الموقع الجغرافي لجمهورية مصر العربية
تقع جمهورية مصر العربية في شمال قارة أفريقيا، على الحدود الجنوبية الغربية لقارة آسيا. تجدر الإشارة إلى أن معظم أراضي البلاد تقع في الشمال الشرقي من أفريقيا، بينما تمتد شبه جزيرة سيناء في الجنوب الغربي من قارة آسيا. جغرافياً، تقع مصر عند خط عرض 28.8013 شمالاً، وخط طول 31.1711 شرقاً، مما يضعها كجزء حيوي من الوطن العربي ودول الشرق الأوسط.
تتشارك مصر حدودها مع عدة دول؛ حيث يحدها من الشمال الشرقي قطاع غزة وفلسطين، بينما يحدها من الشرق البحر الأحمر. ومن الجنوب، تحدها السودان، ومن الغرب تحدها ليبيا، في حين يطل البحر الأبيض المتوسط على شمال البلاد. يجب الإشارة إلى أن شبه جزيرة سيناء تعتبر جسرًا بريًا يربط بين مصر وقارة آسيا.
يعد جبل كاثرين، الذي يرتفع حوالي 2,637 متراً عن سطح البحر، أعلى قمة في مصر، بينما ومنخفض قطارة، الذي يقع بـ133 متراً تحت مستوى سطح البحر، يمثل أدنى نقطة في البلاد.
أهمية الموقع الجغرافي لمصر
يمكن وصف مصر بأنها دولة عابرة للقارات، نظرًا لموقعها الاستراتيجي المتميز. فهي تشكل نقطة الربط بين قارات أفريقيا وآسيا، وتقع أيضًا على حدود ثلاث قارات هي: أفريقيا، أوروبا وآسيا. هذه الميزة تمنح مصر أهمية عالمية، كما أن حدودها الجغرافية تتماشى مع بعض من أهم المسطحات المائية في العالم مثل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وقد ساهم الموقع الجغرافي لمصر بشكل كبير في نشوء العديد من الحضارات القديمة التي أثرت في مجالات متعددة، أهمها الكتابة والزراعة.
المناخ في مصر
تعتبر مصر جزءاً من الحزام الصحراوي في شمال أفريقيا، مما يؤدي إلى مناخ متطرف يتمثل في انخفاض معدلات هطول الأمطار وتغيرات ملحوظة في درجات الحرارة. تشرق الشمس على البلاد معظم أيام السنة، ويمكن تصنيف المناخ إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- المناخ البحر الأبيض المتوسط: يسود على الساحل الشمالي، حيث تتسم الأجواء في فصل الشتاء باعتدال الحرارة مع تساقط محدود للأمطار، بينما يكون الصيف حارًا ورطبًا.
- المناخ الصحراوي: ينتشر في المناطق الداخلية، ويتميز بارتفاع شديد في درجات الحرارة ونقص في الأمطار، وتزداد الحرارة كلما اتجهنا نحو الجنوب.
- مناخ ساحل البحر الأحمر: مثل منطقة الغردقة، يمتاز بقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، لكن مستوى الرطوبة يكون أعلى نظراً لقرب البحر.
الموارد الطبيعية في مصر
تمتاز مصر بوجود مجموعة من الموارد الطبيعية التي تعزز من أهميتها الجغرافية، وأبرزها:
- النفط والغاز الطبيعي: تمتلك مصر احتياطيات من النفط والغاز، وتساهم في تصدير كميات كبيرة إلى العديد من الدول المجاورة، مما يوفر عائدات مالية معتبرة.
- المعادن: تشمل مجموعة متنوعة من المعادن مثل الحديد والفوسفات والمنغنيز، التي كانت مصدرًا للرخاء في العصور القديمة.
- العسل: تشتهر مصر بتربية النحل منذ العصور القديمة، حيث يُعتبر العسل المصري، وخاصة عسل زهرة اللوتس، من الأنواع ذات القيمة العالية.
- ورق البردى: كان المصريون القدماء يتقنون صناعة ورق البردى، مما جعلهم يتفوقون في هذا المجال ويحافظون على أسرار صنعه.
- نهر النيل: يُعتبر مصدر المياه الرئيسي في مصر، ويُستخدم في الزراعة وإنتاج الطاقة الكهرمائية، مما أسهم في ازدهار الحضارة المصرية.
- الثروة السمكية: تميزت مصر بتنوع مصادر صيد الأسماك، مما أدى إلى نمو كبير في هذا القطاع منذ بدء العمل به.
التنوع البيولوجي في مصر
تتميز الحياة النباتية والحيوانية في مصر بتنوع كبير، حيث تضم أكثر من 250 نوعاً من النباتات، أشهرها نبات البردى. ورغم قلة الغابات، تحتوي مصر على بساتين واسعة من النخيل والحمضيات، مع وجود زراعة لشجر السرو والكينا.
تُعتبر الحياة الحيوانية أيضًا متنوعة، حيث تشمل أنواعًا عديدة مثل الأغنام والماعز، بالإضافة إلى بعض الحيوانات البرية مثل الضباع وابن آوى. في سماء مصر، تحلق نحو 300 نوع من الطيور، معظمها يُربى لأغراض التكاثر. أما الثروة المائية، فتمتاز بوجود آلاف الأنواع من الأسماك، مع شعاب مرجانية تُعد من الأجمل عالميًا، ويضم النظام البيئي أكثر من 1.4 مليون نوع من الكائنات الحية الدقيقة.
