العظام
يُعتبر الهيكل العظمي جزءًا أساسيًا من جسم الإنسان، حيث يُسهم في تحقيق الحركة والدعم. يلعب الهيكل العظمي دورًا حيويًا في تمكين الجسم من أداء الأنشطة اليومية مثل المشي والانتقال، كما يربط العظام بالعضلات. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الهيكل العظمي حماية للعناصر الحيوية في الجسم مثل القلب والرئتين والنخاع الشوكي، ويُساعد في إنتاج خلايا الدم الحمراء.
يتكون الهيكل العظمي من مئتين وستة عظام، تتنوع بين العظام الطويلة والقصيرة والمسطحة، وقد تم تسميتها وتصنيفها بأسماء مختلفة، مثل الكوع والبوع والكرسوع والرسغ وعظام الفخذ والحوض. يُظهر كل نوع من هذه العظام خصائصه الفريدة في التركيب والوظيفة، حيث تتكون العظام خلال مرحلة النمو من الولادة حتى سن 20 عامًا، كما يُمكن أن تلتئم في حالات الكسور.
عظمة الكوع
تقع عظمة الكوع في اليد، وهي واحدة من العظمتين المتجاورتين في نهاية الساعد بالقرب من الكف. تتسم هذه العظمة بشكل بارز وتأتي بعد عظمة الإبهام. تتجاور عظمة الكوع مع عظمة الكرسوع، حيث تفصل بينهما مسافة بسيطة، وتقع كل منهما في نهاية عظمتي الزند، والكوع يأتي بعد الإبهام مباشرة، ويُطلق عليه أيضًا الزند. العظمة المجاورة للكوع تعرف بالكرسوع.
تظهر كلمة الكوع في معجم الوسيط، حيث تعني طرف الزند الذي يلي الإبهام، وجمعها أكواع وكيعان. يتداخل الكثيرون في التمييز بين الكوع والمرفق، مما قد يؤدي إلى اعتقاد خاطئ بأن الكوع والمرفق يشكلان مفصلًا واحدًا. يُعتبر الكوع عظمة بارزة في الذراع قرب كف اليد.
عظمة البوع
توجد البوع في القدم وهي العظمة التي تلي إبهام الرجل، وهذا ما يعرف به الكلمة في معجم الوسيط. كما ورد في كتاب “تصحيح التصحيح” للصفدي، فإن كلمة البوع تحمل معنى آخر، حيث يُشار بها إلى المسافة بين الكفين عند مدِّهما. وقد أشار الشاعر أبو ذؤيب الهذلي إلى هذه الفكرة في قصيدته. في الثقافة العربية، كان يُختبر طالب العلم بالتفريق بين الكوع والبوع، فمن يجيب عن ذلك يُعتبر مُتحصلاً على معرفة أكثر.
الفرق بين الكوع والكرسوع
عند الحديث عن الكوع، يُستحسن الإشارة إلى الكرسوع، والتي تعني العظمة التي تلي خنصر الكف، والمسؤولة عن المفصل في الرسغ. قد تم ذكر هذا في كتاب “شرح القانون” للقرشي، حيث تم التطرق للفرق بين الكوع والكرسوع، مُقارناً بينهما في تكوينهما. اجتهد الكثيرون في وصف عظام الكوع والبوع والكرسوع، وقد وردت بعض الأبيات في ذلك.
وعظمٌ يلي الإبهام كُوعٌ، وما يلي
لخنصرهِ الكُرْسُـوعُ، والرُّسْغُ في الوسطْ
وعظـمٌ يلي إبهام رِجْـلٍ ملقَّبٌ
ببُوْعٍ، فخُذْ بالعِلْمِ، واحْــذرْ من الغلطْ.
عظام الذراع والكف
تؤدي عظام الذراع واليد دورًا هامًا لدعم الطرف العلوي من الجسم، حيث ترتبط العضلات التي تحرك هذا الطرف. بالإضافة إلى ذلك، تشكل هذه العظام مفاصل اليد، التي تتسم بتنوع حركتها ومرونتها. يمكن أن تتحمل العظام ضغطًا كبيرًا وتقوم بأعمال شاقة ومرنة. تتصل اليد بباقي الجسم من خلال عظام الترقوة، التي تصل الكتف بالقفص الصدري، والتي تأخذ شكل حرف S، بمتوسط طول يبلغ حوالي 13 سم.
المفاصل
تعتبر المفاصل واحدة من أهم مكونات الهيكل العظمي للإنسان، حيث تسهل الحركة. فإن عدم وجود المفاصل أو وجود خلل فيها قد يؤثر سلبًا على قدرة الإنسان على الحركة. المفصل هو منطقة التقاء عظمتين أو أكثر، ويربط بينها، مما يسمح بحرية حركة هذه العظام.
توجد ثلاثة أنواع رئيسية من المفاصل في جسم الإنسان: المفاصل الليفية التي تكون ثابتة كما في الجمجمة، والمفاصل الغضروفية التي تتيح حركة خفيفة مثل مفاصل الفقرات، وأخيرًا المفاصل الزلالية الأكثر شيوعًا، التي توجد في الركبة والكوع وبين السلاميات ومشط القدم. تختلف أشكال المفاصل الزلالية حسب موقعها، حيث تنقسم إلى فئات مثل الكرة، والمنزلق، والسرجي، والمداري.
آلام المفاصل
تعتبر آلام المفاصل من الظواهر الشائعة بين كبار السن، وتنتج عادة عن التهابات وتورمات تعيق حركة الأطراف، مما يؤثر سلبًا على نمط الحياة. من بين الأسباب الرئيسية لالتهاب المفاصل: السمنة، والكسور، وأمراض المناعة الذاتية، والوقوف لفترات طويلة، بالإضافة إلى العمر. من نتائج هذه الالتهابات عدم القدرة على أداء الأنشطة اليومية، وظهور انتفاخات حول المفصل المتأثر، والشعور بتيبس المفاصل. يُوصى بممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن ضمن الحدود الطبيعية لتجنب مشكلات المفاصل.