دور حمض الفوليك في الصحة
يُعتبر حمض الفوليك عنصراً أساسياً للعديد من العمليات الحيوية في جسم الإنسان. إنه ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء، كما يلعب دوراً في تصنيع وإصلاح المادة الوراثية، فضلاً عن دعمه لنمو وانقسام الخلايا. بالإضافة إلى ذلك، يسهم حمض الفوليك في تعزيز صحة الدماغ، ويقلل من احتمالية فقدان السمع المرتبط بالتقدم في العمر. خاصةً، يُعد حمض الفوليك ضرورياً للنساء خلال فترة الحمل، حيث يتعين أن يحصلن على كميات كافية منه، لأنه يساعد في منع حدوث عيوب خلقية في دماغ الجنين وعموده الفقري، مثل عيوب الأنبوب العصبي مثل تشقق العمود الفقري، وانعدام الدماغ (بالإنجليزية: Anencephaly). يُوصى أيضًا للنساء اللواتي يخططن للحمل بتناول مكملات حمض الفوليك لمدة عام كامل قبل الحمل لتقليل خطر إصابة الجنين بهذه العيوب. هناك أيضًا اعتقاد بأن حمض الفوليك يساهم في تقليل خطر الإصابة بمجموعة من المشاكل الصحية، منها:
- التوحد: حيث تشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة بين نقص حمض الفوليك والتوحد، لكن لا يزال الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات هذه العلاقة.
- الشفة المشقوقة والشق الحلقي: أظهرت تقارير أن تناول مكملات حمض الفوليك قد يُقلل من خطر الإصابة بالشق الحلقي.
- التهاب المفصل الروماتويدي: يُستخدم حمض الفوليك لدعم عقاقير الالتهاب التي تُعالج التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث تتسبب هذه الأدوية في فقدان الفولات من الجسم، مما يؤدي إلى أعراض هضمية غير مرغوب فيها. ومع ذلك، فإن تناول مكملات حمض الفوليك يساعد في تخفيف هذه الأعراض الجانبية.
مخاطر نقص حمض الفوليك
يمكن أن يؤدي نقص حمض الفوليك إلى الإصابة بفقر الدم. ومن أبرز الأسباب المؤدية إلى نقص هذا الحمض ما يلي:
- عدم تناول أغذية كافية: كثيراً ما لا يحصل الأفراد على الحصة الكافية من الأغذية الغنية بحمض الفوليك مثل الخضروات الورقية الخضراء، والحمضيات، والحبوب الكاملة، والفاصوليا.
- مشاكل المعدة: حيث قد تؤثر بعض اضطرابات المعدة على قدرة الجسم على امتصاص الفولات بشكل مناسب، وخاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفقر الدم، كالمصابين بالداء الزلاقي أو المرضى بالسرطان.
- مرحلة الحمل: يستهلك الجنين كميات كبيرة من حمض الفوليك المتاح لدى الأم.
- التفاعلات الدوائية: بعض الأدوية قد تعيق امتصاص حمض الفوليك، لذا يُنصح بالتشاور مع الطبيب قبل البدء في تناول أي منها.
الآثار الجانبية لحمض الفوليك
يُعتبر تناول حمض الفوليك سواء عن طريق الفم أو الحقن آمناً لمعظم الأفراد. ومع ذلك، فإن تناول جرعات عالية منه قد يُعتبر غير آمن، فقد تؤدي الجرعات المرتفعة لفترات طويلة إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية مثل تقلصات المعدة، والإسهال، والطفح الجلدي، واضطرابات النوم، والغثيان، وألم المعدة، والنوبات، وغازات البطن. تشير الدراسات إلى أن تناول جرعات تصل إلى 800-1,200 ميكروغرام قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية. كما أن هناك أبحاث تشير إلى أن الجرعات العالية من حمض الفوليك قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الرئة وسرطان البروستاتا.