تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة عبر العصور لم يكن مجرد مسار نحو الحداثة، إذ تظل الإمارات في نظر العديد من الأجانب مركزًا للصحارى والجمال. وتعتبر النهضة العمرانية التي تشهدها حاليًا نتيجة لثروتها من النفط والغاز.
دولة الإمارات العربية المتحدة
- تغطي دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 80 ألف كيلومتر مربع، وتتميز بخط ساحلي يمتد على أغلب سواحل الخليج العربي.
- تمتد البلاد إلى الداخل، خاصةً المناطق الصحراوية، وصولاً إلى شمال شرق الربع الخالي.
- تتألف المناطق الداخلية من مجموعة من الواحات، التي تشكلت من التربة الغرينية الناتجة عن جبال الحجر.
- تتمتع الإمارات بمستوى مرتفع من المياه الجوفية والأراضي الخصبة، مما ساعد في تطور حضارات قديمة.
- بالرغم من المناخ الجاف السائد حاليًا، تشير الأدلة إلى أن الإمارات كانت تتمتع بمناخ أفضل في فترات سابقة.
- تشمل الأدلة الحفرية المكتشفة في المنطقة الغربية لإمارة أبو ظبي عظام متحجرة لأنواع مثل الفيلة والزرافات وأفراس النهر وطرائد مختلفة من العصور القديمة، تعود لأكثر من 6-8 مليون سنة.
- كما تم اكتشاف آثار لنهارات قديمة تشير إلى أن المناظر الطبيعية في أبو ظبي قد تغيرت تمامًا قبل وصول السكان الأوائل.
- تعود أول البيانات المتعلقة بالآثار والتاريخ القديم لدولة الإمارات إلى تحقيقات قامت بها بعثة دنماركية في جزيرة أم النار عام 1959م.
- امتد العمل الأثري للدنماركيين خلال تلك الفترة إلى مناطق مختلفة في الخليج، بما في ذلك المنطقة الشرقية من أبو ظبي.
- منذ ذلك الحين، كانت هناك فرق محلية وعربية ودولية تعمل على استكشاف المناطق المختلفة في دولة الإمارات، مما أضاف المزيد من المواقع الأثرية إلى معرفتنا بالتاريخ.
التاريخ القديم
- يمكن تتبع تاريخ المنطقة إلى عام 6000 قبل الميلاد، حيث لم تكن دولة الإمارات كما نعرفها الآن كإمارة موحدة.
- عُرفت المنطقة المحيطة بشبه الجزيرة العربية، وسنستعرض الآن لمحة عن الحياة في العصور القديمة.
- الحضارات المبكرة
تكشف الاكتشافات الأثرية عن نمو الحضارات القديمة في المنطقة начиная من العصر الحجري الحديث وحتى نهاية العصر الحديدي (6000-3500 ق.م إلى 1300-300 ق.م).
- الحضارة في العصر الحجري القديم (6000-3500 ق.م): عاشت مجتمعات بدوية تعتمد على الصيد وجمع النباتات.
- النزعة الثقافية لهذه الفترة تميزت بظهور الفخار، المكتشَف في مناطق مثل الشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة وأبو ظبي.
- ترتبط الأدلة أيضًا بفترة العبيد، التي تنتمي إلى العصر الحجري القديم وتعود لما قبل الألفية السادسة قبل الميلاد.
يمكن تقسيم هذا العصر إلى ثلاث فترات:
فترة جبل حفيت (3200-2500 ق.م)
- والتي سُميت بهذا الاسم تكريمًا للمقابر المكتشَفة في جبل حفيت القريب من مدينة العين، في إمارة أبو ظبي.
فترة أم النار (2500-2000 ق.م)
- سُميت هذه الفترة كذلك نسبة إلى المعالم الأثرية المكتشَفة في جزيرة أم النار، والتي تعود لنصف القرن العشرين.
فترة وادي سوق (2000-1300 ق.م)
- سُميت نسبًة لإحدى المواقع في وادي سوق بين العين والساحل العماني.
-
الحضارة في العصر الحديدي (1300-300 ق.م)
- تظهر الاكتشافات الأثرية بدء استخدام أنظمة الري بالأفلاج، مما مكّن من استخراج المياه الجوفية للزراعة المستدامة رغم المناخ الجاف.
وصول الإسلام
- دخل الإسلام إلى الإمارات بعد فتح مكة، حيث أرسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مبعوثين إلى الإمارات في عام 630م، مما أدى إلى بدء عصر جديد في المنطقة.
- توجه عمرو بن العاص إلى عمان وصحار لنقل الرسالة الإسلامية إلى ملوك عمان، بينما زار أبو العلاء الحضرمي البحرين لنفس الهدف، فاستقبلت منطقة الخليج الدعوة الإسلامية بترحاب.
- بعد وفاة النبي عام 632م، شهدت عمان وما حولها حروب الردة.
- لكن في دبا (الفجيرة)، تمكنت القوات الإسلامية من هزيمة المرتدين بحلول عام 633م.
- ازدهرت الحضارة الإسلامية في الخليج خلال عهد الخلافة الأموية (661-750 م) والخلافة العباسية (750-1258 م).
- رغم هذه التطورات، تم اكتشاف بقايا مدينة إسلامية وعُملات معدنية في منطقة جميرا، مما جعله مظهرًا لثقافة غنية.
- هناك أيضًا إشارة إلى منطقة جلفار في إمارة رأس الخيمة في الوثائق التجارية بين تجار البندقية وشواطئ الخليج العربي.
- مسجد البدية الإسلامي في الفجيرة، الذي يعود تاريخه للقرن الخامس الميلادي، يعد أقدم المساجد في الدولة وقد قُدم كموقع للتراث العالمي.
- غلبت القوة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية حتى انهيار الأندلس عام 1492م، مما أدى إلى اهتمام الأوروبيين بالجغرافيا البحرية في الخليج.
- أما العثمانيون (1281-1924 م)، فقد كانت لهم سيطرة محدودة على المنطقة.
المصالح الأوروبية
العصر البرتغالي
- كان البرتغاليون من بين أول الأوروبيين الذين وصلوا لشبه الجزيرة العربية، حيث انطلقوا إلى الخليج العربي عام 1498م بعد نجاح فاسكو دي جاما في إبحاره حول رأس الرجاء الصالح.
- بحلول عام 1515م، خاضوا معارك للوصول إلى المحيط الهندي وخليج عمان، واستقروا هناك بقوة السلاح.
- حقق البرتغاليون شبه احتكار لتجارة التوابل، وأصبحوا وسطاء بين موانئ المحيط الهندي وتجارتها الأصلية.
- استمر احتلال البرتغاليين للمنطقة لأكثر من 150 عامًا، حيث تحدى العثمانيون هذا الاحتلال لكنهم فشلوا في طردهم.
- ومع ذلك، بدأت القوة البرتغالية تتراجع في القرن السابع عشر، في ظل مواجهة مقاومة من القوى المحلية ومنافسة من الأوروبيين الآخرين.
- ظهرت القوات العربية التي طردت البرتغاليين من جلفار ودبا عام 1633م، واستعادت صحار عام 1643م، واستعادت مسقط عام 1650م.
العصر الهولندي
- تعتبر خسارة البرتغاليين لمدينة هرمز عام 1622م حدثًا يعكس دخول الهولنديين والإنجليز إلى أسواق الشرق الأوسط.
- اختار الهولنديون بندر عباس مركزًا لنشاطهم التجاري والسياسي في الخليج لكنهم وجدوا منافسة شديدة بعد عام 1622م.
- عندما نقلت شركة الهند الشرقية الإنجليزية مصنعها إلى بندر عباس، بدأ الهولنديون في مقاومة دفع الرسوم الجمركية لهم.
- رغم ذلك، تمكنت الهولنديات من بناء محطة تجارية نشطة أكبر من المحطة الإنجليزية في بندر عباس.
- بحلول عام 1623م، وقع الهولنديون اتفاقية تجارية مع الشاه عباس الأول باهظة الأرباح خلال القرن السابع عشر.
- أصبح الهولنديون القوة البحرية المهيمنة في المحيط الهندي والخليج العربي.
- إلا أنه بحلول الخمسينيات من القرن الثامن عشر، تراجعت القوة الهولندية نتيجة الحروب الثلاثية ضد الإنجليز والفرنسيين وتراجع سيطرتها على معظم المحيط الهندي.
- في وقت لاحق، أعاد الهولنديون تموضعهم في جزيرة خرج من خلال بناء حصن ومصنع، مما أدى إلى ممارسات اقتصادية وسياحية مع السكان العرب الأصليين، بما في ذلك صيد اللؤلؤ.
- هذه الأنشطة أثارت ثورة السكان العرب ضد الهولنديين، وتم تحرير جزيرة خرج عام 1766م.
العصر البريطاني
- بحلول عشرينيات القرن الثامن عشر، تحسنت تجارة البريطانيين في الخليج، وكان هدفهم الأهم هو تأكيد قوتهم البحرية.
- كان ذلك لحماية الروابط التجارية مع الهند وضمان عدم تدخل الأوروبيين الآخرين.
- في الوقت نفسه، في بداية القرن الثامن عشر، برز قسم القواسم من قبيلة الحولة في السلطة في مسندم والمناطق الشمالية والشرقية من الخليج العربي.
- أنشأوا أسطولًا يتألف من أكثر من 60 سفينة قوية، وبذلك اقترب عددهم من 20,000 مقاتل.
- ما أقلق البريطانيين هو احتمال تدخل القواسم في هيمنتهم على طرق التجارة البحرية بين الخليج والهند، مما دفعهم إلى تنفيذ سلسلة من الهجمات على القواسم، وبحلول عام 1820م، تمكن البريطانيون من هزيمتهم.
تشكيل الاتحاد
دولة الإمارات هي اتحاد دستوري، حيث تم الإعلان عن اتحاد الإمارات العربية المتحدة كدولة اتحادية مستقلة ذات سيادة في 2 ديسمبر 1971م، ويضم هيكل الاتحاد سبع إمارات.
الإمارات السبع هي:
- أبوظبي.
- دبي.
- الشارقة.
- رأس الخيمة.
- عجمان.
- أم القيوين.
- الفجيرة.