تقوم الدول الديمقراطية بإجراء انتخابات كوسيلة دستورية لاختيار الأفراد المناسبين لتولي المناصب الحساسة داخل الدولة. وتختلف أنظمة الانتخابات من دولة إلى أخرى، حيث تُستخدم آليات انتخابية تنظيمية متنوعة. في هذا المقال، سنلقي نظرة على مفهوم النظام الانتخابي وأنواعه المختلفة.
مقدمة حول تعريف النظام الانتخابي
يُعتبر النظام الانتخابي مجموعة من القوانين التي تحدد وتنفذ نتائج الاستفتاءات والانتخابات. تُنظم الانتخابات السياسية بواسطة الحكومات، بينما تقوم المنظمات غير الربحية بتنظيم الانتخابات غير السياسية المنسوبة إلى منظمات الأعمال غير الرسمية.
يضع النظام الانتخابي مجموعة من القواعد التي تشمل مختلف جوانب العملية الانتخابية، مثل موعد الانتخابات، وفئات الأشخاص المؤهلين للتصويت والترشح، وكيفية تخصيص بطاقات الاقتراع وطرق عد الأصوات.
علاوة على ذلك، يحدد النظام الانتخابي القواعد المتعلقة بالنفقات المخصصة لحملات المرشحين، حيث يعمل على تنظيم العوامل التي تؤثر على نتائج الانتخابات أو الاستفتاءات.
يُحدد النظام الانتخابي بناءً على الدستور الرسمي للدولة، الذي تقوم اللجان الانتخابية بتطبيق بنوده بحزم.
تستخدم بعض الأنظمة الانتخابية لإجراء انتخابات تتطلب فوز مرشح واحد فقط، مثل منصب الرئيس، بينما تستخدم أنظمة أخرى لإجراء انتخابات تتطلب فوز عدة مرشحين، كأعضاء البرلمان أو المجالس المحلية.
يوجد تنوع في الأنظمة الانتخابية، ولكن النظام الأكثر شيوعًا هو النظام الذي يعتمد على حصول المرشح على أكبر عدد من الأصوات.
يتضمن النظام الانتخابي أيضًا آليات مثل الاقتراع على دورتين، والتمثيل النسبي، والاختيار التراتبي. وتجمع بعض الأنظمة بين مزايا النظم النسبية وغير النسبية عبر النظام المختلط.
أنواع النظام الانتخابي
أنظمة تعددية
تشير الأنظمة التعددية إلى الأنظمة التي يفوز فيها المرشح أو المرشحون الذين يحصلون على أكبر عدد من الأصوات دون الحاجة إلى تحقيق الأغلبية. عندما يتعلق الأمر بمقعد واحد، يسمى هذا النظام “الفوز بأعلى الأصوات”، وهو الأكثر استخدامًا في الانتخابات العامة لكثير من المجالس التشريعية الوطنية، حيث يُطبق في 58 دولة حول العالم.
وتمثل غالبيتها دولًا ذات مقاطعات سابقة تابعة للتاج البريطاني أو الولايات المتحدة، ويعتبر هذا النظام الثاني من حيث الاستخدام في الانتخابات الرئاسية في 19 دولة.
أنظمة الأغلبية
هذا النظام يتطلب من المرشح تحقيق الأغلبية من الأصوات ليتم انتخابه. وفي بعض الحالات، يكفي نظام التعددية لإجراء جولة أخيرة إذا حصل المرشح على الأغلبية.
تنقسم أنظمة الأغلبية إلى نوعين رئيسيين: النوع الأول يعتمد على جولة واحدة من التصويت، بينما يعتمد الثاني على جولتين أو أكثر، ويُستخدمان في الدوائر الانتخابية ذات المقعد الواحد.
أنظمة نسبية
تُستخدم هذه الأنظمة في انتخابات الهيئات التشريعية الوطنية، حيث يُطبق في أكثر من 80 دولة. يختار الناخبون قائمة من المرشحين من الأحزاب المختلفة. في الأنظمة المغلقة، يُسمح للناخب باختيار حزب دون القدرة على التصويت لمرشح معين. وفي الأنظمة المفتوحة، يمكن للناخب التأثير على ترتيب المرشحين في القائمة.
تعتمد دول مثل إسرائيل وهولندا على التمثيل النسبي الخالص، حيث تُجمع جميع الأصوات قبل توزيع المقاعد على الأحزاب.
النظام المختلط
تلجأ العديد من الدول إلى النظام المختلط في انتخابات الهيئات التشريعية، الذي يجمع بين التصويت النسبي المختلط والموازي.
تستخدم 20 دولة أنظمة التصويت الموازية، حيث ينتخب جزء من الأعضاء عبر النظام التعددي أو الأغلبية في دوائر انتخابية ذات مقعد واحد، بينما يتم انتخاب الجزء المتبقي وفقًا للتمثيل النسبي. وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الانتخابات في الدوائر لا تؤثر على نتائج التصويت النسبي.
يتم استخدام التمثيل النسبي المختلط في 8 دول، حيث تعتمد الانتخابات على النظامين النسبي والدوائر، ويعدّل نتائج التصويت النسبي لتحقيق التوازن في عدد الفائزين من المرشحين.
أنظمة أخرى
توجد أنظمة انتخابية عديدة أخرى، مثل نظام المكافئة للأغلبية، الذي يضمن حصول أحد الأحزاب أو التحالفات على الأغلبية في الهيئة التشريعية، أو يمنح أفضلية للأحزاب التي تحقق أعدادًا تصويتية كبيرة في الحصول على عدد أكبر من المقاعد.
مراحل الانتخابات
تتضمن عملية المشاركة الفاعلة في الانتخابات عدة مراحل، هي:
- يجب أن يكون الشخص قد بلغ السن القانونية المحددة للانتخاب، وهو غالبًا 18 عامًا وفقًا لمعايير العديد من الدول.
- يتعين على الفرد تسجيل معلوماته الشخصية في مركز الانتخابات، بحيث تتطابق مع الهوية أو الوثائق الرسمية.
- يجب على الناخب الانتظار في دور الناخبين حتى يبلغ صندوق الاقتراع.
- يستلم الناخب ورقة الاقتراع من اللجنة الانتخابية المختصة.
- يتوجه الناخب إلى الغرفة السرية لاختيار مرشحيه وملء البيانات المطلوبة.
- بعد التصويت، يضع الناخب ورقته بنفسه في صندوق الاقتراع ثم يغادر مركز الاقتراع.
خصائص الانتخابات والاستفتاءات
تمتاز الانتخابات بعدد من الخصائص التشريعية والقانونية، أهمها:
الخصائص العامة
يحق لكل مواطن بلغ السن القانوني واستوفى الشروط الانتخابية، التصويت في الانتخابات والاستفتاءات التي تنظمها الدولة.
الخصائص المباشرة
يجب على المواطن التصويت بنفسه، دون وجود أي شخص آخر بغرفته السرية، باستثناء الحالات الصحية التي قد تحتاج إلى مساعدة، حيث يسمح لشخص من اللجنة بمرافقة الناخب.
الخصائص السرية
لا يحق لأعضاء اللجنة الانتخابية أو أي جهة أخرى الاطلاع على ورقة الاقتراع الخاصة بالناخب أو الإجراءات المتعلقة بالعملية الانتخابية بوجه عام.
الأهمية الكبيرة للانتخابات
تتمثل الأهمية الكبرى للانتخابات في تعزيز شعور الأفراد بأن لديهم الحق الكامل في اختيار من يحكمهم. وتبرز هذه العملية معالم الديمقراطية التي تدعم حرية الرأي والتعبير، مما يسمح لجميع فئات المجتمع، بغض النظر عن وضعهم الاقتصادي، بالمشاركة في اختيار قياداتهم.