الشخصية العصبية
يتعرض معظمنا يوميًا لضغوطات ومشكلات متعددة تؤثر على حالتنا النفسية، وتختلف ردود الأفعال تجاه هذه التحديات من شخص لآخر. فبينما يتمكن بعض الأفراد من التعامل بشكل جيد مع المشاكل، هناك من يتسم بالعصبية وسرعة الانفعال، مما يؤدي إلى آثار سلبية على علاقاتهم الاجتماعية. على الرغم من أن الشخص العصبي قد يكون ضعيفًا في داخله، إلا أن تصرفاته تخلق مشكلات غير مبررة، ما يدفع الآخرين إلى تجنبه والابتعاد عنه.
أحد السمات البارزة للشخصية العصبية هي الحساسية المفرطة، حيث قد تثير بعض المواقف غضبه بينما تظل عادية بالنسبة لآخرين. وتعكس هذه العصبية عجزه عن التحكم في انفعالاته، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة وقدرته على السيطرة على المحيطين به. فعندما يتعرض لانتقادات أو عدم تنفيذ أوامره، فإنه يمكن أن ينفجر غضبًا.
آثار العصبية على حياة الفرد
تشكل العصبية تهديدًا لحياة الشخص، حيث تتسبب في العديد من العقبات الاجتماعية والنفسية، تشمل:
- الوحدة: إذ يعاني الأفراد العصبيون من مشكلات في العلاقات الزوجية، بينما يتجنبهم زملائهم في العمل.
- الآثار النفسية: فقد تؤدي العصبية إلى الانهيارات العصبية، مما يؤثر سلبًا على قدرتهم على الأداء في العمل والأنشطة اليومية.
- الاكتئاب والقلق: مما قد يفقدهم الحافز للاستمرار في الحياة، ويدفعهم إلى قضاء ساعات طويلة في النوم أو أمام الشاشات كوسيلة للهروب من الضغط.
- فقدان الطموح: على الرغم من أنه كان لديهم اهتمامات وهوايات، إلا أنهم يصبحون غير مهتمين بها ولا بالاحتكاك مع الأهل والأصدقاء.
- المشاكل الصحية: مثل ارتفاع ضغط الدم، حيث تتأثر صحتهم بشكل عام.
استراتيجيات للتخلص من العصبية
على الأفراد العصبيين أن يدركوا العواقب السلبية التي تنتج عن عصبيتهم، وأن يطوروا القدرة على التحلي بالصبر والحكمة. الاعتراف بأن العصبية صفة غير مرغوب فيها هو خطوة أولى نحو التغيير. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساهم في تقليل العصبية:
- تحديد الأهداف: يجب على الفرد رسم خطة واضحة لتحقيق أهدافه، مما يعزز شعوره بالهدوء والاستقرار.
- التواصل الاجتماعي: المشاركة في محادثات وطلب المشورة من الآخرين بدلاً من محاولة السيطرة عليهم.
- قضاء وقت للراحة: من المهم إيجاد وقت كافٍ لنفسه بعيدًا عن ضغوط الحياة ومكافأة النفس على الإنجازات.
- تجاهل الصغائر: يجب على الفرد التركيز على ما هو أكثر أهمية وتجاهل الأمور البسيطة التي قد تثير غضبه.
- التقبل: الاستمرار في تذكير النفس بأن لا أحد كامل، ولذا فإن التركيز على عيوب الآخرين ليس إلا مضيعة للوقت.