أبو بكر الصديق: أول من أسلم من الرجال
يُعتبر عبد الله بن عثمان – المعروف بأبي قحافة – الصحابي الجليل أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – أول من أسلم من الرجال. ويجمعه مع النبي – صلى الله عليه وسلم – نسب يعود إلى مرة بن كعب، وقد وُلِد أبو بكر بعد عام الفيل بفترة تصل إلى سنتين وستة أشهر.
كان – رضي الله عنه – من أشراف مكة وتجارها، وقد لعب دوراً بارزاً بعد ظهور الإسلام؛ حيث قدم الكثير من الجهد والمال في سبيل الدعوة، وكان له تأثير كبير في تحرير الموالى. وقد وُصف فقال: (يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على نوائب الحق).
عمق إخلاص أبي بكر للنبي
تميز أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – بأخلاقه الرفيعة قبل وبعد الإسلام، إذ اشتهر بالكرم والعقل والحكمة. وقد أُطلق عليه لقب “الصدّيق” بسبب صدقه وإيمانه الثابت بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في جميع المحن، فقد صدّقه يوم البعث كأول مسلم بلا تردد، وأيضاً صدّقه بعد حادثة الإسراء والمعراج، على الرغم من كونها معجزة قد تكون صعبة التصديق للوهلة الأولى. نتيجة لذلك، حظي بلقب الصدّيق من الله ورسوله، فهو ليس فقط صادقاً بل هو قدوة في الصدق في القول والعمل.
ويُروى في الحديث الصحيح: (لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتدّ بعض من آمن به، وذهبوا إلى أبي بكرٍ، وقالوا: هل لك إلى صاحبك الذي يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيت المقدس؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس ثم عاد قبل أن يصبح؟ فقال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقُه بخبر السماء في غدوه أو رواحه، ولذلك سُمّي أبو بكر الصديق).
مكانة أبو بكر الصديق في الإسلام
استحق أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – مكانة رفيعة عند الله – عز وجل – وعند النبي – صلى الله عليه وسلم – وعند الصحابة، وما زال يُذكر هذا الصحابي الجليل بخير حتى اليوم. ومن مظاهر مكانته العظيمة لدى المسلمين:
- خاطب الله – عز وجل – أبو بكر الصديق بصيغة الجمع تكريماً لمكانته العالية، ولقّبه بالأتقى بعد إنفاقه ماله في سبيل الله.
- يُعتبر أبو بكر من العشرة المبشرين بالجنة.
- تميزت منزلة أبو بكر عند النبي – صلى الله عليه وسلم – بالسمو، فقد كان رفيق الهجرة الذي شاركه كل ما يملك، فقال: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي).
- تزوج النبي – صلى الله عليه وسلم – من عائشة بنت أبي بكر – رضي الله عنهما – ليجمعهم النسب ويكونوا الأقرب له.
- كانت جهود أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – سببًا في إسلام عدد من كبار الصحابة مثل عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، مما يُدخله في ميزانه يوم القيامة.
- بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – اتفق الصحابة جميعًا على مبايعته خليفة للمسلمين.