تتميز الفروق بين الفاسق والكافر بوضوح، حيث يُعتبر الفاسق هو الشخص الذي يقوم بفعل المعصية ويُصر عليها، مع جهره بها أمام الآخرين. في حين أن الكافر هو الذي ينكر وجود الله ويبتعد عن الإيمان به. ومن هنا يمكن القول بأن كل كافر يُعتبر فاسقًا، ولكن ليس كل فاسق يُعد كافرًا.
قد ورد ذكر الفسق في العديد من الآيات القرآنية، مما يدل على خطورة الفاسق في المجتمع. ومن هنا، وضع الدين الإسلامي ضوابط للتعامل مع الفاسق والكافر حتى نحمي أنفسنا من تأثيراتهم السلبية.
الفروق بين الفاسق والكافر
يمكن تلخيص الفروق بين الفاسق والكافر في النقاط التالية:
- الفاسق هو الذي يُصِر على ارتكاب المعاصي ويجهر بها، فضلًا عن أنه يمضي في طريق الضلال دون خشية من الله.
- أما الكافر، فهو الذي لا يؤمن بالله نتيجة لجحود لقلبه، كما ينكر رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من توجيهات.
- الفسق قد يؤدي إلى الكفر في حال عدم السعي للتوبة بشكل عاجل.
- على العموم، يُمكن القول إن كل كافر يُعتبر فاسقًا، لكن ليس كل فاسق يُعد كافرًا، حيث إن الكفر يعد أعم وأشمل من الفسق.
من هو الفاسق؟
يُعرف الفاسق بأنه الشخص الذي يخرج عن طاعة ربه ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويمكن تقسيم الفسق إلى نوعين: الفسق الأكبر وهو الكفر، والفسق الأقل. فيما يلي توضيح لكل منهما:
الفسق الأكبر
الفسق الأكبر هو بمعنى الكفر، والدليل على ذلك هو قول الله تعالى: “إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه”. وأيضًا قوله تعالى: “وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم: ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون”.
في الفقه الإسلامي، يُشير مصطلح “الفسق” إلى المعصية أو الخطيئة، ويدل على عدم الامتثال لأحكام الشريعة الإسلامية أو الانحراف عن السلوك المقبول شرعًا. يُعتبر الفسق تصرفًا مُخالفًا للأوامر والنواهي الشرعية، سواء من خلال ارتكاب أفعال محظورة أو التخلي عن الواجبات الدينية، ومن الأمثلة على ذلك الزنا، والسرقة، وشرب الخمر.
من هو الكافر؟
أنواع الكفر
يمكن تصنيف أنواع الكفر إلى:
- الكفر الأكبر: وهو خروج الشخص عن ملة الإسلام من خلال عدم الإيمان بالله والتوجه لعبادات أخرى مثل عبادة الأصنام وغيرها من الأديان.
- الكفر الأصغر: وهو ما يقتصر على المعاصي فقط، مثل عدم أداء الصلاة والزكاة والواجبات التي فرضها الله على المسلمين.
هل تُقبل شهادة الكافر والفاسق؟
قد يتساءل البعض: هل تُقبل شهادة الكافر أو الفاسق؟ وتكون الإجابة كالتالي:
- لا تُقبل شهادة الفاسق أو الكافر، وذلك استنادًا لقوله تعالى: “وأشهدوا ذوي عدل منكم”.
- إلا أن شهادة الفاسق قد تُقبل إذا رجع عن فسقه، حيث إن توبته تُعفيه مما سبق.
- كما أن شهادة الكافر قد تُعتبر مقبولة إن أسلم، لكونه أصبح واحدًا من المسلمين.
لفظ الفسق في القرآن الكريم
تم ذكر الفسق في العديد من الآيات القرآنية التي تدل على خطورته، ومن بين هذه الآيات:
- “المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم، نسوا الله فنسواهم، إن المنافقين هم الفاسقون”.
- “وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم: ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون”.
- “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها، فحق عليهم القول فدمرناها تدميرًا”.
- “وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلًا لكل شيء، فخذها بقوة وامُر قومك يأخذوا بأحسنها، سأريكم دار الفاسقين”.
- “ولا تأكلوا مما لم يُذكر اسم الله عليه، وإنه لفسق وإن الشياطين ليُوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم، وإن أطعتموهم إنكم لمشركون”.
- “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه، أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو، بئس للظالمين بدلًا”.
صفات الفاسق
يمتلك الفاسق مجموعة من الصفات التي تُعرف بها، وقد أشار الإسلام إليها، وهي كما يلي:
- نقض عهد الله تعالى عبر عدم الإيمان به ومخالفة تعاليم الإسلام المعروفة.
- عدم الطاعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم.
- قطع صلة الأرحام وكل ما أمر الله بالوصل.
- نشر الفساد في الأرض وعدم الدعوة إلى الخير والأعمال الصالحة.
- وقد ذُكرت صفات الفاسقين في قوله تعالى: “الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يُوصل، ويفسدون في الأرض، أولئك هم الخاسرون”.
من المهم الإشارة إلى أن الفسق يحمل مخاطر كبيرة وعقوبات شديدة، لذا يُوصى بالتوبة والعودة إلى الله عز وجل قبل الوصول إلى الكفر والعياذ بالله.
كيفية التعامل مع الفاسق والكافر
يحتاج التعامل مع الكافر والفاسق إلى حذر خاص، لذا يجب اتباع النقاط التالية:
- الابتعاد عنهم قدر الإمكان لتجنب الأذى الناجم عنهم.
- عدم مجالستهم لتفادي التأثير السلبي للفسق والكفر على الجالسين.
- أخذ الحيطة والحذر عند التعامل معهم إذا دعت الحاجة.
- عدم تصديقهم من اللحظة الأولى، والتأكد من صحة أقوالهم، كما أشار القرآن: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين”.
- تقديم النصيحة والإرشاد لهم إذا كان الناصح ذو إيمان قوي ويضمن أنه لن يتأثر بكلامهم أو أفعالهم.