يعد الكبد من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث يؤدي دورًا أساسيًا كفلتر لتنقية الجسم من السموم والدهون الضارة، مما يساهم في الحفاظ على صحة الجسم العامة ويقوم أيضًا بإنتاج المواد الكيميائية الحيوية اللازمة لعملية الهضم.
يعتبر الكبدغدة هضمية ملحقة، حيث ينتج الصفراء التي تلعب دورًا مهمًا في عملية الهضم من خلال استحلاب الدهون. يتم تخزين الصفراء في المرارة، وهو كيس صغير يقع تحت الكبد، ثم تنتقل إلى الأمعاء لإكمال عملية الهضم.
موقع الكبد في جسم الإنسان
- يقع الكبد في الربع العلوي الأيمن من البطن، أسفل الحجاب الحاجز، إلى جانب المعدة والكلى اليمنى والأمعاء، ويتميز بلونه البني المائل إلى الاحمرار.
- يتكون الكبد من فصين، وكل فصيص يتضمن ثمانية قطع متصلة تحتوي على فصوص صغيرة تحتوي بدورها على آلاف الفصوص المترابطة عبر قنوات صغيرة متصلة بالقنوات الكبيرة التي تشكل في النهاية القناة الكبدية. يتم عبر هذه القناة نقل المواد التي ينتجها الكبد إلى المرارة والأمعاء.
- يصل وزن الكبد عند الذكور البالغين إلى حوالي (1.4-1.5 كجم)، بينما يتراوح وزنه عند الإناث البالغات بين (1.2-1.4 كجم).
- يعتبر الكبد أكبر عضو داخلي وأكبر غدة في جسم الإنسان، حيث يرتبط بأكبر وأهم الأوعية الدموية مثل الشريان الكبدي الذي يحمل الدم الغني بالأكسجين من الشريان الأورطي والوريد البابي الذي ينقل الدم الغني بالمواد الغذائية المهضومة من الجهاز الهضمي ومن الطحال والبنكرياس.
وظيفة الكبد في الجسم
- يتكون الكبد من فصيصات، وهي وحدات وظيفية تحتوي على ملايين من الخلايا الكبدية المرتبطة عبر النسيج الضام عن طريق الأوردة والشرايين.
ويقوم الكبد بتنفيذ عدة وظائف رئيسية، من أهمها:
- إفراز مادة الصفراء، وهي سائل قاعدي يتم تخزينه في المرارة، وتعمل على إذابة الدهون في الأمعاء والتخلص من الفضلات.
- إنتاج منتجات الكيراتين للبلازما الدموية.
- إنتاج الكوليسترول وبروتينات معينة تساهم في نقل الدهون داخل الجسم.
- تخزين الجلوكوز في شكل جليكوجين وإطلاقه عند الحاجة.
- تحويل الأمونيا الضارة إلى يوريا وإخراجها في البول.
- تنقية الدم من المواد الكيميائية السامة الناتجة عن تناول الأدوية.
- تنظيم عملية تجلط الدم.
- مقاومة الأجسام الغريبة والبكتيريا الضارة عبر إفراز عوامل مناعية مختلفة.
- التخلص من خلايا الدم الحمراء التالفة من خلال إفراز مادة البيليروبين مع الصفراء، لذلك يمر الدم القادم من المعدة والأمعاء عبر الكبد أولاً.
- تخزين الفيتامينات وتحليل المواد السامة الناتجة عن الكحول والأدوية.
الأمراض الخاصة بالكبد وأعراضها
يتعرض الكبد للعديد من الأمراض التي تعيق وظائفه، ومنها:
التهاب الكبد الوبائي
- ينقسم هذا المرض بحسب نوع الفيروس إلى أشكال مختلفة (A، B، C، D، E) ويحدث نتيجة العدوى فيروسية عبر الدم أو الطعام أو الماء الملوث.
- تعتبر الفيروسات (C و D) من أخطر الأنواع، حيث تسببان أمراض مزمنة للكبد وتعدان من أبرز أسباب تليف الكبد وتشمعه.
أعراض التهاب الكبد الوبائي:
- التعب الشديد والغثيان.
- ألام في البطن.
- اسوداد البول.
- التقيؤ.
- قد تؤدي الحالة إلى الوفاة إذا لم تعالج في الوقت المناسب.
متلازمة بود كيارى
- تحدث هذه المتلازمة عندما يحدث انسداد في الأوردة الكبدية، مما يؤدي إلى تضخم الكبد وحدوث آلام شديدة في البطن.
مرض التشمع الصفراوي الكبدي
- يحدث نتيجة تدمير القنوات الصفراوية مما يؤدي إلى رفع مستوى الكوليسترول في الجسم، ويعتبر من الأمراض المناعية الذاتية، حيث يهاجم الجسم نفسه مسببًا تلف القنوات.
- يمكن أن يؤدى ذلك إلى تشمع الكبد وتراكم العصارة الصفراوية فيه، مما يسبب اختلالًا في وظائفه، وغالبًا ما يصيب هذا المرض النساء فوق سن الخمسين.
سرطان الكبد
يعتبر سرطان الكبد من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا، وعادة ما يحدث نتيجة:
- التدخين.
- السمنة المفرطة.
- تناول المشروبات الكحولية.
- داء السكري.
قد يؤدي تشمع الكبد إلى الإصابة بهذا المرض بسبب اختلال وظائفه، ومن أعراضه:
- الإرهاق والشعور بالتعب.
- فقدان الوزن والشهية بشكل ملحوظ.
- بعض المرضى قد يحتاجون إلى إجراء عملية استئصال للجزء المصاب، حيث يمكن للإنسان أن يعيش أقل من نص فص من الكبد، وفي حال استئصاله بالكامل يمكن إجراء زراعة كبد.
الأعراض المصاحبة لبعض الأمراض الكبدية
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الغثيان والتقيؤ.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- الإرهاق والتعب العام.
- ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
- ألم في المفاصل والعظام بسبب نقص الكالسيوم.
- شحوب البشرة وتغيير لونها إلى الأصفر.
- اسوداد البول.
إذا شعرت بأي من هذه الأعراض، يجب عليك التوجه إلى طبيب مختص لتشخيص سريع وعلاج فعال.
الفحوصات والإجراءات اللازمة لتشخيص أمراض الكبد
- فحوصات الدم.
- التصوير بالأشعة السينية.
- التصوير بالأشعة فوق الصوتية.
- المسح الضوئي أو المسح الإشعاعي.
كيفية حماية الكبد من الأمراض
يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا لحماية الكبد للحفاظ على وظيفته بكفاءة، وذلك من خلال:
- شرب كميات كافية من الماء، حيث يساعد في نقل السموم إلى الكبد لتنقيتها.
- التوقف عن استهلاك المشروبات الكحولية لما لها من تأثيرات سلبية على صحة الكبد.
- اتباع نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضراوات، لدعم صحة الكبد وباقي أعضاء الجسم.
