قصائد بدر بن عبد المحسن: تأملات في الشعر العربي

قصيدة: لليل أحبك

لليل أحبك… لم يتبق في السماء نورٌ يغمرني بهاء الليل… للصبح أحبك. وفي اللحظة التي تفيض بالصد والغطرسة، أرى قبري بين عينيك وقلبك. في صدري شعلةٌ حزينة ومكسورة، رغم المطر والريح… تحملت أفدربك. والله ليس سوى آلامي المتزايدة وخوفي عليك، ربي… وإلى متى سأبني على صمتك أسساً وجسوراً؟ لقد حيرتني أسباب سلمك وحربك. أحبك رغم أن العمر قد أفنى ما تبقى من مشاعري. ومتى جفاني الزمن… كيف لي أن أحبك؟

قصيدة: إلا الهوى

أعتذر… عن كل شيء… إلا الهوى. فلا عذر للهوى عندي. أعتذر عن أي شيء… إلا الجراح، فالجراح تحتاج للصبر. إذا ضايقتك زيارتي عند بابك، في ليلة ممتلئة بالألم، وسرت على دربك طيلة عمري، قلبي خائر. أعتذر… أعتذر… أشعر بالندم… عن كل شيء… إلا الهوى. اتصدقي… لم أختر أن أحبك. لا يوجد مَن يحب من يريد. لقد سكنت جروحي قسراً، يا حبي المر والعذب. ليت الهوى معك كان كذبة، فسأعتذر لك عن حبي، ولا أقول: “كوني معي”. إذا ضايقك حضوري عند بابك، في ليلة ألم، وأنا أسير على دربك طيلة عمري وقلبك خائر. أعتذر… أعتذر… أشعر بالندم… عن كل شيء… إلا الهوى. فما للهوى عندي عذر. الله كريم… حبك هو همي القديم، وجراحي القديمة… والله عليم… يا أجمل العيون… وإن الفراق… يتحمل عواقبه. وعدك… كان الطريق سيفصل بيننا. سأمضي بطريقتي، وإذا كانت الهجران سيسعدك، فلا رفيق لي. سأجمع أوراق السنين وأودعك… كان الفراق الذي تريده… الله معك.

قصيدة: سافري

سافري ما دمتِ ترغبين في السفر. جربي أن تستبدلي الليل بالصباح، واستبدلي الرمال بأمواج البحار، واتركي الغيم يحملك الرياح. سافري حتى تذرفي الدموع، وضحكي حتى يتسع المجال. فلتشعري بالحنين تجاه ديارك، ودعي الشوق يرتفع كالأجنحة. عودي مبتسمة مثلما تكون الدموع في عينيك، فأنتِ العين من طول النظر، وأنتِ القلب من كثرة الجراح.

قصيدة: أجمل الحزن

يا أجمل الحزن… لدموعك سلام من حبيبٍ لم يتبقَ منه الكثير من الكلام. أين أنا منك… لقد غربني الزمان، وخانني النور وأبعدني الظلام. لو كنت أواسيك… لسالت دمعتي، فأنت تدرك أن الدموع في حبك حرام. وإذا كنت أواسيك… فإن الهوى لا يكفي، وحتى لو أردت عذراً، فلا يكفي الغرام. أعطني من عذابك، يا البعيد، صرخةً تجعل ظلوعي حطاماً. آه… لو كانت بيدي البكاء معك، لقطرةٍ لا يعلم بها الغمام. لا أستطيع أن أحرمني البكاء، وأنت من أجلي منعت الابتسام. يا أطهر الحزن… لو أن القصيدة تكشف الغم عن بدر التمام. لو كتبت الشمس شعراً في نورك، لأمسكت من السماء… عج وخذٌ بيداي، عسى البدر نوره لا يغيب عن حبيب بقي منه الكلام.

قصيدة: قادر الله

قادر الله… قادر الله. يا غضي… قادر الله يجمعنا في منتصف الطريق. خطوة مني، وخطوة منك، شارع الفرقة يضيق. قادر الله، والمحبة… هي من الله. اجعلها وسط القلوب، قلب يفرح بشبابه، وآخر يتعذب وينزف. قادر الله… قادر الله. لا، ولا يا صاحب الابتسامة العذبة، لم نرَ منك عبوساً، فقد اعتدنا رؤية الفرحة. قادر الله… قادر الله. ليتني وأنت في جزيرة لا يأتيها سوانا، محاطة بالبحار الغزيرة، نعيش فيها طيلة العمر. قادر الله… قادر الله.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *