باب الطهارة في كتب الفقه
عند الاطلاع على مؤلفات الفقه، يُلاحظ أن غالبية الفقهاء والمُؤلفين قد ابتدؤوا كتبهم بباب الطهارة. وقد اتبعت هذا النهج أيضًا الكثير من مؤلفي كتب السُّنن والأحاديث، مثل كتاب السنن للدارقطني. وقد تم تقديم هذا الباب على باب الصلاة، نظرًا لأن الطهارة تُعتبر شرطًا أساسيًا لصحة الصلاة. فضلًا عن ذلك، اختار العلماء تنظيم أبواب كتبهم بحيث تُقدَم أحكام العبادات على أحكام المعاملات، إذ تُعتبر العبادات من الأمور الأكثر أهمية وأساسًا.
قد يتسائل البعض: لماذا بدأ الفقهاء أبواب العبادات بباب الطهارة بدلاً من الصلاة، وهي تعد عمود الدين وثاني أركان الإسلام؟ يكمن الجواب في أهمية الطهارة ودورها الحيوي في العديد من العبادات مثل الصلاة، قراءة القرآن، والطواف حول الكعبة. بما أن الصلاة تتطلب الطهارة لتكون صحيحة، كان من الأنسب تقديم هذا الباب، وذلك كما أوضحته آيات القرآن الكريم التي تشدد على أهمية الطهارة قبل الصلاة، حيث قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ).
أحكام باب الطهارة
يشتمل باب الطهارة على جميع الأحكام المتعلقة بها، حيث يوضح كيفية تطهير المسلم ويفصل العبادات التي تحتاج إلى الطهارة. كما يبين الأمور التي يجب التطهر منها. تشير الطهارة في اللغة إلى النقاء والابتعاد عن الأوساخ، وفي الاصطلاح الفقهي، تعني إزالة النجاسة ورفع الحدث الذي يمنع أداء الصلاة، أو هي وصف والحالة المطلوبة لمن يرغب في أداء الصلاة.
وسائل الطهارة
تتنوع وسائل الطهارة، ومن أبرزها:
- الماء: يعتبر الوسيلة الأساسية للطهارة، ويستخدم عند توفره.
- التّراب: يُستخدم كوسيلة طهارة في حال عدم توفر الماء.
- الدّابغ: وهو ما يُستخدم في دبغ الجلود، ويعتبر إحدى وسائل الطهارة.
- الأحجار: تُستخدم للاستجمار وإزالة النجاسة من أحد السبيلين، ويجدر أن تكون جافة، طاهرة، ولا تُستخدم في أذى، وألا تكون محترمة مثل الخبز.
أغراض الطهارة
تتمثل أغراض الطهارة في أربعة أمور: أولًا: الوضوء وما ينقضه. ثانيًا: الغسل وما ينقضه. ثالثًا: التيمم كبديل عن الوضوء والغسل في حالة عدم توفر الماء. رابعًا: إزالة النجاسات عن الجسم.
__________________________________________
الهامش
* الاستجمار: هو عملية إزالة ما خرج من السبيلين وتنظيفهما بالحجر، أو الورق، أو مشابهاتهما.
