موقع واحة سيوة
تُعتبر واحة سيوة واحدة من المدن المميزة التي تقع في مصر، حيث تقع في الصحراء الغربية على بُعد حوالي 300 كيلومتر عن ساحل البحر الأبيض المتوسط، إلى الجنوب الغربي من مدينة مرسى مطروح. تُعد الواحة جزءًا من محافظة مطروح من الناحية الإدارية، وتتميز بانتشار العيون والآبار التي تُستخدم لأغراض الشرب والري والعلاج. كما تحتوي على أربع بحيرات كبيرة، وتضم العديد من المعالم الأثرية مثل معبد آمون ومقابر جبل الموتى. سوف نتناول في هذا المقال تاريخ تسمية الواحة وتاريخها عبر العصور.
أصل تسمية واحة سيوة
يقول بعض المؤرخين إن كلمة “سيوة” originated من التعبير “سيخت آم” والذي يعني أرض النخيل. تمت الإشارة إلى الواحة بأسماء عدة في العصور القديمة، مثل “بنتا” وهو اسم وُجد في نقوش معبد إدفو. كما سُميت أيضاً واحة آمون، واستمر استخدامها إلى زمن البطالمة الذين أطلقوا عليها لاحقاً اسم واحة جوبيتير آمون. وقد أشار العرب إليها باسم الواحة الأقصى، كما ورد الاسم في المخطط المقريزي. كتب ابن خلدون عن الواحة باسم “تنيسوة” والتي تعتبر اسماً لفرع من قبائل الزنتانة في شمال أفريقيا، في حين ذكر الإدريسي أن سكانها هم مزيج من البربر والبدو.
تاريخ واحة سيوة في العصور القديمة
في عام 2900 قبل الميلاد، هاجمت جماعة من الليبيين المعروفين باسم “التنحو” الوجه البحري، واستغلوا واحة سيوة كقاعدة لعملياتهم ضد مصر. وواجه الملك سنفرو، الذي كان آخر ملوك الأسرة الثالثة، هذه التهديدات من خلال السيطرة على الواحة. في عام 1970 قبل الميلاد، هاجمت القبائل الليبية مرة أخرى الوجه البحري عبر سيوة، وقام الملك سيزوستريس، ثاني ملوك الأسرة الثانية عشر، بالتصدي لهم.
خلال عام 1547 قبل الميلاد، شنت القبائل الليبية هجومًا على مصر بينما كان حاكمها مشغولاً في حروب أخرى، ولكن الملك أمنحتب الأول نجح في ردهم. وفي زمن الملك منفتاح، تم صد الهجمات الليبية من البر والبحر.
بعد الاحتلال الفارسي لمصر، حاول قائدهم قمبيز احتلال واحة سيوة. وقد تنبأ كهنة معبد آمون بنهاية قمبيز، فجمع جيشًا قوامه خمسون ألف جندي بهدف تدمير معبد آمون والسيطرة على الواحة. ومع ذلك، فقد أضل الجيش طريقه ومات العديد منهم في الصحراء دون أن يحققوا أهدافهم، وما لبث أن مرض قمبيز وتوفي.
تاريخ واحة سيوة في العصور الوسطى
بعد الفتح الإسلامي لمصر، أصبحت سيوة تتمتع باستقلالية في نمط حياتها. حاول موسى بن نصير فتحها خلال العصر الأموي، حيث كان حاكمًا لشمال أفريقيا. ومع ذلك، واجه صعوبة في دخول الواحة نظرًا لتحصينها الكبير وأبوابها الحديدية، وانتهى به الأمر إلى العودة دون تحقيق هدفه.
تاريخ واحة سيوة في العصر الحديث
في عام 1820، أرسل محمد علي باشا جيشًا مكونًا من 1300 جندي بقيادة حسن بك الشماشرجي بهدف فتح واحة سيوة. وقد دارت معركة بين الجيش والأهالي، وتمكنت قوات محمد علي من الانتصار. ومع مرور الزمن، دخلت القوات المحورية إلى الواحة وسيطرت عليها في العشرين من يوليو عام 1942، ولكنها أُجبرت على مغادرتها في الثامن من فبراير عام 1943 بعد هزيمتها في معركة العلمين.