ابن طفيل
يعتبر محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد بن طفيل القيسي، المعروف بأبي بكر ولقب ابن طفيل، أحد أبرز المفكرين العرب. وُلد في وادي آش بالقرب من مدينة غرناطة الأندلسية عام 500 هجريًا (1106 ميلاديًا). كرّس ابن طفيل حياته للعلم، التعليم، ومساعدة الناس، حيث أبدع في عدة مجالات تشمل الفلسفة، الفلك، العلوم الرياضية، بالإضافة إلى ابتكار الآلات والأجهزة. ظل محبًا للعلم والتعلم حتى وفاته في مدينة مراكش المغربية عام 581 هجريًا (1185 ميلاديًا).
الحياة العلمية والعملية لابن طفيل
على الرغم من عدم وجود معلومات دقيقة حول نشأة ابن طفيل أو كيفية اكتسابه لثقافته، تشير المصادر التاريخية إلى أن بداياته كانت متجهة نحو طلب العلم. درس الطب وعالج الناس، مما أكسبه مكانة بارزة في غرناطة. تقلد منصب الوزير (حاجب) في حكومة غرناطة، ثم عمل ككاتب لدى ابن الخليفة عبد المؤمن. كما اقترب ابن طفيل من بلاط الموحدين، حتى أصبح طبيبًا شخصيًا للخليفة أبي يعقوب يوسف المنصور. أسس علاقة قوية مع الخليفة، واحتفظ بمكانته في البلاط حتى بعد وفاة السلطان أبي يعقوب وتولي ابنه أبي يوسف يعقوب المنصور الحكم.
مؤلفات ابن طفيل
رغم أن ابن طفيل ألف العديد من الكتب والأعمال قبل وفاته، إلا أن القليل منها وصل إلينا. ومن بين أهم مؤلفاته: “كتاب أسرار الحكمة المشرقية” وقصة “حي بن يقظان”، التي تعتمد أسلوبًا واضحًا وبسيطًا. تميزت أعماله بجاذبيتها وبنقاشاتها العميقة، حيث عالجت العديد من الإشكاليات الفلسفية من وجهة نظر ابن طفيل. في قصة “حي بن يقظان”، جسد شخصية تعيش في جزيرة معزولة، متطورة من الكل إلى الجزء، حيث أسس لمدرك عن العالم الغيبي والسماوي من خلال التأمل والاستنتاج والنظر في محيطه.