أين وُلِد نبي الله سليمان عليه السلام؟
تناقلت الروايات أن نبي الله سليمان -عليه السلام- وُلِد في فلسطين، وتحديداً في مدينة غزة. وقد أشار المؤرخ أبو اليمن العليمي في كتابه “الأنس الجليل” إلى أن “لم يكن لغزة من الفخر إلا مولد النبي سليمان والإمام الشافعي بها لكفى”، كما يُقال إنه وُلِد في مدينة القدس وترعرع بها.
توقيت ولادة النبي سليمان ومدة حياته
لا توجد تفاصيل دقيقة في الكتب حول توقيت ولادة سليمان -عليه السلام-، ووفقاً لما قيل في نسبه فإنه سليمان بن داود بن أيشا بن عويد بن عابر، حيث يعود نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلام-. استمر سليمان في حكمه لمدة 40 عاماً حتى وفاته، وقد قيل إنه عاش 52 عاماً.
تعريف نبي الله سليمان عليه السلام
سليمان بن نبي الله داود -عليهما السلام- وُلِد في عائلة ذات نبوّة وصلاح، وقد ورث من والده الحكمة والعلم. ساعد والده في شؤون الحكم والقضاء بين الناس، وعند وفاة داود -عليه السلام-، تولى سليمان الحكم والقضاء أيضاً. قال الله -عز وجل-: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)، كما ورث -عليه السلام- النبوّة والملك، مما يشير إلى أن الله -تعالى- اختاره ليكون نبيّاً بعد والدِه، وتم تمكينه من حكم عظيم، ومنح فهماً خاصاً لكلام المخلوقات مثل النباتات والحيوانات، وقد أسس حضارة كبيرة ازدهرت بفضل قيادته.
وفاة نبي الله سليمان عليه السلام
كان سليمان -عليه السلام- يقوم بزيارة المساجد ويقضي بها أياماً طويلة في العبادة. وفي أحد الأيام، استند على غصن شجرة وقال: “اللهم أغْمِض عن الجنِّ موتي حتى يعلم الإنس أن الجنَّ لا يعلمون الغيب”، حيث كانت الجنّ تدّعي معرفتها بالغيب. بعد ذلك، بدأ في الصلاة مستنداً إلى عصاه، وتوفي في هذه الوضعية. يُقال إنه أغلق القصر عليهم ومنع الناس من الدخول، فزاره ملك الموت وتحدث معه قبل أن يقبض روحه وهو متكئ على عصاه.
اجتمعت الشياطين حول محرابه، وعندما اكتشفوا وفاته، لم يعرفوا متى حدثت. ففحصوا عصاه ووجدوا أن الأرضة (وهي نوع من الحشرات) قد أكلت منها. وتركوا الأرضة تأكل العصا لمدة يوم وليلة، ثم بدؤوا يحسبون المدة التي توفي فيها سليمان -عليه السلام-، فاكتشفوا أنه قد توفي منذ مئة عام. بهذا الفهم، تعلم الإنس أن الجنّ لا يملكون علم الغيب. ومن الجدير بالذكر أن هذه التفاصيل ليست مذكورة في نصوص دينية، حيث ذكرت وفاة سليمان -عليه السلام- في القرآن الكريم بشكل عام، في قوله تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ).
ملخص المقال: وُلِد سليمان -عليه السلام- في فلسطين، إما في غزة أو القدس، نشأ في بيت نبوّة وصلاح، وعاش 52 عامًا. ينتهي نسبه لإبراهيم -عليه السلام-، ورث الملك والحكم والنبوّة عن والده داود -عليه السلام-. توفي -عليه السلام- متكئاً على عصاه، وعلم الجن والشياطين بذلك بعد مرور سنوات طويلة، مما أفاد الإنس بأن الجنّ لا يعلمون الغيب.