يعد هرم هوارة من أبرز المعالم الأثرية في مصر القديمة، وقد تم تشييده خصيصًا للفرعون أمنمحات الثالث خلال الأسرة الثانية عشرة. يقع الهرم على بعد نحو 9 كيلومترات شرق واحة الفيوم، وكان أمنمحات الثالث هو الفرعون السادس في هذه الأسرة، حيث حكم حوالي عام 1850 قبل الميلاد.
مقدمة عن هرم هوارة
- يتكون هرم هوارة من أحجار مصنوعة من الطوب، وقد تمت تغطيته بحجر جيري، ويعرف أحيانًا باسم “الهرم الأسود”. عندما كان الهرم قائماً، بلغ ارتفاعه 58 مترًا، وكان طول كل جانب من قاعدته حوالي 100 متر.
- تقع قرية هوارة على بعد 9 كيلومترات جنوب شرق مدينة الفيوم، وتعتبر من الوجهات السياحية الرائعة في مصر، حيث تبعد حوالي 100 كيلومتر عن القاهرة. وقد عُرفت هذه المنطقة قديماً باسم “هات وعر”، التي تعني “خطى”.
- لاحقاً، تمت الإشارة إلى المنطقة بـ “La Princess”، ويعزى اسمها إلى معبد أمنمحات الثالث في هوارة أو “Laprent”، أي “المعبد عند مخرج البحيرة”.
- اكتشف علماء الآثار مجموعة من الصور الرائعة في هوارة، والتي تعرف الآن باسم “صور الفيوم”، إذ تتضمن 146 صورة لأشخاص مختلفين تم رسمها بالطلاء وتعود إلى الفترة بين القرن الأول والقرن الثالث الميلادي.
تفاصيل حول هرم هوارة
- حكم الفرعون أمنمحات الثالث مصر في القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وكان نجل الملك سيزوستريس الثالث، الذي أحرز إنجازات عسكرية وسياسية كبيرة في فترة حكمه، مما ساعد على تحقيق ظروف سلمية مع الدول المجاورة شمال وشرق مصر.
- نجح سيزوستريس الثالث أيضًا في فرض السيطرة المصرية الكاملة على النوبة الواقعة في الجنوب.
- بفضل هذه الإنجازات، تمكن سيزوستريس من تسليم مملكة قوية لأمنمحات الثالث، مما أتاح له مواصلة التقدم واستقرار الحكم في البلاد.
- حكم أمنمحات الثالث مصر لمدة تقارب 45 عامًا، واهتم بتحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة الرقعة الزراعية، حيث أضاف 17000 فدان إلى الأراضي المزروعة في منطقة الفيوم عبر تطوير بحيرة قارون الكبيرة في ذلك الوقت.
مشروعات أمنمحات الثالث
- كان أمنمحات الثالث مولعًا بمنطقة الفيوم، على غرار أسلافه، حيث أطلق العديد من المشاريع الإنشائية، مثل معبد جنازته في حوارة وبعض أجزاء معبد مدينة ماضي المخصص للإله سوبك.
- اهتم أيضًا بعمليات التعدين لجلب مواد البناء، مما أسهم في ازدهار أنشطة تعدين الفيروز في سيناء خلال فترة حكمه. كما قام بإجراء إضافات في معبد الإلهة حتحور في سيناء.
قبر الزوجة المفضلة لأمنمحات الثالث
- تم العثور على قبر الزوجة المفضلة لأمنمحات الثالث، المعروفة باسم آيات، بالقرب من هرم في دهشور، الذي تم بناؤه قبل إنجازاته الأخرى في الفيوم.
مشاكل هرم دهشور
- لم يكن الملك راضيًا عن هرم دهشور بسبب العيوب والمشكلات التي وقعت أثناء عملية بنائه، مما دفعه لاستثمار جهوده وموارده في إنشاء هرم هوارة.
- بعد تجربته غير الناجحة في دهشور، حرص أمنمحات الثالث على تصميم هرم جديد يمتاز بالاستقرار، لذا قام ببناء هيكله بزاوية أقل من الهرم الآخر في دهشور.
- يتضمن هرم هوارة هرمًا أصغر فوق الهيكل الأصلي، ويُعتبر تصميمه معقدًا، وقد تأثر بتصميم هرم سقارة المدرج الذي بُني في بداية فترة المملكة القديمة.
- تضمن تصميم هرم هوارة مدخلاً في الجهة الجنوبية، على عكس الاتجاه الشائع بفتح المدخل من الشمال، وكان ذلك بحيث يتمكن من تضليل اللصوص.
- بنَى أمنمحات الثالث أيضًا درجًا طويلاً يؤدي اللصوص إلى غرفة يعتقدون أنها غرفة الدفن، بينما كانت الغرفة الحقيقية محمية بواسطة ممر ضيق ومغلق بحجر يزن أكثر من 45 طنًا.
تصميم هرم هوارة
- تم تصميم مدخل هرم هوارة في القسم الغربي، مما يؤدي إلى الغرفة الأولى، وبعدها يكون هناك ممر لا يؤدي إلى أي منفذ.
- ومن ثم توجد فتحة خفية في السقف تفتح لممرات أخرى تمر من الشرق إلى الشمال ثم إلى الغرب، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى غرفة الانتظار المؤدية إلى غرفة الدفن.
- قطعت حجرة الدفن في هرم هوارة من الصخر على شكل مستطيل، وتم إدخال قطعة كبيرة من الكوارتزيت داخل تجويف الحجرة.
- بعد انتهاء البناء، تمت إزالة هذه القطعة بعناية ليتم تجهيز غرفة الدفن، والتي تعتبر الجزء الأكثر أهمية في أي هرماً مصريًا.
- سمح هذا التصميم بأن تكون الغرفة محاطة بأربعة جدران، يبلغ سمك كل جدار حوالي نصف متر، بارتفاع حوالي سبعة أمتار وعرض مترين ونصف.
- على الرغم من الاحتياطات التي اتخذها أمنمحات الثالث، تمكن اللصوص من اقتحام غرفة الدفن عبر السقف وسرقة العناصر القيمة التي كانت مدفونة هناك.
تاريخ بناء هرم هوارة
- تم تشييد هرم هوارة مع تابوت الملك، المصنوع أيضًا من الكوارتز، ووُضع داخل غرفة الدفن، حيث تم وضع ثلاث كتل من الحجر فوق الحجر الكبير الذي أغلق الفتحة المؤدية إلى غرفة الدفن.
- صُممت الممرات الداخلية للهرم بطريقة فنية رائعة تهدف إلى خداع اللصوص الذين لطالما سعو للاستيلاء على مجوهرات الملك.
- على الرغم من سعي المهندسين المصرين لابتكار طرق جديدة لحماية الأهرامات، إلا أن مهارات اللصوص تطورت وتمكنوا من سرقة العديد من الكنوز المدفونة.
موقع هرم هوارة
- يتراءى بالقرب من هرم هوارة، على مسافة كيلومتر ونصف شمالاً، قبر الأميرة نفرت له، ابنة الملك أمنمحات الثالث، الذي أُنشئ من الحجر الجيري واحتوى على تابوت جرانيت تم نقله إلى هيئة الآثار المصرية.
- عندما توفيت الابنة المفضلة لأمنمحات الثالث، نفرت، تم صنع تابوت أنيق لها ووُضع داخل هرم الملك في هوارة، وهو ما يتعارض مع عادات الملكية المصرية القديمة التي كانت تكتفي بوضع تابوت الملك فقط في غرفته.
- استطاع علماء الآثار اكتشاف مائدة للقرابين وثلاثة أواني من الفضة وقلادة خاصة بالأميرة نفرت داخل قبرها بالقرب من هرم هوارة.
المعبد الجنائزي لأمنمحات الثالث
بجانب هرم هوارة، توجد أطلال معبد أمنمحات الثالث الجنائزي، الذي تم ربطه بالهرم عند تشييده. يحتوي هذا المعبد على 12 قاعة، ست منها تقع في الشمال والست الأخرى في الجنوب.
كان المعبد الجنائزي محاطًا بجدار محصن ضخم يتكون من أكثر من 300 غرفة، نصفها يقع تحت الأرض ويحتوي على ضريح الملك، بينما تقع باقي الغرف فوق سطح الأرض.
خاتمة حول هرم هوارة
ختامًا، في نهاية موضوعنا اليوم عن هرم هوارة، لا بد من ملاحظة أنه لا يوجد شيء من هذا المعلم اليوم سوى أعمدة الطابق الأرضي، بينما لم يتم التنقيب عن الأرضية تحت الأرض بعد، وعلينا أن ندرك أن الحضارة المصرية تركت لنا إرثًا رائعًا يستحق المحافظة عليه.
