السيرك
يُعتبر السيرك أحد أشكال الفنون التي تعتمد على تأدية المهرجين، والبهلوانيين، والحيوانات المدربة، بالإضافة إلى الموسيقيين، وفناني الخفة، والمشعوذين لتقديم مجموعة متنوعة من العروض المثيرة للجمهور. ويرجع أصل كلمة “سيرك” إلى اللغة الإنجليزية، والتي مشتقة من اللاتينية. شهد السيرك تطورًا ملحوظًا منذ نشأته، حيث أصبح يشمل الآن العديد من ألعاب المغامرة التي تأسر انتباه المتابعين، بالإضافة إلى أنه يُقام في مناطق آمنة مثل الصالات والمباني.
التاريخ
ترجع جذور السيرك إلى الحضارة الرومانية القديمة، حيث استخدم الرومان الخيول والعربات في إحياء السباقات والعروض الفروسية، وكذلك في تنظيم معارك تمثيلية. وقد تم تخصيص المباني شبه الدائرية لهذا الغرض. لاحقًا، تأثرت هذه الفنون بالثقافة اليونانية. وبرز الاهتمام بالسيرك عند الرومان خلال العصور الوسطى وعصر النهضة، حيث كانت ساحة ماكسيموس تُستخدم لأداء الألعاب وتستوعب ما يصل إلى ربع مليون متفرج.
السيرك في العصر الحديث
تعود أصول السيرك الحديث إلى فيليب آستلي، ضابط الفرسان الإنجليزي، الذي قام بإقامة أول مدرج حديث لعرض الخيول في منطقة لامبث بلندن بتاريخ 4 أبريل 1768م. وعلى الرغم من عدم كونه المؤسس لكل تلك الألعاب، إلا أنه كان الأول في توفير مساحة ثابتة لممارستها بشكل منظم. وقد أدخل أسلوب اللعب في حلقة قطرها 42 قدم، وتلاه أندرو دوكرو، الذي ساهم في تأسيس تقاليد السيرك، مما ساهم في انتشاره في العالم الإنجليزي. وقد تجلى ذلك في زيادة عدد المواقع المخصصة للسيرك، بما في ذلك ميادين السباقات وحدائق الحيوانات، قبل أن ينتشر في فرنسا.
كان أول من أدخل السيرك الحديث إلى الولايات المتحدة الأمريكية هو الإنجليزي جون بيل ريكيتس، الذي بدأ مسيرته الفنية مع هيوز الملكي في لندن عام 1780م. بعد مرور اثني عشر عامًا، أسس عمله في فيلادلفيا، وفي عام 1793م، تمكن من افتتاح أول مبنى للسيرك في أمريكا. وقد حظي ريكيتس بدعم كبير من رئيس الولايات المتحدة، جورج واشنطن، بعد حضور عرض سيرك في المبنى. يوجد العديد من المواقع المشهورة بالعروض السيركية، منها:
- بلاكبول للسيرك.
- بودابست للسيرك.
- كرونة في ميونخ.
- دي هيفر في باريس.
- موسكو للسيرك.
- شنغهاي للسيرك.
- التركمان في عشق آباد.
- ريغا في ريغا.
- جلبوس في بخارست.
السيرك المعاصر
يعتبر السيرك المعاصر نوعًا من الأداء الفني الذي نشأ في السبعينيات من القرن العشرين في دول مثل أستراليا، وكندا، وفرنسا، والساحل الغربي للولايات المتحدة، والمملكة المتحدة. يجمع هذا النوع بين المهارات السيركية التقليدية والتقنيات المسرحية، مع التركيز على الجوانب الجمالية، وتطوير الشخصية، وآلية سرد القصة، إلى جانب استخدام تصاميم إضاءة مبتكرة، والموسيقا، والأزياء الجذابة.