المقالة التالية تتناول موضوع القراءة السريعة وأنواعها واستراتيجياتها. تعتبر القراءة السريعة وسيلة فعالة للتميز في التعرف السريع على العبارات والجمل واستيعابها دفعةً واحدة.
هذا النهج يتميز بتركز المعلومات المستوعبة بشكل متزايد في عالم يعج بالمعطيات.
مقدمة حول القراءة السريعة
القراءة تتضمن تفاعل عدة حواس، مثل العينين والأذنين والفم والدماغ. تعتمد القراءة السريعة على تحسين استيعاب هذه الحواس بشكل أكبر مقارنةً بالقراءة التقليدية.
بفضل الاستخدام الأكثر كفاءة للقوى العقلية والحواس، سيتم تسليط الضوء على أهمية القراءة السريعة والعوامل التي تساهم في تعزيز مهارات القراءة السريعة لديك.
سواء تعلق الأمر برسائل البريد الإلكتروني، أو التقارير، أو محتوى الشبكات الاجتماعية، أو حتى الكتب والمجلات، نشعر غالباً بالحاجة لتلقي المعلومات بسرعة للوصول إلى قرارات مدروسة.
القراءة السريعة ودور العينين
تبدأ القراءة برؤية الكلمات، ولكن كيف تستطيع رؤية الكلمات في النص أثناء القراءة؟
في أوائل القرن العشرين، افترض الباحثون أن القراء عادةً يقرأون كلمة واحدة في المرة. وكان ينصحون بالتحرك بعينيك عبر الصفحة من اليمين إلى اليسار، والتقاط الكلمات واحدة تلو الأخرى.
لكن هذا الافتراض تغير، حيث انقسم القراء إلى أولئك الذين يستطيعون إعادة قراءة أكثر من كلمة في نفس الوقت أثناء تحريك أعينهم.
وبالتالي، يمكن للقارئ أن يقفز بين الكلمات ويعالج من كلمة واحدة إلى خمس كلمات بشكل سريع.
استراتيجيات القراءة السريعة
- قم بقراءة عدة كلمات في نظرة واحدة لتسرّع من العملية، إلا إذا واجهت كلمات جديدة.
- وسع مجالك البصري لتتمكن من قراءة أكثر من كلمة في نفس الوقت.
- استفد من القدرة على قراءة النص عمودياً وأفقياً.
- يمكن للقارئ أيضاً استيعاب الكلمات على سطرين أو ثلاثة في آنٍ واحد.
هل يجب أن تكون القراءة السريعة صامتة؟
خلال القراءة، يمكن أن تتحدث الكلمات في ذهنك، أو تقرأ بصوت مسموع.
في المدرسة، قد تعلمت القراءة بشكل صوتي، مما يساعدك على نطق الحروف. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة غالباً ما تبطئ القراءة.
يجب أن تدرك أنه في مرحلة ما، يتطلب الأمر التخلي عن الصوت لتعزيز سرعتك كقارئ سريع.
تتسبب الكلمات المنطوقة، حتى لو كانت همساً، في استهلاك الوقت.
التركيز في القراءة السريعة
لكل أنواع القراءة ضرورة التركيز، لكن القراءة السريعة تتطلب مستوى عالٍ من التركيز المستمر.
عند القراءة بسرعة، تقوم بعدة أنشطة في الوقت نفسه، وعلى القارئ أن يتابع الكلمات والأفكار الرئيسية للمؤلف.
يتطلب الأمر انتباهاً للأفكار المحورية، وفهم كيفية تنظيم المعلومات بشكل جيد.
يجب على القارئ أن يميز بين اللحظات التي يتعين فيها القراءة بسرعة، وتلك التي يحتاج فيها إلى تهدئة لتأمل المحتوى.
أهمية القراءة السريعة للفهم والإدراك
الغرض من القراءة هو استيعاب المحتوى، وفهم نص مقروء يعتمد على سرعة القراءة ومدى اتساع مفرداتك. القراءة السريعة تعزز الفهم بفضل قراءة عدد أكبر من الكلمات في وقت واحد.
كلما كنت موهوباً في المفردات والمعرفة، زادت سرعتك في القراءة.
كيفية إتقان القراءة السريعة
يمكنك تعلم إتقان القراءة السريعة عبر اتباع بعض الخطوات، مثل:
- قراءة الكلمات بعينيك فقط، لتجنب الكلام أو تحريك الشفاه، مما يزيد من عدد الكلمات التي يمكن قراءتها.
- تحويل الكلمات إلى صور ذهنية يعزز الفهم وسرعة الإدراك.
- تقليل التركيز على النصوص الجانبية أو الهوامش لتفادي تشتيت الانتباه.
- لا يمكنك القراءة بسرعة مع إهمال التفاصيل.
- الانتقال بين الأسطر والفقرتين بسرعة.
- تجنب المحتوى الذي يحتوي على قصص أو معلومات غير ضرورية.
- ابدأ بقراءة نصوص سهلة وخفيفة قبل الانتقال إلى المواد الأكثر تعقيدًا.
- بمجرد إتقان القراءة يمكنك الانتقال إلى نصوص أكثر تحدياً.
- يجب أن يتمحور هدفك حول الفهم العام للنص وليس المبالغة في التفاصيل.
- تجنب العودة إلى الفقرات السابقة، والتركيز على التقدم إلى الفقرة التالية.
- تجنب الرجوع إلى الوراء يعتبر مهارة مهمة في هذه القراءة.
- قد لا يكون الفهم لدى بداية التعلم كما هو متوقع، ومع التكرار والتدريب على القراءة السريعة ستتحسن الفهم.
- الممارسة المنتظمة ستساعد على تعزيز القدرة على الفهم بشكل أكبر.
- يمرّن القارئ نفسه من خلال قراءة مقالات مصممة بترتيب عمودي، لتسهيل الانتقال من سطر إلى آخر.
- مثل المقالات الصحفية.
فوائد القراءة السريعة
- جمع أكبر قدر من المعرفة في أقصر وقت.
- تلبية احتياجات العالم المتغير بسرعة والمعلومات المستمرة.
- يجب على القارئ إتقان هذه المهارة لمواكبة حقائق العصر.
- يعزز حب القراءة من خلال السرعة، مما يزيد عدد الكتب المقروءة سنويًا.
- يزداد التركيز والفهم كنتاج للممارسة المستمرة.
- الوصول السريع إلى المعلومات.
كيفية قياس سرعة القراءة
لتقييم سرعتك في القراءة، يجب أن تُحدد عدد الكلمات التي يمكنك قراءتها بشكل دقيق. بشكل عام، القراءة الجيدة تصل إلى نحو 500-600 كلمة في الدقيقة.
بينما تعتبر القراءة المتوسطة للفرد حوالي 240 كلمة في الدقيقة. يساعد التقييم الدوري في تطوير مهارات القراءة بشكل أسرع.
