بداية عالم الطيران
لقد حلم الإنسان بالطيران والتحليق منذ عصور بعيدة، وتعددت محاولات المخترعين والهواة لتحقيق هذا الحلم باستخدام طرق بدائية، مثل تصنيع أجنحة ضخمة من الريش وتثبيتها على الذراعين. ومع ذلك، انتهت جميع هذه التجارب بالفشل، لكن الإنسان لم يتوقف عن السعي لتحقيق حلم الطيران حتى تمكن أخيراً من ذلك مع ظهور الطائرات الشراعية الأولى.
جورج كايلي: رائد الطيران الشراعي
يُعرف جورج كايلي بلقب “أبو الديناميكا الهوائية”، وهو مهندس إنجليزي يُعتبر من أبرز الشخصيات التي أثرت في تاريخ الطيران. كان كايلي من أوائل الذين أجروا أبحاثاً جوية علمية حقيقية، وقد أدرك مبكراً قواعد القوى المؤثرة في الطيران. ففي عام 1799م، بلور كايلي مفهوم الطائرات الحديثة، موضحاً أنها طائرات ذات أجنحة ثابتة مع أنظمة للرفع، التحكم، والدفع.
جورج كايلي صمم أول طائرة شراعية قادرة على حمل إنسان، كما أظهر أن القوى الديناميكية للطيران تُعتبر أساس تصميم الطائرات الحديثة، والتي تشمل الوزن، الدفع، الرفع، ومقاومة الهواء.
في عام 1809م، أنشأ كايلي أول طائرة شراعية بالحجم الطبيعي، والتي تُعتبر أول طائرة شراعية تحلّق بنجاح. وفي عام 1853م، قام بتصميم طائرة بدائية قام مدربه بالطيران بها عبر وادٍ صغير، على الرغم من عدم امتلاكه الخبرة في قيادتها، وسجل هذا الحدث كأول حالة طيران ناجحة بواسطة طائرة شراعية في التاريخ.
ساهمت اختراعات كايلي في تطوير الطيران في العديد من المجالات، فقد كان له دور في تأسيس جامعة البوليتكنيك في الأمم المتحدة، وعُين رئيسًا لها لعدة سنوات، كما ساهم في تأسيس الجمعية البريطانية لتقدم العلوم، وكان كذلك عضواً في الحزب اليميني بين عامي 1832 و1835م.
شخصيات بارزة في تطور الطائرات الشراعية
أوتو ليلينتال
لقب المهندس أوتو ليلينتال، المولود في ألمانيا، بـ “ملك الطائرات الشراعية”. كانت طائرته الشراعية الأولى القادرة على التحكم اليدوي خلال الطيران عبر التمايل بالجسم من جانب إلى آخر. يُعتبر ليلينتال أول شخص يقود طائرة شراعية في العالم، وأنجز حوالي 2,500 محاولة طيران بين عامي 1891 و1896م قبل أن يتعرض لحادث مميت أثناء إحدى محاولاته.
بيرس أس بيلشر
وُلِد المهندس بيلشر في سكوتلندا، وكان بفضل تقنياته في الجر أول شخص يستخدم أساليب جديدة لعملية إقلاع الطائرة الشراعية في عام 1897م. ومع ذلك، لقي حتفه خلال إحدى محاولات الطيران.
الأخوان رايت
ساهم الأخوان ويلبر وأورفيل رايت في تطوير الطائرات الشراعية وعقدا سلسلة من التجارب في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية بين عامي 1900م و1902م. وفي عام 1903م، تمكنا من تحقيق أول نجاح في الطيران.
خصائص الطائرات الشراعية
تتميز الطائرات الشراعية بجناحين منحنيين، يتمتعان بزاوية ميل تفصل بينهما وجسم الطائرة. يتم التحكم بالطائرة من خلال تحريك الأجنحة الخلفية والأجنحة الأمامية الإضافية. كما يمكن تحويل الطائرة الشراعية إلى وضعية التحليق بعدد من الطرق، أبرزها جرها بواسطة طائرة تُعرف بالطائرة القاطرة، أو استخدام رافعة، أو الاعتماد على محرك صغير وخفيف الوزن.
تستخدم الطائرات الشراعية عادةً في مجالات الترفيه والرياضة، حيث تنتشر نوادي الطائرات الشراعية في العديد من الدول حول العالم، مثل أستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا ومعظم الدول الأوروبية، والتي تقدم خدمات الصيانة والإشراف على سير الطيران، وتضمن سلامة الطيارين.