موقع نشأة نهر النيل

نهر النيل

نهر النيل هو الأطول في العالم، حيث يمتد بطول يبلغ حوالي 6,650 كيلومتراً. يُطلق عليه في الكثير من الثقافات القديمة اسم “كيم” أو “كيمي”، مما يعني “النهر الأسود”، نظراً للون الرواسب التي يحملها خلال فترات الفيضان. يبدأ نهر النيل من الجنوب عند خط الاستواء، ويتجه شمالاً عبر شمال شرق أفريقيا ليصب في البحر الأبيض المتوسط، حيث تغطي مساحة حوضه نحو 3.3 مليون كيلومتر مربع. يقع نهر النيل بين تلال البحر الأحمر والهضبة الأثيوبية من الشرق، والمرتفعات في شرق أفريقيا من الجنوب، وحوض الكونغو وتشاد من الغرب. كما يمر النهر عبر عشر دول تشمل: تنزانيا، بوروندي، رواندا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينيا، أوغندا، جنوب السودان، إثيوبيا، السودان، وأخيراً، الجزء المزروع من مصر. هذا النهر كان شهادة على الحضارات المتقدمة التي نشأت على ضفافه، حيث أسس سكانه القدماء فنون الزراعة واستخدموا أدوات مهنية مثل المحراث.

منبع نهر النيل

ينشأ نهر النيل من مصدرين رئيسيين: بحيرة فيكتوريا، التي تقع على حدود أوغندا، تنزانيا، وكينيا، وتُعتبر ثالث أكبر البحيرات العظمى في العالم، وبحيرة تانا في إثيوبيا. وفيما يلي توضيح كيفية تدفق المياه من هذين المصدرين إلى نهر النيل:

  • بحيرة فيكتوريا: يتمتع نهر النيل بمصادر مائية تبدأ من بحيرة فيكتوريا، حيث يُصبّ النهر في نيل ألبرت، الذي يمر عبر الأراضي السودانية وصولاً إلى شلالات فولا في مدينة نيمولي. يعبر النيل منطقة المستنقعات الكثيفة ويتوسع حتى يلتقي بنهر السوباط القادم من هضبة الحبشة، ليصبح النيل الأبيض، الذي يتميز ببطء تدفق مياهه. يمر النيل الأبيض عبر العاصمة السودانية الخرطوم، حيث يلتقي بالنيل الأزرق، مُشكِّلاً مُجمل نهر النيل. يُلاحظ أن النيل الأبيض يسهم بنسبة أقل في مياه النهر مقارنة بالنيل الأزرق بسبب تبخر المياه عند المستنقعات.
  • بحيرة تانا: تعتبر بحيرة تانا إحدى أكبر البحيرات في إثيوبيا، بمساحة تقارب 3000 كيلومتر مربع. تُغذيها مجموعة من الروافد، وأشهرها نهر الأباي، الذي يتدفق من الشمال. تُعد بحيرة تانا من المصادر الأساسية لنهر النيل، حيث تصبّ مياهها بين جزيرتي ويرى مريام وشيمابو، مُشكِّلة نهر الأباي الكبير، المعروف بالنيل الأزرق، الذي يُغذي نهر النيل بما نسبته 85% من موارده المائية. يستمر النيل الأزرق في مساره حتى يصل إلى سد الروصيرص ويتقاطع مع نهري الرهد والدندر داخل السودان، ثم يلتقي بالنيل الأبيض عند المقرن في الخرطوم على ارتفاع 373 م، ويتابع بعد ذلك عبر الحدود بين مصر والسودان، وصولاً إلى بحيرة ناصر الصناعية خلف السد العالي. وفي عام 1998، انفصلت أجزاء من هذه البحيرة في الصحراء الغربية، مُشكّلة بحيرات توشكي. النهر يتفرع لاحقاً إلى فرعين: فرع دمياط في الشرق وفرع رشيد في الغرب، حيث ينتهي بهما المطاف في البحر الأبيض المتوسط.

الحياة النباتية والحيوانية في مجرى نهر النيل

يمتاز حوض نهر النيل بتنوع كبير في الحياة النباتية والحيوانية، بدءًا من منبعه إلى مصبه. حيث توجد الغابات المطيرة الاستوائية على الحدود بين نهر النيل ونهر الكونغو في جنوب غرب إثيوبيا. الرطوبة العالية تؤدي إلى تشكل غابات كثيفة تحتوي على مجموعة متنوعة من الأشجار مثل الأبنوس والموز والمطاط والخيزران، بالإضافة إلى شجرة البن. هناك أيضاً السافانا، التي تُظهر تنوعًا في نمو الأشجار والأعشاب، خاصة في أجزاء من الهضبة الأثيوبية وبالقرب من بحيرة الهضبة. تُهيمن مزيج من الأدغال الرقيقة والأشجار الشائكة والمراعي المفتوحة في السهول السودانية، وتتواجد فيها أوراق البردي وأعشاب طويلة مثل البامبو والقطن. في المناطق الصحراوية شمال الخرطوم، توجد شجيرات قليلة تعاني من قلة الأمطار. أما بالنسبة لنهر النيل، فهو يحتوي على أنواع متعددة من الأسماك، بما في ذلك سمكة جثم النيل، وسمك البلطي، وأنواع مختلفة من سمك السلور، بالإضافة إلى الثعابين الشائعة وسمك البحر الشوكي في بحيرة فيكتوريا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *