البداية الاستعمارية للبرتغال في آسيا
في عام 1498م، تمكن البحّار البرتغالي فاسكو دي جاما من الوصول إلى الهند، مشيراً إلى اكتشافه لجزر الهند الشرقية التي كانت تُعرف في تلك الفترة بجزر “البهارات”. وكانت هذه الجزر تمثل الهدف الرئيسي لرحلات البحارة البرتغاليين الذين سعوا لاستكشاف طرق جديدة حول أفريقيا للوصول إليها. شكل نجاح فاسكو دي جاما ومن جاء بعده بداية فترة الاستعمار الأوروبي في المنطقة.
الاستعمار البرتغالي في جنوب شرق آسيا
برزت علاقة متوترة بين البرتغاليين والمسلمين، خاصة بعد انهيار حكم العرب في المنطقة قبل عدة سنوات من بدء الاستعمار البرتغالي. وعندما واجه البرتغاليون دولاً إسلامية في الهند، وعلى رأسها الإمبراطورية المغولية، وكذلك في العديد من جزر الهند، تم إعلان حرب صليبية ضدهم.
في عام 1506م، استولى البرتغاليون على جزيرة هرمز التي تقع عند مدخل الخليج العربي وجزيرة سقطرة القريبة من مضيق عدن، بهدف إعاقة التجار العرب ومنعهم من الوصول إلى الهند والجزر الشرقية.
في عام 1510م، تمكن البرتغاليون من احتلال مقاطعة جوا، التي توجد في منتصف الشاطئ الغربي للهند، حيث كانت تعتبر بمثابة نقطة انطلاق نحو جزر البهارات. وفي عام 1511م، استولت البرتغال على مضيق ملاكا، الذي أصبح مركزًا لاستقبال الحملات البرتغالية الرامية للسيطرة على جزر البهارات، مما أدى إلى فترة استمرت قرنًا كاملًا عُرفت بالقرن البرتغالي.
الاستعمار البرتغالي في الخليج العربي
في عام 1507م، تحولت معظم الانتباه البرتغالي نحو هرمز، حيث سيطروا على مدخل الخليج العربي وأعاقوا حركة التجارة البحرية لعمان، مما أتاح لهم السيطرة على عدة موانئ ومدن تجارية في المنطقة، مثل إمارة رأس الخيمة والمدن الساحلية الواقعة بين رأس الحد وليما ودبا وخور فكان وقريات ومسقط ومطرح.
إضافةً إلى ذلك، خضعت قلهات، التي تقع على الساحل العماني، للاحتلال، بينما تصدت كل من قريات ومسقط لهجمات البرتغاليين، مما أدى إلى تعرضهما للسلب والنهب.
نهاية الاستعمار البرتغالي
ساهمت مجموعة من العوامل في تراجع السيطرة البرتغالية، لا سيّما في الخليج، بما في ذلك مقاومة الموانئ الخليجية للاستعمار البرتغالي، وزيادة الضغط عليهم من قِبَل المجتمعات الاقتصادية، بالإضافة إلى الثورات الكبرى التي اندلعت في تلك الفترة. شهد عام 1521م وعام 1526م ثورتين هامّتين قادتهما هرمز والبحرين تحت رئاسة شاه عبّاس الأول، بالإضافة لمشاركة مسقط.
في النهاية، استولى الإنجليز على هرمز، ومع نهاية القرن السادس عشر، أبدت كل من هولندا وبريطانيا اهتمامًا بتعزيز علاقاتهما مع الشرق، مما شكل تحديًا كبيرًا للبرتغاليين وأثر على قوتهم على المدى الطويل، مما أدى بشكل تدريجي إلى انتهاء سيطرتهم في المنطقة.