يفخر الكثيرون بمعرفة الفرق بين التأريخ النسبي والتأريخ المطلق. يُستخدم التأريخ النسبي لتحديد ما إذا كان الكائن أصغر أو أكبر من الأشياء الأخرى الموجودة في نفس الموقع.
على الرغم من ذلك، لا يوفر التأريخ النسبي تواريخ محددة، بل يُظهر ما إذا كانت إحدى القطع الأثرية أو الأحفورية أقدم من القطع الأخرى. في المقابل، يقدم التأريخ المطلق تواريخ ونطاقات زمنية دقيقة.
الفروقات بين التأريخ النسبي والمطلق
فيما يلي شرح لألية عمل كل من التأريخ النسبي والتأريخ المطلق، مع الإشارة إلى الاختلافات بينهما:
- التأريخ المطلق هو تقنية تستخدم لتحديد العمر الدقيق للقطعة الأثرية أو الموقع الأثري.
- تتضمن تقنيات التأريخ المطلق طرقاً متعددة، مثل التأريخ بالكربون.
- أما التأريخ النسبي، فإنه يعتمد على أساليب محددة لتحديد ما إذا كان الكائن أو العنصر أقدم عند مقارنته مع الآخرين.
- بناءً على ذلك، نقول إن التأريخ المطلق يحدد العمر الرقمي، بينما التأريخ النسبي ينظم الحفريات وفقاً لترتيب نسبي.
التفاصيل الخاصة بأساليب التأريخ النسبي والمطلق
يتفاوت التأريخ النسبي عن المطلق في طرق الاستخدام، وقد قام العلماء بتوضيح هذه الفروقات كما يلي:
- تستخدم أربع طرق رئيسية في التأريخ المطلق، وهي: التأريخ الإشعاعي، وتأريخ الأحماض الأمينية، والتشجير، والتلألؤ الحراري.
- بينما تشمل طرق التأريخ النسبي الطبقية الحيوية، والطبقات الأرضية، والتأريخ المتقاطع.
أساليب التأريخ النسبي
يمكن تنفيذ التأريخ النسبي بواسطة مجموعة من الطرق، والتي نوضحها في الآتي:
علم الطبقات
- إذا اعتبرنا أن طبقات التربة تتراكم فوق بعضها، فإن الطبقات السفلى تكون عادة أقدم من العليا.
- يساعد علم الطبقات علماء الآثار في بناء تسلسل زمني نسبي يتدرج من الأقدم (أسفل) إلى الأحدث (أعلى).
- من الجيد معرفة أن القطع الأثرية الموجودة في هذه الطبقات قد تكون قديمة على الأقل بمقدار عمر الرواسب التي تم اكتشافها.
نموذج التسلسل
- كان هذا النموذج شائعًا في منتصف القرن العشرين، حيث يقوم بتتبع التغييرات في الأنماط المميزة للقطع الأثرية الموجودة في الموقع.
- تم تطوير التسلسل الزمني على أساس الفرضية القائلة بأن نمطًا ثقافيًا واحدًا سيحل تدريجياً محل النمط السابق على مر الزمن.
التأريخ بالفلور
- تعتمد هذه التقنية على تحليل كمية الفلورين الكيميائية التي تمتصها العظام من التربة المحيطة.
- تستخدم هذه الطريقة لتحديد مدة بقاء العينة في الأرض بشكل دقيق.
أساليب التأريخ المطلق
يمكن القيام بالتأريخ المطلق من خلال عدة طرق، والتي وضحها العلماء كما يلي:
التأريخ بالكربون المشع
- تُعد هذه التقنية واحدة من أكثر تقنيات التأريخ الإشعاعي شهرة.
- تقوم هذه الطريقة بقياس تحلل النظير المشع كربون-14 (C-14) في المواد العضوية.
- توجد هذه المادة بكثرة في الرواسب الأثرية، مثل الخشب والنباتات والمنسوجات.
التأريخ الشجري
- من المعروف أن معظم الأشجار تنتج حلقة جديدة من الخشب سنويًا.
- لذا، يستفيد علماء الآثار من التباينات في المقاطع العرضية للخشب لتوليد جداول زمنية دقيقة.
التلألؤ الحراري
- تستخدم هذه الطريقة لتحديد عمر الفخار والسيراميك.
- كما يمكن استخدامها لتأريخ المواد التي تحتوي على معادن بلورية لها تاريخ معين في الماضي.
التأريخ بمسار الانشطار
- تعمل هذه التقنية على تحديد عمر المعادن والنظائر وفقًا للأضرار الناجمة عن الانشطار التلقائي لليورانيوم 238، وهو الأكثر وفرة من نظائر اليورانيوم.
بوتاسيوم-أرجون (K-Ar) وأرجون-أرجون (Ar-Ar)
يتم ذلك من خلال قياس نسبة غاز الأرجون في الصخور البركانية النارية لتقدير المدة الزمنية التي انقضت منذ أن Cool الصخور ثم تصلبها.
التأريخ الأثري المغناطيسي
يشمل تحليل الجسيمات المغناطيسية في معظم المواد ذات الأصل الجيولوجي، مثل الصخور والطين.
يهدف هذا إلى متابعة التغيرات في الحقول المغناطيسية للأرض عبر الزمن.
الاختلافات بين التأريخ النسبي والمطلق من حيث الكمية والدقة
عند تناول الفروقات بين التأريخ النسبي والمطلق من حيث الدقة والكم، يمكن توضيح الأمور على النحو التالي:
- تتميز الدقة في التأريخ المطلق بالمستوى المرتفع، في حين أن التأريخ النسبي يوفر دقة أقل.
- يعتبر العمر المطلق قياسًا كميًا، بينما العمر النسبي فهو قياس نوعي.
- يعمل التأريخ المطلق بشكل أفضل مع الصخور النارية والصخور المتحولة.
- بينما يتفوق التأريخ النسبي على الصخور الرسوبية التي تحتفظ بترتيبها الطبقي.
الاختلافات بين التأريخ النسبي والمطلق من حيث الوقت والتكلفة
توجد اختلافات واضحة بين التأريخ النسبي والمطلق فيما يتعلق بالوقت والتكلفة، ونوضح تلك الفروقات بما يلي:
- تُعتبر طرق التأريخ المطلق مرتفعة التكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا.
- بينما التأريخ النسبي يعتبر أقل تكلفة وأكثر فعالية.
- التأريخ المطلق يُعد الخيار المفضل لتحديد العمر الدقيق لأي قطعة أثرية تاريخية، بينما التأريخ النسبي ينظم العمر لعدد من العينات.
- بناءً على ذلك، يُعتبر التأريخ المطلق قياسًا كميًا، في حين أن التأريخ النسبي يُعتبر قياسًا نوعيًا، حيث تكمن الفروقات الرئيسية بين التأريخين في دقة القياس.