الموقع الجغرافي لجبل الجودي
تفاوتت الآراء حول تحديد موقع جبل الجودي، الذي يُعتبر المكان الذي استقرت فيه سفينة نبي الله نوح عليه السلام. ومن الآراء المطروحة ما يلي:
- يُعتقد أنه يقع بالقرب من الموصل.
- يُقال إنه يقع ضمن حدود الشام، أو في شمال العراق، أو بجوار مدينة آمد.
- هناك رأي يشير إلى موقع الجبل بين الموصل وجزيرة ابن عمر، شمال الموصل، كما ورد في كتاب “المفردات” للإصبهاني.
يجدر بالذكر أن هناك احتمالاً بأن تكون جميع هذه المواقع تشير إلى نقطة واحدة، حيث تقع الموصل، والجزيرة، وآمد في الجهة الشمالية للعراق، بالقرب من بلاد الشام.
- اُشير في الإصحاح الثامن من سفر التكوين إلى أن سفينة نوح استقرت على جبال آراšاط، والتي تُعتبر كلمة عبرية ذات جذور أكادية، وقد أُطلقت على جبال قارة آسيا، وتُمثِّل هذه الجبال أعلى هضاب أرمينيا، فوق إحدى قممها استقرت سفينة نوح.
سفينة نوح عليه السلام
حفظ الله سبحانه وتعالى سفينة نوح لتكون آية دالة للأمة بأسرها، كما جاء في محكم تنزيله: فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ
. وفي هذا السياق، يقول ابن عاشور أن سفينة نوح حُفظت من البلاء لتكون علامة يشهدها القوم الذين أُرسل إليهم الرسل، ولكي تكون فضيلة لمن يُقيم قربها. كل ذلك يأتي في إطار تأييد الأنبياء وتحذيراً من العقوبات التي حلت بالأمم المكذبة لرسلهم، كما هو حال قوم ثمود، وقد أُشير إلى أن السفينة كانت مرئية فوق جبل الجودي من قِبل الأمم التي تلت نبي الله نوح.
نبي الله نوح عليه السلام
اجتبي الله سبحانه وتعالى رسلاً وأنبياء من بين بني آدم لهداية الناس إلى طريق النجاة، ومن هؤلاء الأنبياء نبي الله نوح عليه السلام. بعثه الله عز وجل لدعوة قومه إلى عبادة الله وحده دون شريك، إلا أن قومه كانوا ممن عبد الأصنام وتمردوا، ودامت دعوته ألف سنة إلا خمسين عاماً. ومع ذلك، أنكر قومه نبوته واتهموه بالكذب والجنون، بل هددوه بالرجم، ولم يتبعوه سوى فقراء القوم وضعفائهم. بالرغم من ذلك، استمر نبي الله نوح في الدعوة مستخدماً مختلف الظروف والأوقات، ولكن في نهاية المطاف دعا ربه متضرعاً لعدم استجابة قومه. استجاب الله لدعائه وهلك قوم نوح بالغرق، في حين نجا هو ومن آمن معه.