عند الإجابة على سؤال من هو المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية، نجد أن الإمبراطورية العثمانية تُعد واحدة من أقوى الإمبراطوريات على مر التاريخ، إذ دام حكمها لأكثر من ستة قرون وامتد عبر ثلاث قارات، حيث حكمت شعوبًا وثقافات متنوعة. لقد كانت محط تقدير الحلفاء والمخاوف للأعداء، فما هي القصة وراء تأسيسها؟
المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية
- يُعتبر عثمان بن أرطغرل هو المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية، حيث كان قائدًا لقبيلة تركية صغيرة تُدعى كايي في الأناضول.
- وفقًا للأسطورة، راود عثمان بك حلمٌ شاهد فيه شجرة تنبت من سرته وتنتشر فروعها في جميع أنحاء العالم، حيث تمثل هذه الشجرة الإمبراطورية العثمانية. وقد اعتُبر هذا الحلم بمثابة إشارة إلهية لاختيار عثمان بك في تأسيس الإمبراطورية.
- بدأ عثمان بك في توسيع أراضي قبيلته عبر سلسلة من الفتوحات والتحالفات، وأسَّس تدريجيًا دولة تحوّلت لاحقًا إلى الإمبراطورية العثمانية.
- مع ذلك، تتحدّى دراسات حديثة هذه الرواية، حيث تشير إلى أن عثمان بك لم يكن المؤسس الفعلي للإمبراطورية العثمانية، بل كان أحد الزعماء الأتراك الكثر الذين ظهرت أسماؤهم في الأناضول خلال القرن الثالث عشر.
- وفقًا لهؤلاء الباحثين، فإن المؤسس الحقيقي للإمبراطورية العثمانية هو إرتوغرول بك، والد عثمان بك، الذي كان له دور بارز في وضع الأسس لهذه الإمبراطورية.
- من خلال القيادة الحكيمة، قاد إرتوغرول بك قبيلة كايي، وُلِد في أواخر القرن الثالث عشر في آسيا الوسطى، وهاجر إلى الأناضول مع والده ومجموعة صغيرة من أتباعه، وانخرط في النزاعات المستمرة بين القبائل التركية والإمبراطورية البيزنطية، وتمكن من الاستيلاء على منطقة صغيرة لقبيته.
- تستند نجاحات إرتوغرول بك إلى براعته العسكرية ومهاراته الدبلوماسية، وقدرته على تكوين تحالفات مع قبائل تركية أخرى.
- كان من أبرز هذه التحالفات تحالفه مع سلطنة رم السلجوقية، وهي دولة تركية قوية حكمت الأناضول في تلك الفترة، مما أتاح له توسيع الأراضي والحصول على موارد قيمة مثل الأراضي الخصبة ومصادر المياه.
- علاوة على ذلك، كان لإرتوغرول بك دورٌ أساسي في الدفاع عن السلطنة السلجوقية ضد التهديدات الخارجية، مثل الإمبراطورية المغولية، التي كانت تتوسع بسرعة في آسيا.
- تابع عثمان بك السياسات التي وضعها والده وتوسع في بناء الدولة التي أصبحت فيما بعد الإمبراطورية العثمانية، إلا أن إرث إرتوغرول بك هو الذي مهد الطريق لنجاح الإمبراطورية.
حكام الإمبراطورية العثمانية
استمرت الدولة العثمانية لأكثر من 600 عام، وشهدت العديد من الحكام البارزين الذين قادوا الإمبراطورية إلى ذروتها في مجالات متعددة. فيما يلي بعض من هؤلاء الحكام البارزين خلال العصور:
- عثمان بن أرطغرل (1299 – 1326): يُعتبر المؤسس للدولة العثمانية، وكان من الأتراك السلاجقة الذين هاجروا إلى آسيا الصغرى، وقد قاد قبيلته للسيطرة على مناطق قرب بورصة.
- محمد الفاتح (1451 – 1481): هو الحاكم الذي أسس معالم الدولة العثمانية الحديثة، حيث استولى على العاصمة البيزنطية، القسطنطينية، وحوّلها إلى مدينة إسطنبول الحالية.
- سليم الأول (1512 – 1520): المعروف بلقب “المفتح”، قام بتوسيع حدود الدولة العثمانية وضم جزء من الأراضي مثل بغداد والحجاز ومصر.
- سليم الثاني (1566 – 1574): قاد الإمبراطورية إلى مرحلة جديدة من الازدهار والنمو الاقتصادي، واستعاد جزيرة قبرص التي كانت تحت السيطرة الفرنسية الإيطالية.
- محمد الخامس (1648 – 1687): اعتُبر من أفضل حكام الدولة العثمانية، حيث حكم لمدة 40 عامًا وساهم في تطوير الاقتصاد والتعليم والثقافة داخل الإمبراطورية.
- سليمان القانوني (1520 – 1566): يُعدّ واحدًا من أشهر الحكام العثمانيين، حيث حكم لمدة 46 عامًا، وكانت فترة حكمه تُعرف بالعصر الذهبي للإمبراطورية.
يمكنكم التعرف أيضًا على:
أبناء مؤسس الدولة العثمانية
يرتبط مؤسس الدولة العثمانية، عثمان بن أرطغرل، بقصة ولادته في قبيلة كايي خلال أوائل القرن الثالث عشر الميلادي في وسط تركيا، حيث وُلِد لأرطغرل بن سليمان شيخ القبيلة:
- عثمان الأول: الابن الأكبر لعثمان بن أرطغرل، وُلِد عام 1258 وتوفي عام 1326. كان أول من تولى لقب السلطان بعد وفاة والده عام 1323، وقد حقق إنجازات كبيرة في توسيع نطاق الدولة.
- علاء الدين باي: الابن الثاني لعثمان بن أرطغرل، وُلِد عام 1280 وتوفي عام 1331، وعُرف بأنه والد السلطان محمد الأول وشارك في العديد من المعارك بصفته محافظًا لمناطق مهمة أقامتها الدولة العثمانية.
- سافجي باي: الابن الثالث لعثمان بن أرطغرل، وُلِد عام 1287 وتوفي عام 1357، حيث شغل منصب الوالي الأول في الدولة وشارك في حملات عسكرية متنوعة.
بنات عثمان بن أرطغرل
- فاتحة هاتون: ابنة عثمان بن أرطغرل ووالدة السلطان مراد الأول، كانت زوجة السلطان غازي الأول.
- عائشة هاتون: ابنة عثمان بن أرطغرل ووالدة السلطان محمد الأول، وتزوّجت من السلطان عثمان الأول.