الخلافة الفاطميّة
بعد انهيار الخلافة الأموية، تولت الخلافة العباسية حكم الشعوب العربية والإسلامية، ولكن في أواخر فترة العباسيين، شهدت الدولة اضطرابات وفتن عديدة أدت إلى ضعفها الشديد. واستغل بعض دعاة الدعوات الدينية هذا الضعف لنشر أفكارهم ومبادئهم بين المسلمين، ومن بين هؤلاء الدعاة برز التعامل مع التشيع كأحد المذاهب الأساسية.
نجحت الدعوة الإسماعيلية في استقطاب أتباعها، وكان من أبرز المتصدين لهذه المهمة أبو عبد الله الداعي، الذي بذل جهودًا مضنية في نشر هذا المذهب. توجه إلى بلاد المغرب لنشر أفكار الإسماعيلية ودعوة الناس لمبايعة الإمام المهدي، الذي كان يعتقد أنه من نسل الحسين بن علي رضي الله عنه.
بينما بقي عبيد الله المهدي في منطقة سلمية في المشرق، بدأ أتباعه، بقيادة أبو عبد الله الداعي، في انتشاره بالمغرب، حيث وجدوا بيئة خصبة لنشر التشيع بين القبائل الأمازيغية. وبفضل الجهود التي بذلها، استطاع استقطاب آلاف المؤيدين لحركته وتمكن من إسقاط دولة الأغالبة التي كانت تسيطر على المغرب. وأسّس أولى عواصم الفاطميين في المغرب بإنشاء مدينة المهديّة عام 912 ميلادي.
بدايتها
بعد السيطرة على المغرب العربي وتوسع الفاطميين في المنطقة، تحقق حلم أبو عبد الله الداعي باستدعاء إمامه عبيد الله المهدي إلى المغرب، حيث تم الإعلان عنه كأمير للمؤمنين. بهذه الخطوة، نجحت الدعوة الإسماعيلية في إثبات وجودها، وأسست الدولة الفاطمية، وبدأت في التوسع نحو المشرق، مستهدفةً بشكل أساسي مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين.
نهايتها
استمرت الدولة الفاطمية نحو 270 عامًا، وانتهت في عام 1171 ميلادي عندما قاد صلاح الدين الأيوبي حملة إلى مصر بتوجيه من نور الدين زنكي، وتمكن من إنهاء حكم الفاطميين وإعادة مصر إلى حضن الدولة الإسلامية السنية.
الفاطميون في مصر
استغل الفاطميون حالة الضعف والتفكك التي كانت تعاني منها الدولة الإخشيدية، فهاجموا مصر واستطاعوا دخولها بمباركة العديد من سكانها نظرًا لفساد الإدارة الإخشيدية وكثرة التجاوزات ضد الناس. وبعد بسط سيطرتهم على البلاد، نقلوا عاصمتهم إلى مصر، حيث أسسوا في عهد المعز لدين الله مدينة القاهرة، وقاموا ببناء الجامع الأزهر ودار الحكمة.