الإمام أحمد بن حنبل
يعود نسب الإمام أحمد بن حنبل إلى قبيلة شيبان، وُلد في عام 164 هجري في بغداد. عُرف بتقواه وتواضعه وبأخلاقه الرفيعة، حيث كان كريمًا ويُحسن إلى جيرانه، كما أنه كان يأبى قبول المال أو الصدقات أو الهبات. تميّز الإمام بالورع والزهد والعلم الغزير، وقوة الذكاء والحفظ، والصبر في مواجهة الشدائد. من الناحية الشكلية، كان يمتاز بوسامته، فهو أسمر اللون وطويل القامة، وكان يضع الحناء على لحيته ويفضل ارتداء الملابس البيضاء، مما جعله يتمتع بأناقة ونظافة.
نشأته
نشأ الإمام أحمد بن حنبل يتيمًا وارتاد حلقات الدراسة، حيث تعلّم الدين وحفظ القرآن الكريم وأتقن تلاوته. بالإضافة إلى ذلك، درس السنة النبوية وأحكام الدين على يد الإمام أبو يوسف القاضي. ثم اتجه للإمام أحمد إلى مجالس الذكر والحديث، واستهل رحلة طويلة الطلب العلم من مختلف تلك المجالس.
أساتذته وتلاميذه
خلال رحلته الأولى إلى مكة، اتصل بالإمام الشافعي واستفاد منه كثيرًا، حيث كان جزءًا من أساتذته الرئيسيين، فضلًا عن أنه تأثر بالعديد من العلماء مثل إبراهيم بن سعد والهشيم وأبو خالد الأحمر وابن نمير وعبد الرازق وعدد آخر. في ما يخص تلاميذه، كان من بينهم أبو بكر الأثرم ومسلم ويحيى بن معين والبخاري وأبناءه صالح وعبد الله بن حنبل وغيرهم الكثير.
منهجه
كان الإمام أحمد بن حنبل أحد الأئمة المحدثين، حيث اتجه أكثر إلى مجالس الحديث التي كانت تعلّم أحكام الدين وسنته بدلاً من الفقه والفتاوى. كان يتميز بالفقه المأثور، إذ لم يكن يناقش ما ورد عن الصحابة أو آراء الآخرين قبله أو ما روى عن النبي. كما كان يُحذر تلاميذه من توثيق الأحاديث والفتاوى الخاصة به، خشية من أن يتغير رأيه في مستقبل الأيام ويصعب تصحيح المعلومات الخاطئة التي قد تنتشر بين الناس.
مؤلفاته وكتبه
- أحكام النساء.
- أصول السنة.
- فضائل الصحابة.
- الزهد والعقيدة.
- مسائل أبي داود.
- مسائل الأثرم.
- العلل ومعرفة الرجال.
انشغل الإمام أحمد بن حنبل بطلب العلم ولم يتزوج إلا بعد بلوغه الأربعين، حيث تزوج من فتاة بغدادية تُدعى العباسية بنت الفضل، وأنجب منها ابنين، لكن توفت بعد ثلاثين عامًا من زواجهما. ثم تزوج من أم عبد الله وزوجته الثالثة التي أنجب منها الحسن والحسين وزينب. توفي الإمام أحمد بن حنبل يوم الجمعة 12 ربيع الأول من عام 241 هجري، عن عمر يناهز السابعة والسبعين عامًا، وقد حضر جنازته ما لا يقل عن 800 ألف رجل و60 ألف امرأة.