نال اللحن الجديد استحسان جبهة التحرير الجزائرية بسبب تأثيره الثوري القوي.
  • عندما استفسر قادة الثورة عن أجره، أجابهم: “لن تستطيعوا دفع ثمن تلحيني لنشيد *قسما*، فلنأخذ هذا كنقطة انطلاق لنضالي في هذه الثورة.”
  • تم اعتماد اللحن النهائي في عام 1956، ليكون ثمرة تعاون الشاعر مفدي زكريا والموسيقار محمد فوزي.
  • قامت الجزائر بتكريم محمد فوزي ومنحته وسام الاستحقاق الوطني في عام 2007.
  • كما تم تسمية المعهد الوطني العالي في الجزائر على اسمه، وتنازلت عائلته عن حقوق اللحن لصالح الدولة الجزائرية بشكل نهائي.

الأفكار التي يحملها النشيد الوطني الجزائري

تشتمل كلمات النشيد على العديد من الأفكار المهمة، منها:

  • يتكون النشيد من خمسة مقاطع، كل مقطع يحمل مضامين مختلفة.
  • المقطع الأول: يبدأ القسم بالتضحية والدماء التي قدمها الشعب الجزائري تعبيرًا عن إرادته للثأر.
  • المقطع الثاني: يتناول قضية الشعب الجزائري العادلة وما حققه من انتصارات في استعادة حريته.
  • المقطع الثالث: يركز الشاعر على انتقام الشعب من جرائم الاستعمار ويسرد عزمهم على استعادة حقوقهم المسلوبة.
  • المقطع الرابع: يبرز بطولات الثوار وعزمهم على مقاومة الخيانة في صفوف جبهة التحرير.
  • المقطع الخامس: يدعو الشاعر الأحرار في الجزائر للانضمام إلى الثورة والتخلص من الاستعمار الغاشم.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *