موقع جزيرة تاروت الجغرافي

موقع جزيرة تاروت

تقع جزيرة تاروت في منطقة الخليج العربي، وتحديداً على الساحل الغربي له. تحدها المياه من جميع الاتجاهات، وهي تتبع المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. تقع الجزيرة شمال مدينة الدمام وشرق مدينة القطيف، حيث ترتبط بها عبر طريقتين رئيسيتين. تمتد الجزيرة على طول ضفاف خليج تاروت من مدينة رأس تنورة في الشمال إلى القطيف في الغرب. وعلى الصعيد الفلكي، تتواجد جزيرة تاروت عند تقاطع خط طول 50.3 درجة شرقاً مع دائرة عرض 26.35 درجة شمالاً.

عَرض شامل لجزيرة تاروت

جزيرة تاروت (بالإنجليزية: Tarut Island) هي واحدة من الجزر المهمة في الخليج العربي، حيث تبلغ مساحتها حوالي 30 كم2، ما يجعلها ثاني أكبر جزيرة من حيث الطول بعد جزيرة قشم (بالإنجليزية: Qeshm Island). يعود أصل اسم الجزيرة إلى كلمة “عشتاروت”، والتي تعبر عن الحب والحرب لدى الكنعانيين والبابليين والفينيقيين. تتكون الجزيرة من خمس مدن وقرى رئيسية تشمل مدينة تاروت، المدينة الرئيسية، بالإضافة إلى مدينة سنابس، الزور، الربيعية، ومدينة دارين التي كانت تحتضن ميناءً تجارياً في السابق، ويقطن هذه المناطق حوالي 50 ألف نسمة.

تحظى الجزيرة بمكانة تاريخية مهمة تعود لأكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، مما يجعلها واحدة من أقدم المناطق في شبه الجزيرة العربية. شهدت الجزيرة ظهور العديد من الحضارات والقبائل، كما كانت تمثل مركزاً تجارياً بارزاً، حيث كانت تعد نقطة انطلاق لنقل البضائع إلى بلاد الرافدين والمناطق الساحلية الشرقية للجزيرة. بالإضافة إلى ذلك، كانت جزيرة تاروت مركزاً رئيسياً لمملكة دلمون القديمة.

مناخ جزيرة تاروت

يتميز مناخ جزيرة تاروت بأنه مشابه للمناخ الساحلي الشرقي للمملكة العربية السعودية، حيث يسود الرطوبة العالية. خلال فصل الصيف، تتعرض الجزيرة لدرجات حرارة خانقة تتجاوز 45 درجة مئوية، بينما تتراجع درجات الحرارة مع دخول فصل الشتاء لتصل إلى 5 درجات مئوية.

الخصائص الطبيعية لجزيرة تاروت

يمتاز ساحل جزيرة تاروت بشواطئه الرملية الخلابة المكونة من الرواسب الرملية والحصى، بالإضافة إلى المسطحات الطينية الناتجة عن حركة المد والجزر. تشمل الجزيرة أيضاً شواطئ صخرية تشكلت نتيجة النشاط البشري ونحت العوامل الطبيعية، إضافة إلى العديد من المستنقعات التي تحتوي على نباتات المانغروف. تتركز هذه المستنقعات في الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجزيرة.

الموارد الطبيعية في جزيرة تاروت

تتميز جزيرة تاروت بوجود وفرة من المياه العذبة والنقية، إضافة إلى بساتين النخيل الواسعة التي تعتبر مركزاً لتصدير منتجات واحات القطيف والواحات الشرقية الأخرى. الجزيرة غنية بشواطئها المدهشة التي تحتوي على أراضٍ زراعية خصبة تعج بغابات النخيل والقرم. يعبر ساحلها عن موطن لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية مثل الرخويات والشعاب المرجانية والمحار وبلح البحر. ومن الجدير بالذكر أن خليج تاروت يؤوي أحد أهم مصادر النفط والغاز في المملكة، حيث يضم العديد من آبار حقول النفط، بالإضافة إلى مرافق التكرير والمشاريع النفطية.

المخاطر التي تهدد جزيرة تاروت

خلال العقدين الماضيين، تعرضت شواطئ جزيرة تاروت لبعض الأنشطة البشرية الضارة التي أدت إلى تدهور المظهر الطبيعي للمنطقة وتلويثها. تشمل هذه الأنشطة تصريف المياه العادمة وتلوث الزيت الذي يتسرب إلى الساحل، إضافة إلى دفن النفايات في أماكن غير مخصصة لها. لا تؤثر هذه الممارسات على الأرض فحسب، بل تضر أيضاً بصحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى التي تعيش في الجزيرة.

استجابةً لذلك، قامت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية بتنفيذ مشروع يهدف إلى تقليل أثر هذه الممارسات السلبية على جزيرة تاروت. يشمل ذلك إجراء تحليل كيميائي لمختلف الملوثات والرواسب والمعادن الموجودة على طول الساحل ومياه الخليج، بالإضافة إلى إنشاء خريطة جغرافية بيئية لتحديد المناطق الأكثر والأقل تلوثاً. هذه الخطوات تعزز الجهود المبذولة للحد من الملوثات وتقليل آثارها السلبية على البيئة والكائنات الحية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *