اختبار الله للإنسان في حياته

ابتلاء الله للعباد

يُستخلص مفهوم الابتلاء من الجذر اللغوي “بلَوَ”، والذي يشير إلى نوعٍ من الاختيار، سواء كان في صورة خير أو شر. يبتلي الله عباده بمصائب حسنة أو سيئة، ليمتحن صبرهم وشكرهم. وبالتعريف الاصطلاحي، يُعتبر الابتلاء تكليفًا بأمرٍ يتسم بالصعوبة. فالدنيا هي دار للابتلاء والاختبار، حيث يُبتلى المسلم في مختلف الأحوال، من النعم إلى البلايا، ومن الرخاء إلى الشدة، ومن الصحة إلى المرض، ومن الفقر إلى الغنى، وهو معرّض لمواجهة الشبهات والشهوات. ومن خلال ذلك، ينظر الله إلى من يشكر ومن يكفر، ومن يصبر ومن يقنط، ويتجلى جزاء هؤلاء بناءً على مواقفهم. وفيما يخص التعامل مع الابتلاء، يُمكن تقسيم الناس إلى ثلاث فئات: الأولى تسخط وتسيء الظن بالله، والثانية تصبر وتحسن الظن به، والثالثة ترضى وتشكر، حيث يعتبر الرضا إضافة على الصبر.

أنواع الابتلاء

تنقسم أنواع الابتلاء التي يواجهها الإنسان إلى عدة فئات:

  • الابتلاء التكليفي؛ وهو الابتلاء على مستوى الأمانة والتكليف الذي يقع على عاتق الإنسان بشكل عام.
  • الابتلاء الشخصي؛ ويشير إلى ما يُصيب الفرد سواء كان بشكل مباشر أو من خلال ما يحدث لأحبائه، سواء من نِعَمٍ أو مصائب.
  • الابتلاء الاجتماعي؛ حيث يختبر الله خلقه من خلال بعضهم البعض، فيكون ذلك برفع بعضهم فوق بعض أو بالتفاوت في الحظوظ الدنيوية، كالغنى والفقر، والرفعة والوضاعة، مما يشمل الابتلاءات على شكل شكر أو صبر.
  • الابتلاء الأُممي؛ ويتعلق بما تمر به الأمة من أزمات اقتصادية أو رخاء، وما يتعرض له المناخ من تقلبات.

فوائد الابتلاء

للابتلاء فوائد عدة، نذكر منها:

  • محو السيئات وتكفير الذنوب.
  • فرصة لتوبة العبد وإحساسه بالتواضع والانكسار أمام الله، مما يعزز صلته به.
  • رفع منزلة العبد في الدنيا والآخرة.
  • تذكير بحقيقة الدنيا وما فيها.
  • توعية للمحرومين وأهل الشقاء، مما يجعلهم يتفهمون آلام الآخرين.
  • تحفيز لتأنيب النفس والشعور بالقصور في واجباتها تجاه الله.
  • تعزيز الإيمان بقضاء الله وقدره، واليقين بأن النفع والضر بيد الله وحده.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *