دراسة حول الزكاة: أنواعها ومقاديرها المختلفة

يجد الكثير من الناس أنفسهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بحساب الزكاة وفهم أنواعها. في هذا المقال، نستعرض موضوع الزكاة وأنواعها ومقدارها بشكل شامل.

مقدمة في الزكاة وأنواعها ومقدارها

  • النصاب في الزكاة هو المقدار الذي يُحدد لحساب الزكاة ويتوقف على نوع المال المعني.
  • أنواع الزكاة، حيث وضع الإسلام عدة تصنيفات للزكاة تختلف في الأحكام وآليات الحساب، ومنها:
    • مثل زكاة الذهب والفضة، زكاة المال، زكاة الحيوانات وغيرها.

لمزيد من المعلومات، اقرأ أيضاً:

ما هي أنواع الزكاة؟

  • زكاة الذهب والفضة، في مذهب المالكية تُفرض على القيم المخزنة لهدف الاستثمار أو غيره.
    • أما وفق مذهب الحنفية، فإن الزكاة تُفرض على جميع الذهب والفضة حتى تلك التي تُستخدم كحلية للمرأة.
  • زكاة المال، تُفرض على الأموال المدخرة أو السلع المملوكة للتجارة، بينما الأموال المستخدمة في الإنفاق لا تندرج تحت الزكاة، وتكون نسبة الزكاة 2.5% من المبلغ الإجمالي.
  • زكاة الحيوان، تفرض على الإبل والغنم والبقر فقط التي بلغت النصاب ومضى عليها عام كامل.
    • واتفق مذهب الشافعي والحنفي والحنبلي على أن الأنعام يجب أن تُربى في البر، بينما الأنعام المعلفة لا تُفرض عليها الزكاة، خلافاً لمذهب المالكية الذي يفرض الزكاة على كافة الأنعام.
  • زكاة الزروع والثمار، تُفرض على المحاصيل التي تبلغ النصاب، بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ليسَ فِيما دونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ مِنَ التَّمْرِ صَدَقَةٌ”، أي مقدار ستين صاعاً. وقد ذهب الإمام أبو حنيفة إلى عدم وجوب بلوغ النصاب، بل تستوجب الزكاة إن كانت قليلة أو كثيرة، وكل نوع يُصنف بشكل منفصل.
  • زكاة العروض، تُفرض على كل شيء يُتاجر به عندما تبلغ النصاب والحول، باستثناء الذهب والفضة. ورأي المالكية يلزم بدفع زكاة عروض الذهب والفضة.
  • عند الشراء، يجب أن تكون النية مبنية على التجارة، ويتم حساب الزكاة في نهاية الحول وليس بناءً على سعر الشراء، ويجب إخراج ربع العشر من القيمة.
  • زكاة المعادن والركاز، تشمل المعادن مثل الحديد والنحاس والذهب والفضة، ويجب إخراج ربع العشر من قيمتها عند الاستخراج، ولا يشترط أن تبلغ النصاب، أما الركاز فيتعلق بدفائن الجاهلية، ويُشترط إخراج الخُمس ولا يلزم مرور الحول.

حكم الزكاة وأهميتها

  • تناولنا أنواع الزكاة ومقاديرها، ونعرض الآن أحكامها وأهميتها في الشريعة الإسلامية.
  • الزكاة واجبة، حيث تُعتبر من أركان الإسلام وقد فرضت في شهر شوال من السنة 2 هجرية.
  • وقد أمر الله تعالى بها في قوله: (وَأقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ).
  • وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “بُنِيَ الإسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَن لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإقَامَةُ الصَّلَاةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ”.
  • واتفق المسلمون على أهمية الزكاة، وحذر الله عز وجل من التهاون في أدائها بقوله: (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُم بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُم سيكون وسيلة عذاب يوم القيامة).

ما هي شروط الزكاة؟

تتطلب الزكاة شروطًا تعليمية يجب الالتزام بها في إطار بحثنا عن الزكاة وأنواعها ومقاديرها، وتشمل هذه الشروط:

  • الملكية التامة، أي يجب أن يكون الشخص قادرًا على التصرف في المال بشكل كامل دون أن يكون مشتركًا مع أحد أو مدينًا به.
  • مال حلال، يجب أن يكون المال خاليًا من السرقة أو النهب أو الأموال التي تخص الأيتام أو الرشوة.
  • النماء، يتطلب أن يكون المال قابلًا للزيادة من خلال التجارة أو العمل.
  • بلوغ النصاب، يُعدُّ هو الحد الفاصل بين الغني والفقير.
    • فالنصاب يعني أن يصل المال إلى مقدار مُعين واستحقاق الزكاة.
    • يعتمد ذلك على نوع المال، سواء كان مالًا أو ذهبًا وفضة أو حيوانات أو زروع وثمار أو معادن.
  • الفضل عن الحوائج الأساسية، بمعنى تفضيل النفس أولاً والتبرع بما يتبقى للأهل، ثم الأقارب.
  • السلامة من الدين، يجب أن يكون الشخص مبرأً من أي ديون قد تنقص من ماله أو تحرم من الزكاة.
  • حولان الحول، الشرط بأن يكون قد مر على الأموال، والأنعام، أو التجارة عام كامل، وفيما يخص الزروع والثمار والمعادن فلا يشترط بلوغ النصاب.

ما هي مصارف الزكاة؟

  • الفقراء، وهم الأشخاص الذين لا يملكون ما يجبرهم على الزكاة.
  • المساكين، وهم من لديهم دخل غير كافٍ لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
  • العاملون عليها، هؤلاء الذين يقومون بجمع وإدارة أموال الزكاة مقابل أجر.
  • المؤلفة قلوبهم، وهم من يتم تقديم الزكاة لهم لتعزيز العلاقات، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
  • الغارمون، هم من يحتاجون إلى الزكاة إما لإصلاح العلاقات الاجتماعية أو لتغطية ديونهم.
  • الغارم للضمان، هو من يضمن شخصًا آخر وتعرض لضائقة مالية.
  • في سبيل الله، المصروف على مجهودات الجهاد والمجاهدين ومتطلباته.
  • ابن السبيل، هو المسافر الذي عجز عن إكمال رحلته ولا يملك ما يساعده للعودة.

أدلة فرض الزكاة من القرآن الكريم

هنا بعض الأدلة من القرآن الكريم التي تدعم فرض الزكاة:

  • (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ).
  • (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ، لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).
  • (وَأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكاة وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ).
  • (وآتوا حقه يوم حصاده).
  • (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ).
  • (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
  • (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون).

أدلة فرض الزكاة من السنة النبوية

  • «عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”».
  • «وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال عام حجة الوداع: اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم».
  • وروى البيهقي حديث: «عن عبد الله بن مسعود يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع يفر منه وهو يتبعه حتى يطوقه في عنقه»، ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة﴾».

كما يمكنك الاطلاع على:

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *