مقدمة
تقع مدينة عكا في فلسطين، وتعتبر من أبرز المدن الساحلية الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد. تبعد عكا حوالي 180 كيلومتراً عن مدينة القدس، عاصمة فلسطين، وتحديداً في الجهة الشمالية الغربية منها. تحتل المدينة مساحة تقدر بحوالي 14 كيلومتراً مربعاً، وبلغ عدد سكانها حوالي 28 ألف نسمة في عام 2008.
تأسيس مدينة عكا
تأسست مدينة عكا قبل حوالي 3000 عام قبل الميلاد، على يد الكنعانيين الذين أطلقوا عليها اسم “عكو”، وهو اسم يعني “الرمل الحار”. أصبحت عكا لاحقاً جزءاً من الدولة الفينيقية، وتعرضت لتاريخ طويل مليء بالهجمات من قبل عدة دول وأقوام، مثل الهجمات الإغريقية والرومانية والفرنجية والفرسية، إضافة إلى هجمات نابليون بونابرت والاحتلال البريطاني، وآخرها الاحتلال الصهيوني. ويدل دخول العرب إلى عكا في عام 16 هجرية، الموافق لعام 636 ميلادياً، على أهمية المدينة؛ حيث قاد الفتوح القائد المسلم والصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة. بعد أربع سنوات من الفتح، قام معاوية بن أبي سفيان بتأسيس ورشة لصناعة السفن فيها، وبرزت عكا كمركز لانطلاق الحملات البحرية الإسلامية، بما في ذلك الغزوة الأولى إلى جزيرة قبرص عام 28 هجرية. خلال فترة الحكم الإسلامي، تعرضت المدينة للعديد من الهجمات، ولكن المسلمين صمدوا في وجهها وعزَّزوا من قوتهم، بفضل تصديهم للاعتداءات الفرنجية وهجمات نابليون، التي شهدت صمود أحمد باشا الجزار. واليوم، تعاني عكا من الاحتلال الصهيوني الذي جعلها جزءاً من دولتهم المزعومة.
مميزات مدينة عكا
تشتهر مدينة عكا بجمال معمارها الفريد وروعة الأبنية التاريخية التي تتميز بها. تعد الأسوار القديمة من أبرز معالم المدينة، حيث تجذب السياح والزوار الراغبين في اكتشاف عراقة المدينة. من بين المعالم البارزة في عكا، نجد خان العمدان والسراي القديم والأسوار والقلعة التي شهدت مقتل الشبان الثلاثة، محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي، رحمهم الله. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن المدينة مساجد مهمة مثل مسجد الميناء ومسجد الجزار، وكنائس ككنيسة القديس يوحنا وكنيسة القديس جورجيوس، فضلاً عن العديد من المعالم الأخرى. تمثل كل قطعة من حجر عكا إرثاً ثقافياً وتاريخياً غنياً.
