موقع سورة القلم
تُعتبر سورة القلم من السور المتفق على أنها مكية، إذ تحتوي على اثنين وخمسين آية، ويمتد عدد كلماتها إلى ثلاثمئة كلمة، بينما يتجاوز عدد حروفها الألف ومئتين وستة وخمسين حرفًا. تحتل السورة المرتبة الثامنة والستين في ترتيب السور وفق الرسم القرآني. من الجدير بالذكر أنها من أوائل السور التي نزلت، حيث يُعتقد أن ابن عباس -رضي الله عنه- أشار إلى أنها السورة الأولى التي نزلت بعد سورة العلق، تلتها سورة المزمل ثم سورة المدثر. بينما يرى بعض العلماء أنها السورة الرابعة في الترتيب بعد سورة العلق، ثم سورة المدثر، وأخيرًا سورة المزمل.
أسباب نزول سورة القلم
تعرض رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للتهم بالجنون، وذلك بعد أن علمت قريش بنزول جبريل -عليه السلام- عليه في غار حراء، وكذلك عندما بدأ في الجهر بالدعوة إلى الإسلام. لذا، نزلت سورة القلم لتثبيت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ودحض هذه التهمة الباطلة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مكارم أخلاقه وصفاته. كما تضمنت السورة تهديدًا للكافرين وإنذارهم بالعذاب والهلاك.
تسمية سورة القلم وأسبابها
تُعرف سورة القلم في أغلب التفاسير بسورة “ن” نسبةً إلى حرف “القلم” الذي يفتتح به النص. كما يشير البعض إلى تسمية السورة بسورة “ن” نظرًا لأول حرف بها، مثل سورتي “ص” و”ق”. وفي بعض المصاحف، تُسمى بلقب “سورة القلم”. ومن خلال القسم الإلهي بالقلم والذي جاء في السورة، يتضح الأهمية البالغة للقلم والكتابة ودورهما الحيوي في ارتقاء الأمة ونشر تعاليم الإسلام، خاصةً في فترة كانت الكتابة فيها نادرة.
مواضيع سورة القلم
تناولت سورة القلم عدة مواضيع رئيسية، منها:
- دفع الاتهام الباطل الذي وجهه المشركون لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالجنون.
- الإعلان عن تحدي المشركين بإنتاج مثل القرآن الكريم، وهو أول تحد يُذكر في القرآن.
- تسليط الضوء على مكارم الأخلاق التي يتحلى بها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتثبيته وطمانته.
- تحذير رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مجاملة المشركين أو قبول اقتراحاتهم التي تتضمن الفخاخ والمكائد.
- مناقشة مصير المؤمنين والمشركين يوم القيامة.