فهم الفارق بين الحب والمودة

إن الفارق بين الحب والمحبة هو موضوع يثير الكثير من النقاشات، لذا سنقوم في هذا المقال بتفصيل تعريف الحب والمحبة وبيان الاختلافات بينهما بشكل شامل.

الفرق بين الحب والمحبة

  • المحبة تُعتبر نوعاً خاصاً من أنواع الحب، حيث تشير إلى الحب غير المشروط وغير المحدود.
  • تختلف المحبة عن الحب البيولوجي السائد بين البشر، فهي تعكس علاقة مميزة تربط إنساناً بآخر بناءً على هوية خاصة لديه.
  • تجسد المحبة الحب بين الأشخاص أو بين شخص وصفة أو فكرة معينة.
  • لا تشترط المحبة توافر العواطف أو الجنس بين المحبين.
  • بناءً على ما سبق، فإن المحبة تصف ذلك الشكل من الحب الذي أطلق عليه أفلاطون “الحب الأفلاطوني”.
  • يعتبر الحب الأفلاطوني من أسمى وأرقى أشكال الحب.
  • على عكس المحبة، يوجد أنواع من الحب تتنوع بين النقي والشهواني، الدنيوي والمجنون.
  • بينما تُذكر المحبة فقط في سياق الحب النقي والنفوس الطاهرة.

ما هو الحب؟

  • الحب هو مجموعة المشاعر التي يختبرها الإنسان عند إعجابه أو انجذابه لشخص ما.
  • يُعتبر الحب لغة مشتركة بين الناس، إذ يعد أكثر أشكال العلاقة شيوعاً.
  • يتبادل الحب بين الشخصين اللذين يجمعهما هذا الشكل من الارتباط.
  • تشمل مظاهر الحب: الاهتمام، الإخلاص، العطاء، التضحية، والإيثار دون انتظار مقابل.
  • تحمل كلمة حب في اللغة معنى “المرض” أو “بذور النباتات”.
  • يعكس الحب تواصل كيميائي بين شخصين متحابين.
  • عند لقاء الحبيبين، يفرز الجسم هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بهرمون المحبين، ويساهم في زيادة الرغبة الجنسية عند كلا الجنسين.
  • تحظى فكرة الحب بمكانة في جميع الأديان السماوية، رغم اختلاف طرق تجسيدها.
  • في الإسلام، يتم التأكيد على أهمية الحب بين الزوجين وضرورة وجوده، فهو يُعبر عن علاقة الرحمة والمودة بينهما، حيث يحدد أن الحب هو محور وجود الرحمة.
  • كما يشدد المسيحية على أهمية الترابط بين الأزواج، موضحاً أن الزواج هو رباط مقدس لا يُفك.

ما هي المحبة؟

  • تُعرف المحبة في اللغة بأنها اللزوم والثبات في الحب.
  • أما من حيث الاصطلاح، فتشير المحبة إلى الحب النقي والطاهر.
  • تشير المحبة أيضاً إلى ميل النفس إلى ما يبعث السعادة، وقد تصل أحياناً إلى درجة التعلق.
  • تعد المحبة من العوامل الأساسية للحب، حيث تعكس العلاقة بين الإنسان والإله.
  • تمثل المحبة علاقة تُبرز العطاء دون شهوات مادية، بين المحب ومحبوبه.

أنواع المحبة

  • تتنوع أنواع المحبة، ومن أبرزها المحبة الخالصة والمحبة المشتركة.
  • المحبة الخالصة تتمثل في حب الإنسان لله سبحانه وتعالى، وكذلك حب الإنسان لرسوله محمد (صلى الله عليه وسلم).
  • تشمل أيضاً حب المؤمنين والصالحين لبعضهم البعض، ولكن دون مبالغة.
  • لا يكتمل الإيمان إلا من خلال هذا النوع من الحب الطاهر المتدفق من القلب.
  • قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما”.
  • تتفرع المحبة المشتركة إلى عدة أنواع، من بينها المحبة الطبيعية والمحبة الرحيمية.
  • المحبة الطبيعية تُسيطر عليها الغريزة، وتتمثل في حاجة الجائع للطعام أو العطشان للماء.
  • أما المحبة الرحيمية، فهي تظهر في علاقات الأهل مع أبنائهم.

أقوال العلماء والحكماء في الحب والمحبة

  • قال الثعالبي: “المحبة هي شحنة إيجابية تنبع من النفس تجاه المحبوب، حيث تُغذي الروح وتُجهد البدن، وتقوم بنقل القوى كلها إلى المحبوب من خلال التمني بسيرته والكمال الموجود لديه”.
  • عندما سأل أبو بكر الوراق المأمون بن طاهر عن الحب، قال: “إذا توافقت جواهر النفوس المتقابلة، تنبعث لمحة نور تُضيء الأعضاء، فتخلق نوعاً من الاتصال القلبي يسمى الحب”.
  • وأشار ابن عباس إلى الحب بقوله: “إذا كان هذا الرجل يحبني، فعلام أستدعي الدليل؟ لأني أحبه”.
  • أكد ابن تيمية أن “من أحب شخصاً في الله، فإنه يحب الله أيضاً، وعند تأمل القلب له، يزداد الحب لله”، مضيفًا أن الذكر الجليل لأي نبي من الأنبياء يعمق الانجذاب إلى حب الله.
  • قال الجاحظ: “يجب على محبي الكمال تعزيز حبهم للناس وغرس المشاعر الطيبة في قلوبهم، فالناس هم كعجينة واحدة تربطها الإنسانية”.
  • قال أحد الحكماء: “من يُعطَ المحبة الصادقة يُقبل عليه بتفانٍ”.

ذكر الحب والمحبة في القرآن والسنة

  • ذكرت كلمة “حب” في القرآن الكريم تسع مرات، منها قوله تعالى: “وتحبون المال حباً جماً”.
  • كما قال تعالى: “ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله”.
  • ذُكرت كلمة “محبة” مرة واحدة في القرآن الكريم، في قوله: “وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني”.
  • وقال تعالى: “إن الله يحب المحسنين”.
  • وأيضاً: “والذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً”.
  • قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.
  • قال أبو هريرة: “قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا…”.
  • ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “المرء مع من أحب”.
  • كما روي أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فقال له الملك: “إن الله أحبك كما أحببته فيه”.
  • قال الله تعالى: “ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحببته”.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *