الإهمال الأسري: مفهومه وأثره على الأطفال
يُعتبر الإهمال الأسري نوعًا من أشكال سوء المعاملة التي يتعرض لها الأطفال، مما ينجم عنه تأثيرات جسدية ونفسية وعاطفية قد ترافقهم طوال حياتهم. ومن الناحية القانونية، يُعرّف الإهمال بأنه قصور من الوالدين في تلبية احتياجات أطفالهم الأساسية، مثل الغذاء والمأوى والملابس والرعاية الصحية، فضلاً عن الضروريات الأخرى.
أعراض الإهمال الأسري
يمكن ملاحظة ظاهرة الإهمال الأسري من خلال عدة أدلة، ومن أبرزها:
- إهمال مشاعر الأطفال وعدم الاستجابة لمحادثاتهم، حيث تُجرى النقاشات مع الوالدين بشكل جدي دون إشراك العواطف، مما يُفقد هذه النقاشات جاذبيتها مع الوقت.
- شعور الطفل بالاستياء والغضب غير المبرر تجاه والديه.
- الذهاب وحيدًا إلى التجمعات والمناسبات الأسرية من أجل محاولة الاستمتاع، لكن هذه المحاولات تنتهي غالبًا بخيبة أمل.
- تجاهل الوالدين للمشاكل الاجتماعية والنفسية التي يواجهها الطفل بدلاً من العمل على إيجاد حلول فورية.
- وجود شعور بالتنافس بين الإخوة.
- غياب التعبير عن المودة داخل الأسرة، بحيث لا تُظهر العواطف أو الكلمات الجميلة، وإنما تُعبّر المودة بالأفعال فقط.
- الشعور بالوحدة والإهمال بشكل مفاجئ أثناء التواجد مع الأسرة.
أنماط الإهمال الأسري
يمكن التعرف على الأنماط الرئيسية للإهمال التي يعاني منها الأطفال ضمن أسرهم:
- الإهمال الجسدي
يعني عدم تلبية الاحتياجات المادية الأساسية للطفل، مثل حرمانه من الطعام والمأوى والملابس.
- الإهمال الطبي
يتمثل في حرمان الطفل من الرعاية الطبية، سواء كان ذلك مرة واحدة أو بشكل دائم.
- الإهمال الإشرافي
يعني عدم وجود الأهل بالقرب من الطفل لحمايته، أو عدم المتابعة أثناء مختلف مراحل حياته.
- الإهمال البيئي
يشمل هذا النوع حرمان الطفل من العيش في بيئة صحية، مثل ترك الطعام حتى يتعفن، أو انتشار الحشرات دون محاولة للتخلص منها، فضلاً عن عدم اعتناء الأطفال بنظافتهم الشخصية.
- الإهمال التربوي
يشير إلى حرمان الطفل من حقه في التعليم، سواء بعدم تسجيله في المدرسة أو بإجباره على عدم الذهاب.
- الإهمال العاطفي
يعني حرمان الطفل من احتياجاته العاطفية، وعدم قدرة الوالدين على بناء علاقة آمنة معه، حيث يتجلى ذلك في رفضهم لمتطلباته وعواطفه، ومعاقبته بطرق غير فعّالة.
الآثار المترتبة على الإهمال الأسري في حياة الأطفال
يخلف الإهمال آثارًا طالت مدى الحياة على الأطفال، ومن أبرز هذه الآثار:
- انعدام الثقة بين الطفل ووالديه، مما يجعل من الصعب على الطفل الوثوق بالآخرين، مما يؤدي لاحقًا إلى الدخول في علاقات غير صحية.
- فقدان الطفل لإحساسه بقيمته، فالأفكار السلبية التي يزرعها الأهل في ذهن الطفل تجعل من الصعب عليه التغلب عليها عندما يكبر، مما قد يدفعه لقبول وظائف منخفضة الأجر لاعتقاده بأنه لا يستحق أكثر من ذلك.
- مواجهة الطفل مشكلات في تنظيم مشاعره وصعوبة في التعبير عنها.