أين يقع جامع الزيتونة العظيم؟

جامع الزيتونة

يُطلق على جامع الزيتونة اسم “الجامع الأعظم”، وذلك بسبب تأسيسه في موقع يضم شجرة زيتون واحدة، مما يزيد من رمزيته. يُعتبر هذا المعلم الديني من أبرز المساجد في العاصمة التونسية تونس، ورغم قدمه، إلا أنه يحتفظ بمكانته على مر العصور. يقع الجامع في إحداثيات تصل إلى 36.79 درجة شمالًا و10.17 درجة غربًا، ويمتد على مساحة 5000 متر مربع تقريبًا. يحتوي الجامع على تسعة مداخل و160 عمودًا أصليًا تم استخراجها من بقايا مدينة قرطاج العريقة. وتتميز مئذنته بارتفاع يصل إلى 43 مترًا. يُدار الجامع من قبل هيئة تعرف بمشيخة الجامع الأعظم، وهو يحتل المرتبة الثانية من حيث تاريخ البناء في القارة الأفريقية وحجم البناء في تونس.

التاريخ

تأسس الجامع بناءً على طلب حسان بن النعمان الغساني في عام 698 ميلادي، وذلك تزامنًا مع الفتوحات الإسلامية التي شهدتها البلاد التونسية. بعد ست سنوات من البناء، قام الغساني بتوسيع الجامع ليصبح بؤرة دينية أكبر. في عام 732 ميلادي، أضاف الوالي الإفريقي عبد الله بن الحبحاب خلال الدولة الأموية تحسينات جديدة على الهيكل المتواجد، ما جعله أكثر تجهيزًا. هناك روايات غير مؤكدة تشير إلى أن الجامع بُني على أنقاض كاتدرائية قديمة تضم قبر القديس أوليفيا باليرمو، والتي شُيدت عام 138 ميلادي على يد الإمبراطور هادريان. لكن الجامع الأعظم شُيد بشكل كامل مرة أخرى في عام 864 بطلب من المستعين بالله، الخليفة العباسي في ذلك الوقت، وتم الإشراف على البناء بواسطة الأعداء بن الأغلب والمعماري فتح الله، كما تدل على ذلك الكتابة الموجودة في الجزء السفلي لمحراب المسجد.

عمليات الترميم

على مر التاريخ، شهد الجامع العديد من عمليات الترميم من مختلف السلالات التي حكمت تونس، نظرًا لأهميته التاريخية. ففي عام 990 ميلادي، تم بناء قبة البهو بواسطة المنصور بن زيري، وفي عام 1250 تم تركيب خزانات مائية كبيرة من قبل الحفصي بن المستنصر. كما تم في عام 1316 ترميم أركان الجامع وزخرفة أبوابه، وجاء عام 1450 ليشهد إنشاء مكتبة بتصميم تركي. في عام 1637، أُضيف رواق إلى الجزء الشرقي من الجامع. وفي عام 1894، تم بناء مئذنة على الطراز المرابطي بواسطة المعماريين سليمان بن نيقرو وطاهر الطابر. شهد الجامع أيضًا ترميمات شاملة بعد استقلال البلاد في 20 مارس 1956، لكنه تعرض للتدمير والإهمال خلال الثورة التونسية عام 2011، مما استدعى إغلاقه لفترة لحماية المبنى من المزيد من الأضرار.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *