عمر بن الخطاب
عُرف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بأنه ابن الخطاب بن نُفيل، من قبيلة قريش، وُلِد في مكة المكرمة. نشأ في كنف والده الخطاب الذي كان من فرسان العرب المعروفين بالشجاعة والقوة، وصاحب شأن بارز في قريش. على الرغم من تعدد زيجات الخطاب وأبنائه، إلا أن عمر حظي برعاية خاصة، وتعلم الكتابة منذ صغره، مما جعله واحداً من أوائل الذين اجتازوا هذا الفن في قريش. وقد عُرف عمر بشجاعته وقوته البدنية حيث برع في الفروسية والمصارعة والرماية. وبعد أن بُعث الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بالإسلام، كان عمر في البداية من المعارضين، ولكن في شهر ذي الحجة من السنة السادسة للبعثة، قادته إرادة الله إلى الإسلام، مما شكل نقطة تحول هامة في تاريخ الدعوة الإسلامية. وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة، خرج هو بفخر، محذراً أعداءه قائلاً: (من أراد أن يثكل أمه أو ييتم ولده، فليلقني وراء هذا الوادي). بعد هجرته واستقرار المسلمين في المدينة، كان له دورٌ بارز في إدارة شؤون المسلمين بعد وفاة الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ثم الخلافة التي تولى مسؤوليتها بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك في السنة الثالثة والعشرين للهجرة.
مكان وفاة عمر بن الخطاب
توفي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في المدينة المنورة كما كان يتمنى، فقد كان يدعو الله أن يرزقه الشهادة في سبيله وأن تكون وفاته في المدينة. توفي عام 23 للهجرة بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي أثناء أدائه صلاة الفجر، حيث حظي بوسام الشهادة.
قصة استشهاد عمر بن الخطاب
في يوم الجمعة 21 من ذي الحجة سنة 23 للهجرة، ألقى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- آخر خطبه، وأخبر الصحابة أنه رأى حلماً يتنبأ بقرب أجله. وقد كان بعض الصحابة يلحّون عليه بالسماح لبعض العبيد المكيين بالمجاورة في المدينة. وفي يوم من الأيام، خلال صلاة الفجر، تسلل أبو لؤلؤة المجوسي مستغلاً إقامة الصلاة، وطعن عمر -رضي الله عنه- عدة طعنات أدت إلى إصابة 13 شخصًا. عندما أدرك عمر ذلك، طلب من عبد الرحمن بن عوف أن يكمل الصلاة، وبعد الانتهاء، استفسر عن طاعنه ووجده مجوسيًا، فقال: (قاتله الله، الحمد لله، لم تكن منيتي بيد أحد يدّعي الإسلام). ومع تدهور حالته، استشهد يوم الأربعاء 3 من ذي الحجة من العام المذكور، وقد بلغ من العمر 63 عامًا. وقد تم تغسيله وتكفينه من قبل الصحابة، وصلّى عليه صهيب بن سنان -رضي الله عنه- ودُفن بجوار الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية.
فضائل عمر بن الخطاب
يتسم الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدد من الفضائل، منها:
- دعاء الرسول -عليه الصلاة والسلام- له، حيث ورد عن عبد الله بن عمر أن الرسول دعا قبل إسلام عمر قائلاً: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب).
- بشرى الرسول -عليه الصلاة والسلام- له بالجنة، حيث قال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (ائذن له وبشره بالجنة)، وعندما فتحت الباب، كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو من يقف أمامه.