موقع سد ياجوج وماجوج
تباينت آراء العلماء حول تحديد موقع سد ياجوج وماجوج، وفيما يلي أبرز هذه الآراء:
رأي الدكتور مصطفى محمود
في برنامجه المعروف “العلم والإيمان”، أشار الدكتور مصطفى محمود إلى بعض المعلومات المتعلقة بيأجوج ومأجوج وموقعهم، وهذه هي أبرز النقاط:
- تشير بعض الخرائط القديمة المنسوبة للعرب إلى أن يأجوج ومأجوج يقعان في منطقة سيبيريا بشمال الأرض.
- الخرائط المذكورة تتواجد أيضًا في أطلس تاريخ الإسلام.
- فسر الدكتور محمود الآية الكريمة التي تقول: “حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترًا”، موضحًا أن المقصود بمطلع الشمس هو منطقة لا تغرب فيها الشمس، مما يشير إلى أنهما في المنطقة القطبية الشمالية.
رأي الشيخ الشعراوي
يُعتبر الشيخ الشعراوي من أبرز علماء الدين، وقد تطرق لتفسير قصة يأجوج ومأجوج في عدة نقاط:
- يأجوج ومأجوج هم قوم مفسدون في الأرض، يتسببون في الهمجية والفساد.
- توجد أرضهم في الشمال الشرقي لقارة آسيا، تحديدًا بين البحر الأسود وبحر قزوين.
- تم بناء السد في منطقة تُعرف بأرض القوقاز، التي تقع بين جبلين.
- أشار الشيخ الشعراوي إلى أن هؤلاء القوم ينحدرون من نسل يافث بن نوح، وأن ذو القرنين هو من أنشأ السد لحماية الناس من شرهم.
وجهات نظر أخرى
كما ذكرت آنفًا، لا يزال الموقع الدقيق ليأجوج ومأجوج غير محدد، ولكن هناك بعض المؤرخين الذين طرحوا الآراء التالية:
- يعيش قوم يأجوج ومأجوج في شمال أذربيجان وجورجيا وأرمينيا.
- يوجد السد في الشمال الغربي من صحراء جوبى، التي تفصل بين بلاد المغول الواقعة شمال الصين وجنوب منغوليا.
قصة بناء سد يأجوج ومأجوج وفق القرآن الكريم
نستعرض فيما يلي ملخص قصة يأجوج ومأجوج كما وردت في القرآن الكريم:
- حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولًا.
- قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، فهل نجعل لك خروجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا.
- قال ما مكني فيه ربي خير، فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردمًا.
- أتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا، حتى إذا جعله نارًا قال آتوني أُفرغ عليه قطرًا.
- فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا.
- قال هذا رحمة من ربي، فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء، وكان وعد ربي حقًا.
- وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض، ونفخ في الصور، فجمعناهم جمعًا.
- حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون.
- واقترب الوعد الحق، فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا، قد كنا في غفلة من هذا، بل كنا ظالمين.
صفات يأجوج ومأجوج
يتساءل البعض حول طبيعة يأجوج ومأجوج، وفي الحقيقة هم من البشر، لكن صفاتهم تتسم بما يلي:
- قوم ظالمون، حيث لا يستطيع أحد ردعهم عن ظلمهم.
- يمتلكون قوة كبيرة وجبروت.
- مفسدون في الأرض.
- لديهم أعين صغيرة.
- وجههم مستدير وعريض وممتلئ باللحم.
مواصفات السد الذي يمنع خروج يأجوج ومأجوج
أشار الله تعالى في سورة الكهف إلى بعض الصفات التي يتمتع بها السد الذي أنشئ لمنع خروج يأجوج ومأجوج، ومنها:
- سد كبير لا يمكن لأحد تسلقه أو اختراقه.
- تم بناؤه من الحديد القوي.
- بين فراغات الحديد تم صب نحاس مذاب، مما زاد من قوة السد.
من هم يأجوج ومأجوج وعلاقتهم بعلامات الساعة؟
يعتبر يأجوج ومأجوج قبائل بدائية متوحشة، ولا توجد معلومات كافية حولهم، حيث أنهم محبوسون خلف السد الذي بناه ذو القرنين حتى اليوم. لكن خروجهم يعتبر من علامات قيام الساعة، والدلائل على ذلك تشمل:
- قال صلى الله عليه وسلم: “لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات” من بين تلك العلامات خروج يأجوج ومأجوج.
- قول الله عز وجل: “حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق.”
- خروج يأجوج ومأجوج يتزامن مع نزول سيدنا عيسى، وينتهي مصيرهم بإرسال نغفًا من الله، فتدب فيهم الموت.
سبب نزول قصة سد ذو القرنين وياجوج ومأجوج
يقول بعض العلماء إن قصة سد ذو القرنين وياجوج ومأجوج نزلت بعد أن تحدى بعض المشركين النبي صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أن يحكي لهم قصة ذو القرنين، لذلك قال الله تعالى: “ويسألونك عن ذي القرنين”، ثم أفاد الله تعالى: “قل سأتلوا عليكم منه ذكرًا”.
هل تقع عين الحمئة في قيرغيزستان؟
لا يوجد اتفاق بين العلماء والمفسرين حول موقع عين الحمئة المذكورة في قصة ذو القرنين. ومع ذلك، تشير بعض الآراء إلى احتمال وجودها في قيرغيزستان، استنادًا إلى النقاط التالية:
- تشبه عين الحمئة بحيرة “إيسيك كول” في قيرغيزستان، حيث تتميز بشكل بيضاوي وتُعرف محليًا باسم “عين الأرض”.
- تقع بحيرة “إيسيك كول” بالقرب من المسار المفترض الذي اتبعه ذو القرنين أثناء رحلاته، كما تدل بعض الروايات على عبوره جبال القوقاز.
- تُعتبر بحيرة “إيسيك كول” غنية بالمعادن ومياهها مالحة قليلاً، مما يتطابق مع بعض الأوصاف التي ذكرتها الروايات حول عين الحمئة.
شخصية ذو القرنين ويأجوج ومأجوج
يتميز ذو القرنين بشخصية غامضة ورد ذكرها في سورة الكهف، وقد تناولت التفاسير والروايات المختلفة حكايته. تروي سورة الكهف قصة ذو القرنين، الذي مُنح ملكًا عظيمًا من الله، واستطاع عبور المشرق والمغرب، وتجلى دوره في حماية قوم من ظلم يأجوج ومأجوج من خلال بناء سد ضخم.
النصوص القرآنية لم تُقدم تفاصيل دقيقة حول ماهية يأجوج ومأجوج، مما يتيح تفسيرات متنوعة؛ إذ يراها بعض المفسرين قبائل بدائية متوحشة، ويرى البعض الآخر أنها كائنات خارقة.
وتحمل قصة ذو القرنين العديد من الدلالات، منها:
- قدرة الله تعالى: منح الملك والسلطان لمن يشاء.
- عدالة الله: نصرة المظلومين وإقامة العدل.
- مقاومة الشر: ضرورة التصدي للفساد.
- الفتوحات الإسلامية: بعض المفسرين ربطوا القصة بالفتوحات الإسلامية.
تمثل قصة ذو القرنين ويأجوج ومأجوج تجارب قرآنية مليئة بالدروس والعبر، وتُذكّرنا بجوانب من قوة الله وعدله، كما تُشجعنا على مقاومة الشر ودعم المظلومين.
