التفريق بين الكرسي والعرش

يُعد العرش من أعظم المخلوقات، حيث يستوي عليه الرحمن استواءً يليق بعظمته. أما الكرسي فهو موضع قدمي الرحمن. ومع ذلك، يخلط الكثيرون بين الكرسي والعرش. لذا، نقدم لكم في هذا المقال الفرق بين الكرسي والعرش، عبر موقع مقال maqall.net.

الفرق بين الكرسي والعرش

الكرسي

  • قال ابن مسعود رضي الله عنه: (بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي 500 عام. وبين الكرسي والماء 500 عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم). رواه ابن خزيمة في “التوحيد” والبيهقي في “الأسماء والصفات”.
  • يعتبر الكرسي موضع قدمي الرحمن عز وجل.

العرش

  • العرش هو المقر الذي يستوي عليه الرحمن، ويحمله مجموعة من الملائكة.
  • قال الله تعالى عن حملة العرش: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [غافر/7]، وهم خلق عظيم.
  • روى جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أُذِن لي أن أحدِّث عن ملَك من ملائكة الله من حملة العرش، إنَّ ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام”، رواه أبو داود.
  • قال أبو ذر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض”.

أقوال عن الكرسي

  • أفاد بعض العلماء بأن الكرسي المذكور في قوله تعالى: (وسع كرسيه السماوات والأرض) [سورة البقرة:255] يعبر عن علم الله، ولكن هذا التفسير خاص بهذه الآية فقط.
  • هناك من يعتقد أن الكرسي هو العرش، لكن الإمام ابن القيم أشار في كتابه “الصواعق المرسلة” إلى أن السماء تحيط بالأرض، والكرسي يحيط بالسموات، والعرش يحيط بالكرسي.
  • ذكر الشيخ الألباني في كتاب مختصر العلو أن الكرسي هو موضع القدمين، والعرش لا يمكن لأحد أن يدرك قدره.
  • كما أكَّد الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة من حديث أبي ذر الغفاري أن السماوات السبع في الكرسي كالخلق الذي وُضع في أرض فلاة، وفوائد العرش على الكرسي تُشبه فضل الفلاة على تلك الحلقة.

مكان العرش

  • يشير الحديث إلى أن عرش الرحمن كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض، كما جاء في قوله تعالى: “وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء” [هود: 7].
  • أما بعد خلق السماوات والأرض، يتميز العرش بكونه أقرب المخلوقات إلى الذات الإلهية، مما يجعله مختلفاً عن سائر المخلوقات.
  • كما يُعد العرش أعلى المخلوقات ومكانه في السماء، وهو سقف الجنة، كما جاء في الحديث: “فإذا سألتُم الله، فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، فوقه عرش الرحمن”.

وصف العرش

  • وصف العرش بالمجد في قوله تعالى: “ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ”.
  • كما وُصف بأنه كريم، إذ قال الله تعالى: “رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ” [المؤمنون: 116].
  • ووصفه تعالى بأنه عظيم، بقوله: “رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ” [التوبة: 129].
  • العرش يُحمل، كما جاء في قوله: “الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ” [غافر: 7].
  • ويستوي الرحمن على العرش استواءً يليق بعظمته، كما جاءت في الآية: “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى” [طه: 5]، وهو استواء متميز لا يشبه استواء المخلوقين.
  • وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم العرش بأنه له قوائم، بقوله: “يصعق الناس، فأكون أول من يفيق، فإذا بموسى باطش – أو قال: آخذ – بقائمة من قوائم العرش”.

وصف حملة العرش

  • حملة العرش هم ثمانية، وقد اختلف العلماء حول مراد العدد: هل هي صفوف، ملا ئكة، أو أصناف؟ وهل هم حالياً ثمانية أم أقل؟
  • وقال بعض العلماء إن الثمانية هم صفوف من الملائكة، كما وُرد عن ابن عباس، وسعيد بن جبير.
  • بينما رأى آخرون أن المراد هم ثمانية من الملائكة، وهو ما روي عن الربيع بن أنس.
  • واتفق البعض على أنهم حالياً أربعة، وسيرتفع عددهم ليصل إلى ثمانية يوم القيامة، وهو قول أيده ابن كثير وابن الجوزي، حيث قال: “يحمله اليوم أربعة، ويوم القيامة ثمانية”.

أسئلة شائعة حول الكرسي والعرش

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *