أين تعيش البكتيريا؟
تتواجد البكتيريا بكميات هائلة في مختلف البيئات على كوكب الأرض، إذ يمكن العثور عليها في التربة، والمحيطات، والصخور، وثلوج المناطق القطبية، والأنهار الجليدية، وينابيع المياه الساخنة، إضافةً إلى النفايات المشعة، وحتى في أعماق قشرة الأرض. كما أن بعض أنواع البكتيريا تعيش كجزء من الكائنات الحية، بما في ذلك النباتات والحيوانات، فضلاً عن وجودها على سطح البشر أو داخل أجسادهم. يُقسم العلماء البكتيريا إلى نوعين رئيسيين؛ البكتيريا الهوائية والتي تحتاج إلى الأكسجين لتعيش، والبكتيريا اللاهوائية التي تزدهر في البيئات الخالية من الأكسجين. على سبيل المثال، توجد البكتيريا اللاهوائية في الجهاز الهضمي للإنسان، ويمكن أن تسبب بعض المشاكل الصحية مثل الغازات، والكزاز، والغرغرينا، والتسمم الغذائي، وغيرها من الأمراض.
توجد أيضاً أنواع من البكتيريا اللاهوائية الاختيارية التي يمكنها العيش في وجود أو غياب الأكسجين، لكن تفضل البيئات التي تحتوي على الأكسجين مثل التربة والمياه والنباتات. من الأمثلة البارزة على هذا النوع من البكتيريا السالمونيلا، إضافة إلى البكتيريا المتوسطة، التي تُعتبر مسؤولة عن الغالبية العظمى من الإصابات والأمراض البشرية. تتكاثر البكتيريا المتوسطة في درجات حرارة معتدلة تصل إلى حوالي 37 درجة مئوية، وهي نفس درجة الحرارة التي يتمتع بها جسم الإنسان. ومن أشهر أنواع البكتيريا المتوسطة المكورات العنقودية الذهبية، والمكورات العقدية الرئوية، والإشريكية القولونية.
من المهم الإشارة إلى أن بعض أنواع البكتيريا تحتاج إلى ظروف معينة للنمو في بيئتها. فعلى سبيل المثال، تعيش البكتيريا شديدة التحمل في ظروف قاسية مقارنةً بمعظم أشكال الحياة الأخرى. تمتاز البكتيريا العاشقة للحرارة بأنها تعيش في بيئات ذات درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 75-80 درجة مئوية، وتمتد قدرتها على العيش لتصل إلى أماكن تصل فيها درجات الحرارة إلى 113 درجة مئوية. من جهة أخرى، هناك نوع خاص من البكتيريا يعيش في أعماق المحيطات حيث الظلام الدامس، وتتكيف مع هذه البيئة من خلال وجود فتحات حرارية.
كيف تنتقل البكتيريا؟
تدخل البكتيريا المسببة للأمراض أجسام الكائنات الحية عبر الأنف، أو الفم، أو العين، أو من خلال فتحات الجهاز البولي أو التناسلي. في بعض الأحيان، يمكن أن تدخل من خلال الجروح أو اللدغات التي تخترق الجلد. تنتقل البكتيريا باستخدام تركيب يسمى السوط، الذي يُعرّف بأنه ملحق طويل يشبه المفتاح، ويبرز من السطح الخارجي للبكتيريا. ومن المثير للاهتمام أن طول السوط قد يتجاوز طول الخلية البكتيرية نفسها، حيث يمكن أن يبلغ طوله عدة آلاف من النانومترات، في حين أن عرضه يتراوح حول 30 نانومترًا.
كيفية تكاثر البكتيريا
تتكاثر البكتيريا بطرق متعددة، وأحد أبرز تلك الطرق هو الانشطار الثنائي، والذي يُعتبر عملية لاجنسية حيث تنقسم خلية واحدة إلى خليتين. في ظل الظروف المثالية، يمكن لبعض أنواع البكتيريا الانقسام كل 10-15 دقيقة، مما يؤدي إلى مضاعفة أعدادها خلال هذه الفترة الزمنية. كما تُعتمد تكاثر الكائنات الحية الدقيقة حقيقية النواة على مجموعة من العمليات الجنسية واللاجنسية.