موقع وادي العقيق
يُعتبر وادي العقيق (بالإنجليزية: Valley Of Aqeeq) من الأودية الشهيرة في منطقة الحجاز، حيث يقع غرب المدينة المنورة. يمتد الوادي من النقاس ليعبر عبر آبار علي وينتقل إلى مزارع أبو هريرة – رضي الله عنهما -، ويجري بجانب جبل جامة القريب من بئر عروة بن الزبير. بعد ذلك، يتجه الوادي نحو سوق الخضار ويصل إلى المنطقة المجاورة للجامعة الإسلامية.
من الجدير بالذكر أن وادي العقيق يلتقي بقناة مائية تقع في منطقة زغابة. بالإضافة إلى ذلك، تضم شبه المنطقة بئر رماح (المعروفة أيضًا باسم بئر عثمان)، ويُشير البعض إلى أن الوادي يبعد حوالي 240 كيلومترًا عن ساحل البحر الأحمر من ناحية شمال غرب المملكة العربية السعودية.
تاريخيًا، كان وادي العقيق وجهة للملوك والأمراء والأثرياء، لذا تم إنشاء العديد من القصور الأموية والعباسية على ضفافه مثل: قصر بن العاص، وقصر مروان بن الحكم، وقصر سعد بن سعد أبي وقاص، بالإضافة إلى قصر عروة وسكينة بنت الحسين. هذا ما جعله نقطة جاذبة نظرًا لموقعه الخلاب.
الظروف المناخية لوادي العقيق
يمتاز وادي العقيق بجو نقي، مياه عذبة، وتربة خصبة. كما تتعرض المنطقة لمجموعة من المنخفضات الجوية التي تؤدي إلى هطول الأمطار والعواصف الرعدية طوال الفترة من شهر نوفمبر إلى شهر أبريل.
تشير الدراسات التي أجرتها جامعة القصيم إلى أن معدل هطول الأمطار في المنطقة يتراوح ما بين 35.8 إلى 71.4 ملم، مما يشكل حوالي 70% من إجمالي الأمطار التي تجري في وادي العقيق. تجدر الإشارة كذلك إلى أن كمية الأمطار تختلف باختلاف المواسم، ولا يمكن التنبؤ بدقة بمكان تساقط الأمطار بسبب اعتماد ذلك على مسار المنخفض الجوي.
المكانة الدينية لوادي العقيق
يتصل وادي العقيق بذكريات السيرة النبوية، حيث أشار النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى الوادي كونه واديًا مباركًا، وقد ذُكر ذلك في حديث جبريل عليه السلام. كما وُجّه النبي بإقامة الصلاة فيه.
أنشأ عدد من الصحابة والتابعين منازلهم حول الوادي، مثل قلعة عروة بن الزبير التي لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم. بالإضافة إلى ذلك، تم استعمال حجارة وادي العقيق في أرض المسجد النبوي خلال فترة خلافة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه. وهناك العديد من الروايات التي تعزز من مكانة الوادي في السيرة النبوية وموضعه في الدين الإسلامي، ومنها:
- روى عبد الله بن عمر أنه عندما كان النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – نائمًا في أسفل وادي العقيق عند ذي الحليفة، رأى رؤية تُظهر أنه في وادٍ مبارك.
- روى سعد بن أبي وقاص أنه كان في صحبة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – خلال المعراج، وجاءه رجل ليخبره بأنه في الوادي المبارك.