تتناول هذه المقالة الثورة البرتقالية في أوكرانيا، وهي واحدة من الثورات المعروفة باسم الثورات الملونة. بدأت هذه الثورة في أوكرانيا في أواخر نوفمبر من عام 2004، وسنستعرض هنا تفاصيل الثورة البرتقالية وأسبابها.
مقدمة عن الثورة البرتقالية في أوكرانيا
تجسدت الثورة البرتقالية من خلال مجموعة من الاحتجاجات السياسية التي تلت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في عام 2004. وقد سادت شكاوى من وجود فساد كبير في هذه الانتخابات، حيث اندلعت الاحتجاجات في العاصمة الأوكرانية كييف.
معلومات حول الثورة البرتقالية في أوكرانيا
- تجمهر الآلاف من المواطنين احتجاجًا على النزاع على السلطة، مما أدى إلى انهيار جزئي للعملية السياسية في البلاد.
- الصراع كان بين طرفين: الأول كان يمثله رئيس الجمهورية آنذاك، فيكتور يوشتشينكو، وتحالفه مع يوليا تيموشينكو، زعيمة المعارضة البرلمانية.
- الطرف الثاني تمثل في فيكتور يانوكوفيتش، رئيس الوزراء في ذلك الحين، الذي جمع حوله زعماء الكتلة البرلمانية الكبرى.
- بدأت الاحتجاجات بعد أن صدرت تقارير من مراقبين محليين ودوليين تفيد بحدوث تزوير في نتائج الانتخابات.
- كانت أهم تلك الانتخابات قد حدثت في 21 نوفمبر عام 2004، وأكدت التقارير حدوث تلاعب في النتائج لصالح يانوكوفيتش على حساب يوشتشينكو.
- أدت الاحتجاجات إلى إلغاء نتائج الانتخابات من قِبل المحكمة العليا، التي أمرت بإعادة الانتخابات تحت إشراف صارم من المراقبين.
- أُعيدت الانتخابات في 26 ديسمبر، وتم التأكيد على أن هذه الجولة ستُجرى بأقصى درجات النزاهة.
- أسفرت النتائج الجديدة عن فوز واضح ليوشتشينكو، الذي حصل على نحو 52% من الأصوات مقابل 44% ليانوكوفيتش.
- وبذلك، تم تنصيب فيكتور يوشتشينكو رئيسًا لأوكرانيا في 23 يناير 2005، منهياً الثورة البرتقالية.
أسباب الثورة البرتقالية
- شكلت الظروف التي أحاطت بالانتخابات الرئاسية في 2004 دافعًا للشعب الأوكراني للثورة.
- طفح صبر الشعب الأوكراني في انتظار إصلاحات سياسية واقتصادية لم تنفذ.
- أدى الاعتقاد بتزوير انتخابات 2004 إلى استياء كبير بين المواطنين وكان هو السبب الرئيسي وراء الثورة البرتقالية.
- كما ساهم الفساد الحكومي في تأجيج الغضب الشعبي.
- فرضت الشرطة الأوكرانية قسوة على المحتجين، مما زاد من تعميق الأزمة.
العوامل الممهدة للثورة البرتقالية
- أسهم النظام الأوكراني السابق في خلق مناخ استبدادي، مما هيأ الأجواء للثورة.
- ساهمت فضيحة “الكاسيت” في تعزيز المطالب بالإصلاحات الاجتماعية وتنمية الثقة بين الشعب وقادة الحكم.
- أدى سلوك النظام إلى فقدان العديد من المؤيدين، مما زاد من دعمهم ليوشتشينكو خلال حملته الانتخابية.
- نُظر إلى يوشتشينكو على أنه المنقذ للبلاد، حيث أنه لم يُظهر أي علامات فساد، ما جعله رمزًا محبوبًا بين الشعب.
- استفاد من حب الناس له من خلال تقديم أفكار مبتكرة لم تتعلق بأساليب الحكم السوفيتي.
- تحمل الشباب الأوكراني دورًا حيويًا في نتائج الانتخابات، إذ كانوا يمتلكون آراء متباينة حول القادة في تلك الفترة.
- قدم الشباب بدورهم العديد من الانتقادات تجاه إدارة كوتشما، مما أثر على ثقتهم في قيادته.
- كانت الثورة البرتقالية أيضًا مؤثرة في شتى شرائح المجتمع، مما أظهر نمطًا من النزعة الوطنية بين الشباب.
نتائج الثورة البرتقالية في أوكرانيا
أسفرت الثورة البرتقالية عن نتائج وتغييرات هامة، ومن أبرزها:
- ترسخ الوعي السياسي بين المواطنين الأوكرانيين وتحقيق شعور أكبر بالاستقلال.
- استقلال السلطة الأوكرانية عن التأثيرات الروسية، مع تعزيز حرية التعبير.
- أظهرت الانتخابات التي تلت الثورة ترسيخ الممارسات الديمقراطية، حيث أصبح النقد جزءًا من الحياة السياسية الطبيعية.
- تم تعزيز التوترات بين أوكرانيا وروسيا عقب الثورة.
- نجحت الثورة في إحداث تحول في النظام القضائي وتحسين العلاقات بين الشرطة والمواطنين.
سبب تسمية الثورة بالثورة البرتقالية
- تعود التسمية إلى استخدام المحتجين للأوشحة البرتقالية كرمز تاريخي للثورة.
- تُعتبر الأوشحة رموزًا مشهورة في المظاهرات السلمية، وكان اللون البرتقالي هو اللون الرسمي لحملة يوشتشينكو الانتخابية.
- حمل المحتجون الأوشحة البرتقالية في كييف، مما خلق حالة من التضامن بينهم.
ختام حول الثورة البرتقالية في أوكرانيا
في ختام هذا العرض حول الثورة البرتقالية، يمكن القول إنها واحدة من الثورات الأكثر سلمية التي شهدتها أوكرانيا، وقد لعبت دورًا محوريًا في تغيير النظام السياسي في البلاد، وهي تظل علامة فارقة منذ انهيار جدار برلين.