ابن مفلح: حياته وإسهاماته في الأدب العربي

الإمام محمد بن مفلح المقدسي

الإمام محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، المعروف بشمس الدين المقدسي الراميني الصالحي الحنبلي، يُكنّى بأبي عبد الله. يُعتبر من أبرز العلماء في الفقه الحنبلي، وُلد في عام 700 هـ في مدينة بيت المقدس. فيما يلي نظرة مختصرة على جوانب من حياته وعلمه.

معرفة وفهم ابن مفلح

درس ابن مفلح الفقه الحنبلي وأظهر براعة في تفاصيله، وقد تلقى تعليمه في عدة مدارس، بما في ذلك مدرسة الشيخ أبي عمر والمدرسة السلامية، حيث شارك في حلقات علمية متنوعة. تولّى منصب الحكم بالنيابة عن قاضي قضاة الحنابلة جمال الدين المرداوي، حيث درس معه كتبًا متعددة منها كتاب المقنع. من أبرز شيوخه كان شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي أثنى عليه بقوله: “ما أنت ابن مفلح، أنت مفلح”.

مؤلفات ابن مفلح

لدى ابن مفلح العديد من المؤلفات التي أثنى عليها العلماء لما تميزت به من إتقان وتفرد. من أبرز أعماله: شرح كتاب المقنع الذي شمل ما يقارب الثلاثين مجلداً. كما أعد تعليقات في مجلدين على كتاب المنتقى لمجد ابن تيمية، وله مؤلف في أصول الفقه اتبع فيه منهج ابن الحاجب في مختصره، ويعتبر من أهم وأجل كتب المذهب الحنبلي، حيث أوضح فيه آراء وفوائد لم يتم ذكرها في كتب أخرى. وتلقّى عنه العديد من الطلاب، منهم زين الدين العينتاني ومحمد الجرماني الدمشقي ومحمد بن يوسف المرادي وعلي بن أحمد المقدسي وغيرهم.

وفاة ابن مفلح

توفي شمس الدين ابن مفلح المقدسي في الثاني من شهر رجب عام 763 هـ، وكانت وفاته في منطقة الصالحية حيث كان يقيم. ولما توفي كان في الخامسة والخمسين من عمره. وقد ذُكر عن ابن كثير أن الصلاة عليه كانت في المسجد المظفري، وتم دفنه في مقبرة الشيخ الموفق.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *