عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العُزّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزَاح بن عديّ بن كعب، يُكنى بأبي حفص، وهو يعد الفاروق وخليفة المسلمين الثاني. يُعتبر أمير المؤمنين العادل والبطل الذي قدّم إسهامات كبيرة في الفتوحات الإسلامية، مما ساعد على توسيع رقعة الأمة الإسلاميّة بشكل ملحوظ.
عُرف عمر بأنه أحد المبشّرين بالجنة، واستشهاده كان له تأثير عميق على الأمة الإسلامية وزعزع أمنها. وقد استمرت فترة خلافته لمدة عشر سنوات، والتي حكم خلالها الأمة الإسلامية بالحق والعدل، فرّق الله بينه وبين عذابه وأدخله جنات النعيم.
وفاته
كانت وفاة الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حدثاً مأساوياً، حيث تعرض للاغتيال على يد المدعو أبو لؤلؤة المجوسي الذي كان يترقب الفرصة المناسبة لتحقيق خطته. وقع الهجوم أثناء صلاة الفجر، عندما كان -رضي الله عنه- إمامًا للمصلين، حيث اقترب القاتل من عمر وطعنه ثلاث طعنات.
واستخدم المجوسي سكيناً تم غمسها في السم والتي أعدها سلفاً لهذا الغرض، بينما كان يحاول الهرب طعن أيضًا ثلاثة عشر صحابياً، أسفر ذلك عن وفاة سبعة منهم. وعندما أدرك المجوسي أنه محكوم عليه بالموت، أقدم على إنهاء حياته باستخدام نفس الخنجر.
دفنه
نُقل عمر إلى منزله، وعند استيقاظه من إغمائه قال: “الحمد لله الذي لم يجعل موتي على يدي رجل يدّعي الإيمان ولم يسجد لله سجدة”، إذ لم يكن يهتم بمن قتله أو أسباب اغتياله، بل كان همه الأكبر أن لا يكون قاتله مسلماً حقيقياً.
ثم نصحهم في موضوع الخلافة بأن ينتخبوا أحدهم من بين صفوفهم. وطلب من ابنه عبد الله بن عمر الذهاب إلى أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- للحصول على إذن ليُدفن بجوار صاحبيه رسول الله محمد -عليه الصلاة والسلام- وخليفته الأول أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.
وأوصى عمر ابنه، بأنه إذا قُبضت روحه أن يستأذن بإدخاله، فإن أذنت له فليُدخل، وإن لم تأذن رُدّ إلى مقابر المسلمين. وبعد وفاته، استأذنوا أم المؤمنين التي أذنت لهم بذلك.
وتم دفن -رضي الله عنه- بجوار صاحبيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في المدينة المنورة، في حجرة عائشة -رضي الله عنها-.
وصيته
أوصى الخليفة عمر -رضي الله عنه- الصحابة بعدد من الوصايا المهمة بعد تعرضه للطعن، حين أدرك أنه لن ينجو منها إلا بالشهادة. فقال: “أوصيكم بكتاب الله عز وجل؛ فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه، وأوصيكم بالمهاجرين؛ فإن الناس سيثنون وإياكم”.
“وأوصيكم بالأنصار؛ فإنهم شعب الإسلام الذين التجأوا إليه. وأوصيكم بالأعراب؛ فهم أصولكم ومادتكم، إنهم إخوانكم، وعدو عدوكم. وأوصيكم بذمتكم؛ فإنها ذمة نبيكم -صلى الله عليه وسلم- ورزق عيالكم. قوموا عني”.