أبو جعفر المنصور
ولد الخليفة العباسي عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، المعروف بلقب أبي جعفر المنصور، والمشهور بألقاب متعددة مثل أبي الخلفاء، ومدرك التراب، وعبد الله الطويل، وأبي الدوانيق، في منطقة الحُميمة عام 95 هجرياً. ومن المهم الإشارة إلى دعمه لأخيه السفاح في تثبيت حكم بني العباس، حيث تولى إدارة أذربيجان، والجزيرة، وأرمينيا، وكان أخوه قد عهد إليه بخلافة الحكم من بعده.
تميز أبو جعفر المنصور بمهارته في الإدارة وثباته وصبره في مواجهة التحديات؛ إذ لم يعرف عنه الانجراف نحو اللهو والعبث. كما كان يسعى دائماً لجمع الثروات وبناء التحصينات والأسوار. بالإضافة إلى ذلك، أبدى اهتماماً كبيراً بالعلوم والمعارف، حيث درس الأدب والفقه والفلك والفلسفة، وقدم الدعم للعلماء والمفكرين. ومن الناحية الجسدية، كان يتمتع أبو جعفر بطول القامة ورشاقة الجسم، وكان ذو حاجبين عريضين، وبشرة سمراء، ووجه معرق، وجبهة واسعة.
تولي أبي جعفر المنصور الخلافة
تولى أبو جعفر المنصور الحكم بعد وفاة أخيه أبي العباس السفاح، بينما كان يشغل منصب أمير الحج في الحجاز. حينها، أخبره عيسى بن موسى بوفاة أخيه ومبايعة أهل العراق له بالخلافة. وكان يجب على أبي جعفر حماية منصبه من التهديدات التي تمثلت في ثلاثة أطراف رئيسية: عمّه عبدالله بن علي، وأبو مسلم الخراساني، وأقارب آل علي بن أبي طالب. وبفضل حنكته السياسية وذكائه العسكري، تمكن من القضاء على عمّه بمساعدة أبو مسلم، ثم تخلص من أبي مسلم بدبلوماسية، مما مكنه من الانفراد بالحكم والسيطرة على الدولة.
وفاة أبي جعفر المنصور
استمر أبو جعفر المنصور في حكم الدولة العباسية لمدة 22 عاماً، حيث انتهت خلافته بوفاته في عام 158 هجري (775 ميلادي) عن عمر يناهز الثالثة والستين. ومن الجدير بالذكر أنه كان في ذلك الحين مُحرِماً أثناء أداء فريضة الحج، وعانى من مرض باطني مزمن أدى إلى وفاته بالقرب من بئر ميمون، حيث دفن في مقبرة الحجون بمكة المكرمة.