الجامع الأزرق
يعرف الجامع الأزرق رسمياً بمسجد السلطان أحمد، ويقع في منطقة إسطنبول، تركيا. يتمركز هذا المعلم التاريخي في ميدان السلطان أحمد، بالقرب من متحف آيا صوفيا. يُعتبر الجامع الأزرق من أبرز وأكبر المساجد الإسلامية حول العالم، وقد تم إنشاءه في عام 1617 ميلادي، 1018-1020 هجري، حيث يتضح تاريخ البناء من النقوش الموجودة على أحد أبوابه. وقد قام بتصميم هذا المعلم المهندس محمد آغا، الذي يُعتبر من أشهر المعماريين الأتراك القدامى، إلى جانب المعماريين داود آغا وسنان باشا. يحيط بالجامع سور مرتفع من ثلاث جهات، ويتضمن خمسة أبواب: ثلاثة تؤدي إلى صحن الجامع، في حين يفتح اثنان على قاعة الصلاة.
يتكون صحن الجامع من فناء واسع في وسطه منطقة سداسية مضاءة، تستند على ستة أعمدة. يُزخرف الباب الرئيسي للسور بالفن الفارسي، بينما يمتد شكل المسجد الداخلي بشكل مستطيل، بطول يصل إلى حوالي 64 متراً وعرض 72 متراً. تتوسط المسجد قبّة كبيرة، محاطة بأربعة أنصاف قبب، إضافة إلى وجود قبب صغيرة في كل ركن من أركان الجامع. يُضيء المسجد بواسطة العديد من النوافذ التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي إلى داخله.
يتميز الجامع الأزرق بوجود ستة مآذن، وقد واجه القائمون على بنائه تحديات عدة لإنجاز هذه المآذن؛ إذ يمتلك المسجد الحرام أيضاً ستة مآذن. تعرض السلطان أحمد لانتقادات واسعة بسبب هذا العدد، لكنه تجاوب مع هذه الانتقادات عبر تمويل بناء المئذنة السابعة من ميزانيته الخاصة في المسجد الحرام، ليكون الجامع الأزرق هو المسجد الوحيد في تركيا الذي يمتلك ست مآذن. ويُقال إن السلطان أحمد، قبل توجهه لأداء فريضة الحج، أمر رئيس وزرائه ببناء مئذنة ذهبية للجامع، رغم أن هذا الأمر كان تكليفا مالياً شاقاً، حيث أبدى رئيس الوزراء وفقاً لما يُشاع أنه سمع المطلب بشكل خاطئ، وأخذ الدلالة إلى الرقم “ستة” بالتركية والذي يُعبر عنه بكلمة “ألتي”.
يُعتبر الجامع الأزرق واحداً من أبرز المعالم السياحية في مدينة إسطنبول، حيث يتوافد الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمال معماريته وتصميمه الرائع. يشهد هذا المسجد نشاطاً كبيراً من المصلين خلال كافة الصلوات، بما في ذلك صلاة الجمعة وصلاة التراويح في شهر رمضان، مما يعزز مكانته كأحد المعالم الفريدة التي تحتوي على ست مآذن في إسطنبول وتركيا.