الموقع الجغرافى للجزائر
تقع الجزائر في الجهة الشمالية الغربية من قارة أفريقيا، حيث تَحتل موقعًا فلكيًا على دائرة عرض ’42°36 شمالاً، وخط طول ’13°3 شرقاً. تُعتبر ولاية إليزي أقصى نقطة شرق الجزائر حيث تمتد على خط طول ’00 °12 شرقاً، في حين تُحل الحدود الجزائرية الغربية مع الصحراء الغربية والمغرب على خط طول ’40° 8 غرباً. أما أقصى جهة شمال البلاد فهي مدينة سكيكدة التي تقع على دائرة عرض ’05 37° شمالاً، وأقصى نقطة جنوبًا تَشترك فيها الجزائر مع مالي في بلدية تين زواتين التابعة لولاية تمنراست على دائرة عرض ’58 °18 شمالاً.
تتجاوز المساحة الإجمالية للجزائر 2.4 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر دولة في أفريقيا. يَحدّها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، بينما تحدّها تونس من الشمال الشرقي بطول حدود يصل إلى 965 كيلومتر. ومن الشمال الغربي، تحدّها المغرب بطول 1,559 كيلومتر. أمّا من الجنوب الشرقي فتحدّها النيجر بحدود تبلغ 956 كيلومتر، بينما من الجنوب الغربي تحدّها مالي وموريتانيا وحدودهما تصل إلى 1,839 كيلومتر. ومن الشرق، تحدّها ليبيا بحدود 982 كيلومتر، فضلاً عن وجود حدود تمتد 42 كيلومترًا مع منطقة الصحراء الغربية.
أهمية الموقع الاستراتيجي للجزائر
تُمثل الجزائر نقطة انطلاق استراتيجية للاستثمار في مختلف المجالات، بفضل مناخها الملائم والأمن والاستقرار السائد فيها. تُعتبر الجزائر بمثابة بوابة رئيسية بين قارتي أفريقيا وأوروبا، مما يُتيح وفرة من الفرص الاقتصادية. كما أن موقعها الجغرافي يسهم في إمكانية الاستفادة المثلى من الطاقة الشمسية، حيث تتجاوز ساعات الإشعاع الشمسي في الجزائر 2,000 ساعة سنويًا، وقد تصل في منطقة الصحراء الكبرى إلى 3,370 ساعة.
يتميز الجزء الشمالي بمعدلات إشعاع شمسية عالية تبلغ 2,650 كيلوواط في الساعة لكل متر مربع. وفي عام 2016، تجاوز إجمالي الطاقة الشمسية المركبة في الجزائر الـ 240 ميجاواط. تسعى الحكومة بموجب خطة التنمية الوطنية للطاقة المتجددة إلى تحقيق قدرة توليد تبلغ 22 جيجاواط بحلول عام 2030، حيث ستمثل الطاقة الشمسية حوالي 60% من طاقة الإنتاج، مما يُتوقع أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة الشمسية.
الجغرافيا العامة للجزائر
تتكون الجزائر من ثلاث مناطق جغرافية رئيسية، لكل منها مناخها الفريد: أولاً، الصحراء الكبرى التي تشغل المساحة الأكبر، ثانياً، السهول الساحلية الخصبة التي تمتد على طول البحر الأبيض المتوسط شمالاً، وثالثاً، الهضاب المرتفعة جنوبًا والتي تشمل سهول متموجة تمتد لأكثر من 600 كيلومتر. يُعتبر جبل تاهات أعلى قمة في الجزائر، بينما تُعتبر بحيرة شط ملغيغ الملحية أدنى نقطة في البلاد، وتُعد أكبر بحيرة في الجزائر بمساحة قصوى تُقدر بحوالي 6,700 كيلومتر مربع.
المناخ في الجزائر
يَسود المناخ المتوسطي شمال الجزائر، حيث يكون حارًا صيفًا معتدلاً شتاءً، بالإضافة إلى كميات أمطار وفيرة. أما في الجنوب، فيسود مناخ حار صيفًا وبارد شتاءً مع هطول أمطار خفيفة في مناطق السهول العليا. ومع كون نحو 80% من البلاد يُمثلها الصحراء الكبرى، فإن المناخ السائد فيها يكون شديد الحرارة خلال الصيف، حيث تصل درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 50 درجة مئوية، في حين تكون درجات الحرارة معتدلة أثناء النهار وباردة ليلاً خلال فصل الشتاء.
الموارد الطبيعية في الجزائر
تتمتع الجزائر بموارد طبيعية غنية تشمل النفط والغاز الطبيعي، وهي عضو في منظمة أوبك، حيث تحتل المرتبة السادسة عشرة في احتياطي النفط عالميًا، وتمتلك ما يُعادل عُشر الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي. تُعتبر الجزائر سادس أكبر دولة مُصدّرة للغاز، وتمتاز أيضًا بوجود ثالث أكبر احتياطي من الغاز الصخري. فيما يلي أهم الموارد الطبيعية في الجزائر:
- النفط والغاز الطبيعي: تُنتج الجزائر حوالي 1.1 مليون برميل من النفط يوميًا، حيث يتم استخراجها من حقول النفط في عجيلة وحاسي مسعود، مع وجود حقول الغاز الطبيعي المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، حيث يُقدّر احتياطي الغاز بحوالي 2.9 تريليون قدم مكعب.
- الذهب والزئبق: تُعد الجزائر من الدول الغنية بالذهب والزئبق، وهي من كبار منتجي الزئبق، حيث تنتج 25% من الزئبق المستخدم عالميًا، ويأتي إنتاجه اعتمادًا على الأسعار العالمية.
- مخزون الهيليوم: تمتلك الجزائر نحو 21% من مخزون الهيليوم العالمي وتُعتبر ثاني أكبر دولة إنتاجاً بعد الولايات المتحدة، حيث يتم استخراجه أساسًا من الغاز الطبيعي المتوقع.
- الحديد: يُوجد مخزون كبير من الحديد الخام في جنوب غرب الجزائر، وقد بلغ إنتاجه في السبعينيات 4.2 مليون طن سنويًا، يُستخدم محليًا وفي التصدير.
- المياه: تدعم المنطقة الساحلية صيد الأسماك الذي يُعتبر مصدر غذاء رئيسي ورافدًا لصادرات البلاد.
- التربة: تشغل الأراضي الصالحة للزراعة فقط 3.4% من المساحة الكلية للدولة بسبب اتساع الصحراء.
- التنوع البيولوجي: يتمتع التنوع البيولوجي الطبيعي والزراعي في الجزائر بغنى ملحوظ، حيث يصل عدد الأنواع المعروفة إلى ما يقارب 16,000 نوع.
- الطاقة الشمسية: تُعد الجزائر من أكبر الأسواق للطاقة الشمسية في أفريقيا بفضل موقعها الجغرافي المثالي، مما يتيح لها تعزيز الابتكار في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة.
نبذة عن الجزائر
تُعرف الجزائر بأنها دولة عربية إسلامية تقع شمال أفريقيا، تمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالًا إلى أعماق الصحراء الكبرى جنوبًا. تمثل هذه الصحراء أكثر من أربعة أخماس مساحتها. وفقًا لإحصاءات عام 2019، يُقدّر عدد سكان الجزائر بحوالي 43,368,990 نسمة، مما يجعلها الدولة الرابعة والثلاثين من حيث الكثافة السكانية عالمياً.
عاصمة الجزائر هي المدينة الساحلية التي تحمل نفس الاسم، وهي مزدحمة بالسكان وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط. تحيط بها ناطحات السحاب والمباني الحديثة، بينما تُعتبر وهران ثانياً في عدد السكان، تقع قرب الحدود مع المغرب.
تتكون الجزائر من 48 محافظة وأكثر من 1,500 بلدية، حيث يعيش حوالي 75% من السكان في مناطق حضرية. يبلغ عدد سكان العاصمة حوالي 3.146 مليون نسمة، وتُعد وهران المدينة الثانية الوحيدة التي تفوق عن مليون نسمة من حيث عدد السكان، بينما تتوزع المدن الأخرى مثل قسنطينة وعنابة والبليدة وباتنة، حيث يصل عدد سكانها مجتمعة إلى أقل من 500,000 نسمة.