إلى أين يتجه نهر الأمازون؟

مصب نهر الأمازون

يمتاز مصب نهر الأمازون بدخوله إلى المحيط الأطلسي، الواقع على الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل. بعد رحلة طويلة، تصب مياه النهر في السهول الفيضية المعروفة باسم ماراجو فارزيا (Marajó várzea)، حيث يضم هذا المصب العديد من الجزر، وأكبرها جزيرة ماراجو (Marajó) التي تمتد على مساحة تبلغ 48,000 كم². تشتهر منطقة المصب بتكويناتها الرملية وأنواع الرواسب التي تعود في معظمها إلى العصر الهولوسيني، بالإضافة إلى رواسب أحدث، مما يجعل هذه المنطقة عرضة للفيضانات التي قد تصل إلى ارتفاع يتراوح بين 2 و3 أمتار نتيجةً للمد والجزر. تُعتبر التربة في مصب نهر الأمازون طينية وغير منتظمة الشكل.

من اللافت أن مصب نهر الأمازون لا يتخذ شكل الدلتا التقليدي، بسبب عدم تراكم الرواسب التي يطرحها النهر في البحر. يومياً، يتم سحب حوالي 1.3 مليون طن من الرواسب نحو الشمال عبر التيارات الساحلية، لتصل إلى سواحل البرازيل وغيانا الفرنسية. تشكل منطقة فارزيا الإيكولوجية النصف الغربي من جزيرة ماراجو، والعديد من الجزر الصغيرة، فضلاً عن أجزاء من غابات السهول الفيضية والمستنقعات. أما الجزء الشرقي من جزيرة ماراجو، فيستمد تكوينه من الرواسب الحديثة التي تغطيها أشجار السافانا المحيطة بالمياه.

تتميز منطقة مصب نهر الأمازون بتنوعها البيولوجي الغني، حيث تحتضن ما يقارب 99 نوعاً من الثدييات و540 نوعاً من الطيور، مع 361 نوعاً مسجلاً فقط في جزيرة ماراجو. ومع ذلك، تعرضت هذه المنطقة الحيوية للتأثيرات البشرية عبر الزمن، حيث أسفرت أنشطة الزراعة والرعي عن تراجع في التنوع البيولوجي. تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد محميات بيئية في هذه المنطقة، ويمثل مصب نهر الأمازون واحداً من أغنى المناطق من حيث الثروة السمكية داخل حوض الأمازون.

حوض نهر الأمازون

الموقع والمساحة

يُعد حوض نهر الأمازون واحداً من أكبر أحواض الأنهار في العالم، حيث تبلغ مساحته أكثر من 6,100,000 كم². تتركز معظم تلك المساحة في البرازيل، التي تسيطر على ثلثي طول النهر. يمتد الحوض على مسافة 2,780 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب، ويغطي 44% من إجمالي مساحة قارة أمريكا الجنوبية، ويقع بين جبال الأنديز في الغرب والسهول الكبرى والجبال البرازيلية في الجنوب.

يمتد حوض نهر الأمازون عبر عدة دول في أمريكا الجنوبية، منها البرازيل والبيرو وبوليفيا وكولومبيا والإكوادور وفنزويلا وغيانا. تساهم البرازيل بنسبة 64% من إجمالي مساحة حوض الأمازون، في حين تتوزع النسب على الدول الأخرى بنسب متفاوتة: 15.6% للبيرو، 11.7% لبوليفيا، 5.6% لكولومبيا، 2.1% للإكوادور، 0.9% لفنزويلا، و0.2% لغيانا. وتجدر الإشارة إلى أن حوض الأمازون يغطي حوالي 75% من مساحة البيرو و66% من فنزويلا و51% من الإكوادور، بينم يُشكل 46% من مساحة البرازيل و30% من مساحة كولومبيا.

الطبيعة النباتية والحيوانية

النظام البيئي في حوض الأمازون مرتبط ارتباطاً وثيقاً بغابات الأمازون المطيرة، التي تُعتبر أكبر غابة مطيرة في العالم، حيث تشكل هذه الغابات ثلثي مساحة الحوض. تلعب غابات الأمازون دوراً حيوياً في توازن كوكب الأرض، حيث تُنتج كميات هائلة من الأكسجين وتمتص الغاز الضار. يُعتبر بعض أجزاء الغابات غير مكتشفة بعد، وتحتوي على تنوع بيولوجي مذهل، إذ تحتضن 10% من الأنواع المعروفة من الحيوانات في العالم، بما في ذلك 427 نوعاً من الثدييات و370 نوعاً من الزواحف و400 نوع من البرمائيات. كما تحتوي هذه الغابات على أبرز 20% من أنواع الأسماك والطيور المعروفة، فضلاً عن ما يقرب من 40,000 نوع من النباتات.

كذلك، يُعتبر حوض نهر الأمازون مصدراً حيوياً للموارد الطبيعية، مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية. حيث يحتوي على 15% من إجمالي احتياطي مادة البوكسيت عالمياً، بالإضافة إلى موارد معدنية أخرى مثل الفولاذ والحديد والخشب والقصدير والذهب.

السكان

يبلغ عدد سكان حوض نهر الأمازون حوالي 10 ملايين نسمة، يتمركز معظمهم في المدن الواقعة على طول الحوض ومصادر تغذيته الرئيسية. تضم المنطقة قبائل ومجتمعات أصلية تشترك في خصائص ثقافية ولغوية مشتركة. خلال السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة هجرة السكان إلى الداخل، مع مدن كبرى مثل سانتاريم وبليم وماناوس، حيث يتراوح عدد السكان في ماناوس قرب مليوني نسمة..

المناخ

يسود حوض نهر الأمازون مناخ استوائي حار ومرطب، مع درجات حرارة متقاربة بشكل نسبي عبر المنطقة، تتراوح بين 24 إلى 26 درجة مئوية. تتفاوت هطول الأمطار في المناطق المختلفة، فبينما تتراوح التقديرات السنوية من 600 إلى 1,000 ملم، تصل إلى ثلاثة آلاف ملم في منطقة المصب و8,000 ملم في جبال الأنديز الساحلية. عادة ما تزداد الأمطار في نهاية العام بالمناطق الشمالية، فيما يتوزع الهطول بشكل متساوٍ في الغرب، مع معدلات تبخر تتراوح بين 1,000 إلى 2,600 ملم. تتأثر المنطقة كذلك بالعوامل المناخية المرتبطة بالمحيط الهادئ، مثل ظاهرتي النينيو والنينيا.

حجم نهر الأمازون

يتغير عرض نهر الأمازون وفقاً للمواسم، ففي موسم الأمطار من ديسمبر إلى أبريل، يمكن أن يصل عرضه إلى حوالي 49 كيلومتراً، وبسرعة جريان تتجاوز 6.4 كم في الساعة. أما في موسم الجفاف، فيتراوح عرض النهر بين 3.2 و9.6 كيلومتراً. يحمل نهر الأمازون كميات هائلة من الرواسب، تقدر بين 600 إلى 800 مليون طن سنوياً، معظمها من امتداداته الفرعية.

نظرة عامة حول نهر الأمازون

يُعتبر نهر الأمازون أكبر حوض تصريف للمياه الجارية في العالم، إذ يحمل حوالي 20% من إجمالي المياه السطحية في الأرض. كما يُصنف كأطول نهر بعد نهر النيل، ويبلغ طوله 6,400 كيلومتر كحد أدنى، حيث تعتبر جبال الأنديز، التي تبعد 160 كم عن المحيط الهادئ، هي أقصى منابع النهر من جهة الغرب.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *