موقع قبر سيدنا آدم عليه السلام
تباينت آراء العلماء حول مكان قبر سيدنا آدم -عليه السلام- إلى خمسة أقوال رئيسية كما يلي:
- الرأي الأول: يُعتقد أن قبر سيدنا آدم -عليه السلام- يقع في جبل أبي قبيس، وهو أقرب الجبال إلى مدينة مكة المكرمة من الشرق، حيث يتواجه مع ركن الحجر الأسود. إذ يمكن رؤية جمال مكة وسعة الحرم الشريف والكعبة المشرّفة من هذا المكان. وقد صعد إليه عدد من الصحابة -رضوان الله عليهم-، منهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. ويجب التنويه إلى أن قريش كانت تسميه “الأمين”، لأنه كانت قد أُودع فيه الحجر الأسود خلال الطوفان حتى ظهور سيدنا إبراهيم -عليه السلام-.
- الرأي الثاني: يعتبر بعض العلماء أن قبر سيدنا آدم -عليه السلام- يقع في منى، وتحديدًا في مسجد الخيف. ويُشيرون إلى أن جبريل -عليه السلام- صلى عليه عند باب الكعبة، ثم دُفن في هذا المسجد، وقد أشار إلى ذلك الإمام عروة بن الزبير -رحمه الله-.
- الرأي الثالث: يُرجع آخرون قبر سيدنا آدم -عليه السلام- إلى مسجد الخيف، حيث قام سام بن نوح بدفنه هناك بعد وفاته، ودعم هذا الرأي الإمام الذهبي -رحمه الله-.
- الرأي الرابع: هناك من يقول أن قبر سيدنا آدم -عليه السلام- يقع في وادي سرنديب في الهند، وقد نقل هذا الرأي الإمام ابن كثير -رحمه الله-.
- الرأي الخامس: يُعتقد وجود قبر سيدنا آدم -عليه السلام- في بيت المقدس، وقد ذكر هذا الرأي الإمام الأزرقي -رحمه الله-.
تحقق مستوى معرفة قبر سيدنا آدم
اتفق العلماء على أن قبر الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- موجود في المدينة المنورة، بتحديد واضح في حُجرة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وهذا أمر لا يمكن إنكاره. أما بالنسبة لمواقع قبور الأنبياء والرسل الآخرين، فلم يتم تحديدها بشكل قاطع، لذا لا ينبغي استنكار معرفة مواقع قبور الرسل أو الأنبياء، إلا في حالة قبر سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الذي يُعرف بموقعه في الغار. ومن المهم الإشارة إلى عدم وجود أي أحكام شرعية مرتبطة بمعرفة مواقع قبور الأنبياء والرسل.
وفاة آدم عليه السلام
توفي سيدنا آدم -عليه السلام- يوم الجمعة، حيث جاءت إليه الملائكة وآتوا بكفنٍ من الجنة وصلوا عليه بعد تكبيرهن أربع مرات، كما يوضح حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صَلَّتِ الملائكةُ على آدمَ فكَبَّرَتْ عليه أربعًا وَقالت: هذه سُنَّتُكم يا بَنِي آدمَ”. وقد تناول العلماء عدة أمور حول تفاصيل وفاة آدم -عليه السلام-، رغم عدم وجود نصوص قطعية في القرآن أو السنة تؤيد ذلك. ومن هذه الأمور:
- ذكر ابن إسحاق أن آدم -عليه السلام- قد قام بتعليم ابنه شيث بمواعيد الليل والنهار والعبادات المتعلقة بها قبل وفاته، وأخبره بموعد الطوفان.
- أشار ابن كثير في مؤلفاته إلى أنه تم كسوف الشمس والقمر لمدة سبعة أيام مع لياليها أثناء وفاة آدم -عليه السلام-.
- قال وهب بن منبّه إن شيث -عليه السلام- تولى القيادة بعد وفاة والده آدم -عليه السلام-.
- نقل السيوطي في كتابه “الإتقان” أن آدم -عليه السلام- توفي عن عمر يناهز الألف سنة، بينما ذكر النووي أن بعض العلماء، مثل ابن أبي خيثمة، أفادوا أنه توفي عن عمر 960 عامًا، وبعضهم مثل وهب بن منبّه أكد أنه عاش حتى 930 عامًا.
- ذكر شهاب الدين النويري أن حواء توفيت بعد عام من وفاة آدم -عليه السلام- بسبب حزنها الكبير عليه، وظلت عند قبره لمدة أربعين يومًا دون أن تأكل أو تشرب، مما أدى إلى إصابتها بمرض عضال أودى بحياتها. تم تكفينها بكفنٍ من الجنة ودفنها بجوار قبر آدم -عليه السلام-، بحيث كانت رأسها بجوار رأسه وركبتاها بجواره أيضًا.