تبنيًا لتعاليم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتعين علينا عندما يمدحنا أحد أن نردد: “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون”، فهذا يُساعد المؤمن على تهذيب نفسه، ويعصمه من الغرور والتكبر والآثام.
أهمية دعاء (اللهم اجعلني خيراً مما يظنون)
- كان الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يردد هذا الدعاء عند حديث الناس عنه في مجالس العلم.
- وقد تميز بتواضعه أمام الجميع، كبارًا وصغارًا.
- كما تعلّمنا أن الدعاء هو وسيلة الاتصال المباشرة بين العبد وربه، فلا حاجة لوسيط.
- فهو، سبحانه، أعلم بما يعتمل في صدور عباده.
- عندما تتعاظم علينا هموم الحياة ونشعر بالاختناق، نلجأ إلى الله عز وجل بقلوب ملبية.
- وقد يتسبب الله في حدوث أمور عديدة لتصل لنا صرخات دعائنا، ليحقق آمالنا برحمة وعطف.
- وكان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يتلو هذا الدعاء بصفة مستمرة، سواء في حلقات العلم أو خلال خطبه.
فهم دعاء (اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون)
- اتفق العديد من العلماء على فضيلة هذا الدعاء، حيث قد تتحقق ببركته العجائب والمعجزات.
- إنه من أدعية الستر، التي يتقرب بها العبد إلى ربه طالبًا ستره ومغفرته.
- وقد قيل إنه عند ارتكاب ذنب غير مقصود، يجب على المسلم أن يتوجه بهذا الدعاء ويكمل طلب المغفرة.
- الحمد لله على نعمة الإسلام، ولأننا كُنا مسلمين بفضل الله وعونه.
- فالحمد لله أنه خلق لنا الدعاء كوسيلة للتواصل معه في أي وقت دون استئذان.
- لنتقرب إلى الله حتى يرضى عنا، ويستر عيوبنا، ويكون عوناً لنا.
- ومن الجميل أن يتوجه العبد إلى خالقه بالأدعية المروية، وما يجول في قلبه ويظهر على لسانه.
اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون
- هذا الدعاء نافذ عندما يشيد شخص بخصلة جميلة فيك، وهو يدل على تواضع النفس، وعدم الافتخار بشيء قد يُسلب منك في أي لحظة.
- نحن نرى كثيرًا من الناس يسعون وراء المدح حتى دون أن يستحقوه.
- بينما يبرئ الإنسان نفسه عن الذنوب بفضل هذا الدعاء، ويبتعد عن الغرور بسبب علمه أو أعماله.
- بترديد هذا الدعاء، يضع المسلم لنفسه حدودًا تمنعها من التهور.
- لكي لا تتطور الأمور إلى الغرور، كما حدث مع قارون من قوم موسى.
- يعتبر الغرور أحد أسباب رد الأعمال وعدم قبولها، فلنحفظنا الله من شر النفس التي لا تُنسب الفضل لله وحده.
دعوات اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون
هذا الدعاء مفيد بإذن الله في جلب الستر للمؤمن وكبح جماح النفس من التكبر، فإذا شعر المسلم بنداء التكبر يتسلل إليه، يتوجب عليه ترديد: “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون”:
- “اللـهم، لا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون، واجعلني خيرًا مما يظنون”.
- ” اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، ربنا السر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت.
- والأمر ما قضيت، الخلق خلقك، والعبد عبدك، أنت الله الرؤوف الرحيم.
- أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض.
- كل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقبلني من عبادك الصالحين، وأن تجيرني من النار برحمتك.”
- “اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء وأهوال عظائم الضراء، فأعذني ربي من صرعة البأساء، واحجبني عن سطوات البلاء.
- ونجني من مفاجآت النقم، واحرسني من زوال النعم، ومن زلل القدم، واجعلني اللهم ربي في حمى عزك، وحياك حرزك من مباغتة الدوائر.”
- ” اللهم ربي، وأرض البلاء، فاخصفها، وجبال السوء فانسفها، وكرب الدهر فاكشفها، وعوائق الأمور فاصرفها.
- وأوردنا حياض السلامة، واحملني على مطايا الكرام.
- وأصحبني إقالة العثرة، واشملنا ستر العورة، وجد عليّ ربي بآلائك، وكشف بلائك، ودفع ضّرائك،
- وادفع عني كل عذابك، واصرف عني أليم عقابك، وأعزني من بوائق الدهور، وأنقذني من سوء عواقب الأمور.
- واحرسني من جميع المحذور، واصدع صفاه البلاء عن أمري، واحلل يده مدى عمري إنك الرب المجيد المبدئ المعيد الفعال لما يريد.”
اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون وأدعية الستر
إذا أراد المسلم أن يستر الله له ذنبًا عن غير قصد منه وألا يفتضح أمره، فعليه بترديد “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون” بلسان مملوء باليقين:
- “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واستّرنا بسترك الجميل، ولا تفضحنا بين خلقك، ولا تخزنا يوم القيامة.
- اللهم أعلِ بفضلك كلمة الحق والدين، اللهم أسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض عليك.”
- “اللهم ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين، واكشف عني ما نزل بي من ضر، وشر كل ما أردت من الأمور.
- وخلصني خلاصًا جميلاً يا رب العالمين.”
- “لا إله إلا الله قبل كل شيء، ولا إله إلا الله بعد كل شيء، ولا إله إلا الله يبقى ربنا ويفنى كل شيء.”
- ” اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله.”
- “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب الأرضين، ورب العرش الكريم.”
- ” اللهم إنّي أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء وأهوال عظائم الضراء، فأعذني ربي من صرعة البأساء، واحجبني عن سطوات البلاء.
- “ونجني من مفاجأة النقم، واحرسني من زوال النعم، ومن زلل القدم، واجعلني اللهم ربي في حمى عزك، وحياط حرزك من مباغتة الدوائر.”
اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون ودعاء حفظ النفس من الكبر
عند الشعور بنفحة من الكبر أو الغرور، بادر بترديد “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون”، لتعود نفسك إلى صوابها وطبيعتها الطيبة التي فطرها الله عليها:
- ” يارب، لا تدعني أصاب بالغرور إذا نجحت، واليأس إذا فشلت، برحمتك يا رب، طمئنّي أن الفشل تجربة تسبق النجاح.”
- أيضيًا، “يا رب يا عفو، يا غفور، إذا أسأت، فقوني بقدرتك على الاعتذار، وإذا أساء إليّ الناس، فوسّع صدري للعفو.”
- “يا رب، علمني أن أحب الناس كما أحب نفسي، وعلمني أن أحاسب نفسي.
- كما أحاسب الناس، وعلمني إن التسامح أكبر مراتب القوة، وأن الانتقام أول مراتب الضعف.”
- “يا رب، لا تجعلني أصاب بالغرور إذا نجحت، ولا باليأس إذا أخفقت، بل ذكرني دائمًا أن الإخفاق هو التجربة التي تسبق النجاح.”
- ” يا رب، إذا أعطيتني نجاحًا، فلا تأخذ مني تواضعي، وإذا أعطيتني تواضعًا، فلا تأخذ مني اعتزازي بكرامتي.
- وإذا أساء الناس إلي، فامنحني شجاعة العفو، وإذا أسأت للناس، فامنحني شجاعة الاعتذار.”
- “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، أحتاجك معي يا الله، فقد ضعفت وتراكمت الأوجاع حول صدري، يا رب، كن معي وارحم ضعفي وقلة حيلتي.”
- ” اللهم إني أسألك بدعاء ذي النون، يوم دعاك في ظلمات ثلاث: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، فاستجبت له ونجيته. لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين.”
اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون وأدعية مستجابة لتحصين النفس من الغرور
يلجأ المسلم إلى تحصين نفسه بقراءة الأوراد والأذكار، والحفاظ على صلواته، وأن يكون دائمًا على وضوء، ويفضل قول هذا الدعاء “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون” للحد من الغرور في النفس:
- “اللَّهمَّ لاَ تؤَاخِذْنِي بِمَا يَقولونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا يَعْلَمونَ، واجْعلني خَيْرًا مِمّا يَظنُونَ.”
- “رب إني مسني الضر، وأنت أرحم الراحمين، لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجيناه من الغم، وكذلك ننجي المؤمنين.”
- “اللهم، إنك تعلم سري وعلانيتي وما نزل بي، ولا حول ولا قوة إلا بك، يا الله، يا علي، يا عظيم، فرج عني ما أهمني، وتول أمري بلطفك.
- وتداركني برحمتك وكرمك، إنك على كل شيء قدير.”
- “اللهم اجعلني ربي في حمى عزك، وحياط حرزك من مباغتة الدوائر ومعالجة البوائر.”
- ” اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأسرع من سئل، وأجود من أعطى.”
- “أنت الملك لا شريك لك، والفرد لا تهلك، كل شيء هالك إلا وجهك، لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، أنت القريب الشهيد، والداني الحق.”
- “حولت دون الثغور، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال. القلوب بين يديك.”
- “السر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت. الخلق خلقك، والعبد عبدك، أنت الله الرؤوف الرحيم.”
- “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، كل حق هو لك.
- وبحق السائلين عليك أن تقبلني في العشية، وأن تجيرني من النار برحمتك.”
- “اللهم إني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء، وأهوال عظائم الضراء، فأعزني ربي من صرعة البأساء.
- واحجبني عن سطوات البلاء، ونجني من مفاجأة النقم، واحرسني من زوال النعم ومن زلل القدم.”
- “واجعلني اللهم ربي في حمى عزك وحياط حرزك من مباغتة الدوائر ومعالجة البوائر.
- اللهم ربي وأرض البلاء، فاخسفها وجبال السوء فانسفها، وكرب الدهر فاكشفها، وعوائق الأمور فاصرفها.”
دلالة الدعاء على تواضع أبي بكر
- عندما يمتدح شخصٌ آخر، يشعر الممدوح بالفخر والسرور، ويبحث كثير من الناس عن هذا المدح.
- لكن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسعوا لذلك مطلقًا، على الرغم من أنهم كانوا الأكثر استحقاقًا للمدح، نظرًا لعلمهم العميق ودينهم القوي وأخلاقهم العالية، إلا أنهم كانوا يتحلون بتواضع عظيم.
- مبرهنًا على ذلك دعاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه: “اللهم أنت أعلم بي من نفسي”، حيث أظهر رغبته في التبرؤ من ذنوبه أمام الله حتى وهي قليلة.
نص دعاء (اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون)
كان أبو بكر الصديق عند مدح أي شخص له يقول: “اللهم، أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون”.