يتناول هذا البحث الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يحتوي على أكثر من ثلاثين مادة تتعلق بحقوق الإنسان. يتم من خلال هذه المواد توضيح وجهات نظر الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الحقوق المستحقة لكل فرد.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: دراسة تحليلية
- الإعلان يتضمن أكثر من ثلاثين مادة توضح حقوق الإنسان اللازمة لكل فرد.
- يؤكد الإعلان على أن هذه الحقوق تنطبق على الجميع، سواء كانوا فقراء أو أغنياء، لضمان حصول كل شخص على حقوقه كاملة.
- تم اعتماد الإعلان كمعيار مشترك للإنجاز لجميع الأمم والشعوب.
- يشدد الإعلان على ضرورة اعتراف جميع الدول بأن:
- جميع البشر يولدون متمتعين بالحرية والكرامة والمتساوية في الحقوق بغض النظر عن جنسيتهم أو مكان إقامتهم.
- أو جنسهم أو عرقهم أو لونهم أو دينهم أو لغتهم أو أي وضع آخر.
- تعتبر هذه العبارة جزءاً من وثائق تاريخية نظراً للغة العالمية التي تتمتع بها، حيث لا تنتمي إلى ثقافة أو نظام سياسي أو دين معين.
- وساهمت في تعزيز القانون الدولي لضمان حقوق الإنسان.
- تم الانتهاء من المشروع في عام 1966 ودخل حيز التنفيذ في عام 1976.
- على الرغم من أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليس ملزماً قانونياً، فقد تم تضمين محتواه لاحقاً في المعاهدات الدولية والإقليمية الخاصة بحقوق الإنسان وكذلك في الدساتير والقوانين الوطنية.
أهمية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- شهدت هذه المسألة جدلاً بين الباحثين في مجال القانون، حيث دعا العديد إلى ضرورة الإعلان عن حقوق الإنسان لتفادي التعارض بين الحقوق المطبقة في بلدان مختلفة.
- ورغم أن بعض القوانين في بلاد معينة تمتلك تأثيراً قانونياً صارماً، فإن الإعلان أصبح جزءاً من القانون الدولي العرفي ويكتسب الالتزام.
- لقد أثر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بشكل كبير على التطورات القانونية والسياسية والاجتماعية على المستويات الوطنية والعالمية، حيث ترجم إلى 524 لغة، مما يجعله أكثر الوثائق ترجمة في التاريخ.
يمكنكم الاطلاع على تفاصيل إضافية في مقالنا حول:
الهيكل والمحتوى الأساسي للإعلان العالمي
- يبنى الهيكل الأساسي للإعلان العالمي بشكل كبير على قانون نابليون، بما في ذلك المقدمة والمبادئ العامة.
- لذا، عند النظر إلى الديباجة أو المبادئ الأساسية، يمكن رؤية هذا التأثير.
- تم تشكيل الهيكل النهائي من خلال المسودة الثانية التي وضعها الفرنسي رينيه كاسين، مؤلف المسودة الأولى الذي كتبه الباحث القانوني الكندي جون بيترز همفري.
- لذا من المهم الاطلاع على بحث حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لفهم الحقوق بشكل أفضل.
مضمون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- تناولت الديباجة الأسباب الاجتماعية والتاريخية التي أدت إلى صياغة الإعلان.
- تنص المواد 1 إلى 2 على المفاهيم الأساسية مثل الكرامة والحرية والمساواة.
- تشير المواد من 3 إلى 5 إلى حقوق شخصية إضافية، ومنها الحق في الحياة حظر العبودية والتعذيب.
- تتناول المواد 6 إلى 11 الشرعية الأساسية لحقوق الإنسان وتحدد الوسائل التي يمكن استخدامها للدفاع عن تلك الحقوق عند التعرض للانتهاك.
- تستطيع هذه الوسائل أن تكون أدوات فعالة في الدفاع عن حقوق الإنسان.
- تحدد المواد 12 إلى 17 الحقوق الاجتماعية الضرورية للأفراد، بما يشمل حرية التنقل.
- تعترف المواد 18 إلى 21 بما يسمى “الحرية الدستورية”، بالإضافة إلى الحريات الروحية والعامة والسياسية.
- وتشمل حرية الفكر والرأي والدين والضمير والحق في التجمع السلمي.
- تتناول المواد 22 إلى 27 الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك الرعاية الصحية.
- كما تدعم هذه المواد حق الأفراد في مستوى معيشي مناسب وتوفير الدعم للأمهات والأطفال.
- وتضمن أيضاً حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والأفراد غير القادرين على إعالة أنفسهم.
- تنص المواد 28 إلى 30 على الوسائل العامة لممارسة هذه الحقوق، بالإضافة إلى الالتزامات الفردية تجاه المجتمع وحظر أي انتهاك لهذه الحقوق, بما يتعارض مع أهداف الأمم المتحدة.
ركائز الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- يرى رينيه كاسين أن البيان يشبه رواق معبد يوناني، يمتلك أساسيات وأعمدة وقوس.
- توضح الفقرات السبع في المقدمة أسباب الإعلان وتمثل خطوات المعبد، حيث يتكون الجزء الرئيسي من الإعلان من أربع ركائز:
- الركيزة الأولى (المواد من 3 إلى 11) تشكل الحقوق الفردية، مثل الحق في الحياة وحظر الرق.
- الركيزة الثانية (المواد من 12 إلى 17) تتناول حقوق المواطنين في المجالات السياسية والاجتماعية.
- الركيزة الثالثة (المواد 18-21) تتعلق بالحريات الروحية والعامة والسياسية.
- أما الركيزة الرابعة (المواد 22-27) فتحدد الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
الحريات الخاصة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- التأكيد على “الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية والكرامة الشخصية”.
- تلتزم جميع الدول الأعضاء بتعزيز “احترام حقوق الإنسان لكل الناس”، دون تمييز لأي سبب.
- يشير الإعلان إلى أن كل دولة ملزمة بمنح الأفراد حرية كاملة في الدين والحركة والتعبير.
- عندما ظهرت الفظائع التي ارتكبتها ألمانيا النازية، تبلور اتفاق في المجتمع الدولي على ضرورة وضع ميثاق أساسي لحقوق الإنسان.
- هذا الميثاق لا يتضمن حقوق الأمم المتحدة بالكامل.
- طلب جون بيترز همفري من الأمين العام للأمم المتحدة وضع إطار عمل لصياغة هذا الميثاق.
- تشكلت اللجنة من مجموعة متنوعة من الأعضاء مثل جاك ماريتين ورينيه كاسين من فرنسا، وتشارلز مالك من لبنان، وجيم زانغ من جمهورية الصين.
- تم تعيين همفري كمدير لقسم حقوق الإنسان في الأمانة العامة للأمم المتحدة.
- مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، تم اعتماد هذا الميثاق.
- وبعد ذلك، تم التصديق عليه، مما أظهر التزاماً بحرية الفرد وحرية الرأي.
مشروع إعلان حقوق الإنسان
- تم تشكيل لجنة حقوق الإنسان كهيئة دائمة تابعة للأمم المتحدة للقيام بإعداد ما تصور في البداية كتشريع دولي لحقوق الإنسان.
- تضمن أعضاء اللجنة ممثلي عدة دول مثل أستراليا، بلجيكا، بيلاروسيا، تشيلي، الصين، مصر، فرنسا، الهند، إيران، لبنان، الفلبين، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، وأوروغواي، ويوغوسلافيا.
- أصر الدكتور زانغ على أن الإعلان يجب أن يعكس أكثر من مجرد نظرة غربية، وضرورة أن يكون منهج الدكتور همفري انتقائيًا.
اعتماد الإعلان
- قبل نشر الإعلان وتصديق الدول عليه، كان من الضروري إجراء تصويت.
- وقد تم التصويت في 10 ديسمبر 1948، حيث حصل الإعلان على 48 صوتاً لصالحه، بينما لم تسجل أي أصوات ضده.
- امتنع عدد من الدول عن التصويت، بما فيها اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، جمهورية أوكرانيا الاشتراكية، تشيكوسلوفاكيا، وعدد آخر من الدول.
- بعد هذا التاريخ، صادق العديد من الدول على هذا الإعلان، مما جعله جزءًا من القانون الدولي.
اليوم العالمي لحقوق الإنسان
- تحتفل الدول باليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر، وهو التاريخ الذي تم فيه اعتماد الإعلان.
- في هذا اليوم، اعترفت جميع الدول بالإعلان وبدأت في تطبيقه كجزء من التشريعات العالمية.
- أصبح للعالم قانون واحد يشمل جميع الدول، بعد أن كان لكل دولة قوانينها الخاصة.
- تشهد هذه المناسبة احتفالاً ينظمه الأفراد والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، لتعزيز الوعي بحقوق الإنسان.
- يمكن أن تشمل هذه الاحتفالات تقديم بحوث حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- في عام 2008، احتفلت الذكرى الستون للإعلان بإحياء سلسلة من الفعاليات التي تناولت قضايا الكرامة والعدالة.
- وفي عام 2018، بمناسبة الذكرى السبعين، تم التركيز على توعية الشباب والبرامج التي تهدف إلى تعليمهم كيفية المطالبة بحقوقهم.
للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على: