اختلاف استخدام “لم” و”لما” في اللغة العربية

تُعتبر أدوات النفي “لم” و”لما” من الأدوات الأساسية في اللغة العربية، حيث يتم استخدامها بكثرة في مجموعة متنوعة من الجمل والعبارات. في هذا المقال، سنستعرض الفرق بين هاتين الأداتين، بالإضافة إلى توضيحات هامة حول استخداماتهما.

الفرق بين لم ولما

  • تستخدم كلاً من “لم” و”لما” كأدوات نفي، مشابهةً لـ “ألما” و”ألم”.
  • لكل منهما وظيفة كأداة جزم لفعل واحد مثل “لام الأمر” أو “لام الدعاء”، مما يشير إلى وجود تشابه في معانيهما.
  • يمكن توضيح الفرق بينهما من خلال استعراض استخدام كل منهما على حدة، كما يلي:

أولًا: استخدامات “لم” في الجملة

قام علماء النحو بتوضيح أن “لم” تُستخدم كأداة لتنفي الجملة، وتُحدث جزمًا في العبارة. دعونا نقوم بتفصيل ذلك عبر النقاط التالية:

  • هدف “لم” هو نفي الجملة عن طريق تحويل الصيغة من الإثبات إلى النفي.
  • تساعد في قلب العبارة عن طريق تغيير زمن الفعل بعده، سواءً من زمن المستقبل أو المضارع إلى زمن الماضي.
  • تدخل “لم” على الفعل المضارع وتعمل على جزمه.

ثانيًا: استخدامات “لما” في الجملة

  • تشابه “لما” “لم” في طبيعة عملها، حيث تدخل على الجملة لتنفيها أو تجزمها أو تعكسها.
  • من الأمثلة على الجزم، قوله تعالى: “كلا لما يقض ما أمره”.
    • في هذه الآية، تم استخدام الفعل “يقض” كفعل مجزوم بسبب حذف حرف الياء.
    • كما تكون الكسرة على الحرف الذي يسبق علامة الجزم.
  • تأخذ “لما” شكلين مختلفين:
    • تظهر كظرف زمان بمعنى “حين”، مما يساهم في تعديل الفعل الماضي.
      • عندها، يأتي جواب الشرط في صيغة الماضي.
    • تدخل “لما” أيضًا على الفعل المضارع لتجزيمه.

أمثلة متنوعة على استخدامات “لم” و”لما”

هناك مجموعة من الأمثلة التي توضح الفرق بين “لم” و”لما” وتستخدمات كل منهما، ومنها:

  • قال الله تعالى: “فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون”، حيث تأتي “لما” بمعنى “حين”.
    • وجواب الشرط هنا جملة اسمية مرفقة بـ “إذا”.
  • قال الله تعالى: “فلما جاء أمرنا نجينا صالحًا والذين آمنوا معه برحمة منا”، حيث تُستخدم “لما” بمعنى “حين”.
    • وجواب الشرط جاء في زمن الماضي، وهو الفعل “نجينا”.
  • قال الله تعالى: “أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب”.
    • تعني الآية أنهم لم ينزل عليهم بأس الله حتى الآن، ولكنهم سيتذوقون العذاب يوم القيامة.
  • الآية: “فلما نجاكم إلى البر أعرضتم” حيث “لما” بمعنى “فحين”، والجملة هنا اسمية مصحوبة بـ “إذا”.
  • قال الله في سورة الإخلاص: “لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد”.
    • الأفعال “يلد” و”يولد” مجزومان، وعلامة جزمهما هي السكون.
  • قال الله تعالى في سورة البقرة: “قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال”.
    • حيث جاء الفعل “يؤت” مجزومًا وعلامة جزمه حذف حرف الألف.
    • ويتضح من ذلك وضع الفتحة على الحرف الذي يسبق حرف العلة.

التشابه بين أدوات النفي “لم” و”لما”

  • كما هو موضح أعلاه، تتشابه “لم” و”لما” في بعض الجوانب وتختلف في جوانب أخرى.
  • بعض أوجه التشابه تشمل:
    • كل منهما تنتمي إلى أدوات الجزم.
    • تختص بالدخول على الفعل المضارع وتحدث تغييرات فيه.
    • تدخلان على زمن المستقبل أو المضارع لتعديل الزمن إلى الماضي.

أوجه الاختلاف بين “لم” و”لما”

يمكن شرح الفرق بين “لم” و”لما” من خلال النقاط التالية:

  • أداة “لم” قد ترتبط بحرف الشرط ويمكن أن تأتي بعدها، بينما “لما” لا يمكنها الاقتران بحرف الشرط.
  • من الأمثلة على ذلك قوله تعالى: “لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض”.
    • على العكس، “لما” لا تقترن بحرف الشرط.
  • عند استخدام “لم”، يستحيل حذف الفعل المضارع، في حين يمكن حذف الفعل المجزوم عند استخدام “لما”.
    • مثلاً، يمكن أن نقول “قاربت العمل ولما” بدلاً من “قاربت العمل ولما أصل له”.
  • عندما يتم نفي الجملة باستخدام “لم”، يمكن أن يتصل المنفي بالحال، مثل قوله تعالى: “ولم أكن بدعائك رب شقيًا”.
    • بينما عند استخدام “لما”، يجب أن يتصل المنفي بالحال.
  • يمكن أن يكون النفي باستخدام “لم” منقطعاً عن الحال، كما في قوله: “هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا”.

متابعة الفرق بين “لم” و”لما”

  • عند استخدام “لم”، لا يُشترط إثبات الفعل الذي يأتي بعدها، بينما “لما” تشترط إثبات الفعل.
  • تُستخدم “لما” للنفي المستمر في جميع أجزائه، بينما “لم” تُستخدم لنفي الأحداث المستغرق في الماضي.
  • كما أن “لما” تشير إلى عدم تحقق الفعل في الوقت الحالي، لكن في الماضي قد يكون متوقع حدوثه.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *